احتجزت الشرطة في كازاخستان المئات من المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد، الأحد، في اشتباكات دامية ضمن حملة هدفها القضاء على المعارضة في انتخابات تتم إدارتها على مراحل تهدف إلى إضفاء الشرعية على خليفة الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف. ووفقا لصحيفة «تليجراف» البريطانية، في ميدان مركزي في ألماتي، أكبر مدن كازاخستان، قامت الشرطة التي ترتدي ملابس سوداء وأقنعة بالاشتباك مع المتظاهرين واقتيادهم جرا إلى عرباتهم وهم يصرخون. ويشكو المحتجون من أن الانتخابات منحازة لقاسم- جومارت توكاييف، البيروقراطي الذي حدده نزارباييف كخليفة له عندما استقال في مارس. وقال نزارباييف، رئيس كازاخستان الوحيد منذ انفصالها عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991، في خطاب استقالته إنه سيواصل إدارة البلاد من وراء الكواليس، ويعامل توكاييف على أنه دمية. وزاد هذا غضب الكازاخستانيين، الذين يشتكون من قلة التقدم الاقتصادي والفساد أكثر من أي وقت مضى. وفي بعض الاحتجاجات الانتخابية، استخدمت شرطة مكافحة الشغب الدروع والهراوات أثناء اشتباكهم مع المتظاهرين، فيما كان رجال الشرطة الذين يرتدون ملابس مدنية يراقبون الحشود، وغالبًا ما يحملون مظلات لمنع الناس من التصوير. وصرخت امرأة على أربعة من رجال الشرطة قائلة «اتركوه فهو رجل عجوز، رجل عجوز» بينما كانوا يسحبون رجلاً متقدم في العمر بعيدًا عن الاحتجاج ليدخوله قسرا إلى حافلة الشرطة. وتم اعتقال العديد من الصحفيين الأجانب والنشطاء الحقوقيين. وفي تاريخها الذي دام 28 عامًا بعد تفتت الاتحاد السوفيتي، لم تقم كازاخستان أبداً بإجراء انتخابات تعتبر حرة أو نزيهة من قبل المراقبين الغربيين. وكازاخستان بلد غني بالنفط بحجم أوروبا الغربية، لكن بعد أربع سنوات من تخفيض قيمة العملة بنسبة 50%، ما قضى على مدخرات الناس، يشعر الكثيرون بالإحباط إزاء عدم العدالة في توزيع الثروات بين وباقي الشعب. وأظهرت استطلاعات الرأي الصادرة، مساء الأحد، حصول توكاييف على 70 % من الأصوات. ومن المتوقع إعلان النتائج الرسمية، الاثنين.
