احتجزت الشرطة في كازاخستان نحو 500 شخص اليوم الأحد خلال تفريق محتجين اعترضوا على الانتخابات الرئاسية التي ستؤكد خلافة قاسم جومارت توكاييف للزعيم المخضرم نور سلطان نزارباييف. واختار نزارباييف، الذي حكم الجمهورية السوفيتية السابقة الغنية بالنفط لقرابة ثلاثة عقود قبل أن يتنحى في مارس آذار، توكاييف الدبلوماسي البالغ من العمر 66 عاما ليكون خليفة له مما يجعل فوزه بالانتخابات في حكم المؤكد. ونظم مئات من الناس رددوا شعارات منها "عار" احتجاجات ضد الانتخابات اليوم الأحد في الما آتا ونور سلطان وهي العاصمة التي جرى إطلاق اسم نزارباييف عليها بناء على اقتراح توكاييف. ويقول منتقدون إن هذا الترتيب ليس ديمقراطيا لكن الانتقال السلس للسلطة يلقى استحسانا من روسيا والصين جارتي كازاخستان، وكذلك من شركات الطاقة والتعدين الأجنبية التي استثمرت مئات المليارات من الدولارات في الجمهورية السوفيتية السابقة الغنية بالنفط. وبالنسبة للناخبين المسجلة أسماؤهم والبالغ عددهم 12 مليون نسمة، سيكون توكاييف الذي تولى من قبل منصبي رئيس الوزراء ووزير الخارجية، الوجه المألوف الوحيد بين سبعة مرشحين يخوضون المنافسة بعد حملة انتخابية قصيرة وهادئة. وبعد أن أدلت بصوتها لصالح توكاييف، قالت ناتاليا وهي ناخبة من أصحاب المعاشات "حسنا.. نزارباييف لم يعد مرشحا ولا أعرف أيا من المرشحين الآخرين". * تفريق احتجاجات ولا يزال نزارباييف (78 عاما) زعيما لحزب نور أوتان ودأب على الفوز بالرئاسة بنسبة تتجاوز 90 بالمائة في انتخابات قال مراقبون غربيون إنها لم تكن حرة ولا نزيهة. ويخلو برلمان كازاخستان من المعارضة إلى حد بعيد وتضيق السلطات الخناق على الأصوات المعارضة من خلال السيطرة على وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي. وتعذر الدخول على خدمة تليجرام للتراسل الفوري اليوم الأحد في الما آتا أكبر مدن البلاد، وحجب أيضا موقع فيسبوك لعدة ساعات في وقت مبكر اليوم. وذكرت وزارة الداخلية أن الشرطة احتجزت نحو 500 شخص وصفتهم بأنهم "عناصر أصولية تسعى إلى زعزعة استقرار المجتمع". وقال توكاييف بعد الإدلاء بصوته في نور سلطان إنه يحث الشرطة والمحتجين على التحلي بالتسامح مضيفا أنه يعتزم ضم نشطاء شبان ينتقدون الحكومة إلى "لجنة خاصة" تروج للحوار. وقال توكاييف إنه لا يشك في فوزه بالانتخابات، ووعد بالتماس المشورة من نزارباييف في الشئون الإستراتيجية. ويقول مطلعون على بواطن الأمور إن الرجلين يعملان معا بالفعل في القصر الرئاسي رغم وجود مكتب نزارباييف الجديد في مبنى آخر. ويضمن الترتيب الذي يظل نزارباييف بموجبه على رأس السلطة استمرار السياسة الحالية -- لكنه يعني أيضا استمرار الغموض السياسي حتى انسحاب الرئيس السابق من المشهد. وفي الشأن الخارجي، يرجح أن يواصل توكاييف، الذي درس في مدرسة دبلوماسية سوفيتية مخصصة للنخبة بموسكو واهتم بالشأن الصيني، سياسة نزارباييف التي تعتمد على تحقيق توازن بين روسيا والصين والغرب.