همتك يا دكتور زاهى

حسنا تحركت وزارة الخارجية لوقف مزاد لبيع رأس تمثال للفرعون الذهبى توت عنخ آمون، مقرر فى 4 يوليو المقبل.
الخارجية بدبلوماسية خاطبت صالة المزادات «كريستيز» بلندن ومنظمة اليونسكو، داعية إلى الحصول على المستندات الخاصة بملكية القطعة الأثرية.
وشددت الخارجية على أحقية مصر فى القطعة فى ظل القوانين المصرية الحالية والسابقة، والأهم أن سفارتنا فى لندن تحركت بفاعلية وخاطبت وزارة الخارجية البريطانية لوقف عملية البيع والتحفظ على رأس التمثال وإعادته إلى مصر.
بقى تحرك علماء الآثار فى مصر لحفز نظرائهم من حول العالم لدعم الحق المصرى فى استرداد هذا الرأس الثمين للفرعون الذهبى، وأخص بالذكر الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار المصرى العالمى، بما له من اتصالات عالمية، وثقل أثرى عالمى يمكنه من إطلاق حملة دولية لاسترداد التمثال الثمين.
أعول على الدكتور زاهى لأن الرياح العالمية فى شراعنا تمامًا، وهناك نوبة رفض عارمة من كبار علماء الآثار وجمعياتها ومتاحفها الشهيرة للتجارة فى الآثار الوطنية، كما أن منظمة اليونسكو تحارب هذه التجارة غير المشروعة حول العالم.
دون هذه الحملة الدولية المستوجبة وطنيا، قد يضيع التمثال كما ضاعت آثار بالجملة فى ظل اعتماد المكاتبات والمخاطبات دون دعم دولى وهو متوفر وميسور، وكل المنظمات والجمعيات والمتاحف لن تتأخر عن دعم الموقف المصرى، فقط نتحرك شعبيا لدعم جهود الخارجية المصرية.
وقبل كل ذلك لا بد من توفير الدعم القانونى لجهود وزارة الآثار المصرية لاسترداد التمثال لأن ما أعلنته صالة «كريستيز» للمزادات يؤشر على عزمها إقامة المزاد ارتكانًا لحقوق الملكية التى آلت إليها.
الدار تحاول جاهدة توثيق «أيلولة» التمثال المنحوت من حجر «كوارتزيت»، ويعود تاريخه إلى أكثر من 3000 عام، وتنشر عالميا مواد إعلامية تضليلية أنها حصلت على هذه القطعة الأثرية، بالإضافة إلى تابوت فرعونى خشبى وتمثال ل«قطة» مصرية قديمة، من تاجر الآثار الألمانى هاينز هيرزر عام 1985 (لإضفاء قانونية على وضعيتها).
وأوضحت الدار أن هذه القطع الأثرية كانت مملوكة فى السابق لتاجر الآثار النمساوى جوزيف ميسينا، الذى حصل عليها بدوره من الأمير فيلهلم فون ثور أوند تاكسى بين عامى 1973 و1974، منوهة إلى أنه يعتقد أن الأمير فيلهلم حصل عليها فى ستينيات القرن الماضي
وعلى الرغم من الخلفية التاريخية المعاصرة للتمثال التى تروجها كريستيز والمشكوك فيها، فإنه لم يعرف متى عثر على التمثال ولا أين، لكن وزير الآثار المصرى الأسبق زاهى حواس يعتقد أن التمثال خرج من معبد الكرنك، ويستوجب إعادته.