أدى العداء الأمريكى لكل من الصينوكوريا الشمالية إلى سعى الدولتين الآسيويتين لتعزيز تحالفهما، فيما يشير إلى دعم صينى واسع لبوينج يانج فى مواجهة الضغوط الأمريكية. وأشادت كوريا الشمالية بعلاقاتها مع حليفتها التاريخية الصين، التى اختتم رئيسها شى جينبينج، أمس، زيارة لبيونج يانج استمرت يومين وارتدت طابعا رمزيا كبيرا، بينما وصلت محادثات كل من الدولتين مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى طريق مسدود. وقال الزعيم الكورى الشمالى لضيفه إن زيارته كانت فرصة لإظهار «ثبات وقوة الصداقة بين جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية والصين للعالم»، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية. وأضافت الوكالة أنه فى وقت «تجرى فيه تغييرات خطيرة ومعقدة فى الأوضاع الدولية والإقليمية»، وافق «كيم» و«شى» على تعزيز الاتصالات الاستراتيجية الوثيقة والدفع بمصالحهما المشتركة قدما. وبذلت بيونج يانج كل ما بوسعها للترحيب ب«شى»، أول رئيس صينى يزور كوريا الشمالية منذ 14 عاما هى الفترة التى أجرت فيها بيونج يانج 5 تجارب نووية وأطلقت صواريخ قادرة على بلوغ الأراضى الأمريكية برمتها. واصطف عشرات آلاف الكوريين فى بيونج يانج على جوانب الطرق ترحيبا ب«شى». وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية المركزية إنهم يعبرون عن «مشاعرهم الودية» للمواطنين الصينيين الذين «يشاركونهم الأفراح والأحزان» فى السعى لتحقيق الاشتراكية. وجال كيم وشى معا فى شوارع العاصمة الكورية فى سيارة ليموزين مكشوفة. ومساء أمس الأول حظى شى والوفد المرافق بعرض خاص للألعاب الجماعية لكوريا الشمالية.. وتخلل ذلك عرض عدد من الصور التى تعبر عن التاريخ الصينى الكورى، بينها جنود يقاتلون معا فى الحرب الكورية، فيما كانت الخلفية تتغير باستمرار، شكلها آلاف الأطفال بقلب صفحات كتب ملونة لتعرض عبارات الصداقة وصورا لكل من شى وكيم. ومن الأغانى التى صدحت فى العرض «أحبك يا صين»، فيما نشرت صحيفة «رودونج سينمون»، الناطقة باسم الحزب الحاكم فى كوريا الشمالية على صفحتها الأولى صورا لكيم وزوجته رى سول جو خلال استقبال كيم. وأرسلت بكين الملايين من الجنود الذين يطلق عليهم «متطوعو الشعب الصينى» لإنقاذ كوريا الشمالية من الهزيمة فى الحرب الكورية، ووصف ماو تسى تونج علاقاتهما ب«المتلاصقة». وتعتبر بكين حاليا كوريا الشمالية عازلا استراتيجيا لنحو 28 ألفا و500 جندى أمريكى فى كوريا الجنوبية بهدف إبقائهم بعيدا عن حدودها. وتفضل الصين استقرارا فى جوارها. وقد أدت الاستفزازات النووية لكوريا الشمالية إلى توتر العلاقات بين الحليفين من فترة الحرب الباردة، مع دعم بكين عقوبات دولية على بيونج يانج وعدم قيام كيم بزيارة للصين لأكثر من 6 سنوات بعد توليه السلطة. وفيما خاض كيم مساعى دبلوماسية محمومة العام الماضى، حرص كيم على أن يكون شى، الذى تعد بلاده الداعم الدبلوماسى الرئيسى لبيونج يانج والمصدر الرئيسى للتجارة والمساعدات، أول رئيس دولة يلتقيه. وسافر كيم إلى الصين 3 مرات أخرى للقاء شى، وأبدت بيونج يانج حرصا متزايدا على أن يبادل الرئيس الصينى الزيارة. ويقول محللون إن شى، الذى عاد جوا إلى الصين، أمس، سعى إلى استخدام الزيارة ليظهر للرئيس الأمريكى دونالد ترامب مدى تأثيره على كيم قبل أسبوع من قمة مجموعة العشرين فى اليابان. ويخوض الاقتصادان العملاقان نزاعا تجاريا متصاعدا، ومن المتوقع أن يلتقى رئيساهما فى أوساكا خلال القمة. كما وصلت المفاوضات النووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة إلى طريق مسدود، بعد انهيار القمة الثانية بين كيم وترامب فى هانوى فى فبراير.