اعتقلت السلطات في كازاخستان نحو 500 شخص في العاصمة نور سلطان، وفى أكبر مدنها ألماتي، وسط احتجاجات على الانتخابات الرئاسية التي انعقدت اليوم الأحد؛ لاختيار أول رئيس جديد منذ ثلاثة عقود، حسبما نقلت وسائل إعلام محلية عن وزارة الداخلية. وتعد الاحتجاجات نادرة في تلك الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، حيث لم يتم التسامح مع أنشطة المعارضة منذ حصول البلاد على الاستقلال من الاتحاد السوفييتي قبل ثلاثة عقود. وقال مسؤول بارز بوزارة الداخلية في تعليقات نقلتها وكالة أنباء "كازينفورم" أن نحو 19 ألف شرطي شاركوا في الحفاظ على النظام أثناء الانتخابات. وانطلقت الاحتجاجات ضد ما ينظر إليه باعتباره حكما بالوراثة في البلاد، حيث من شبه المؤكد أن يفوز في الانتخابات قاسم جومارت توكاييف خليفة الزعيم السابق نور سلطان نزارباييف. ونقلت وكالة أنباء "كازينفورم" الرسمية عن مسؤول بارز بوزارة الداخلية قوله: "كانت هناك محاولات لتنظيم مظاهرات غير قانونية والإخلال بالأمن في مدينتي ألماتي ونور سلطان". ونُقل عن نائب وزير الداخلية الكازاخستاني مارات كوزاييف قوله: "تم إحضار حوالي 500 شخص إلى إدارات الشؤون الداخلية عل خلفية المشاركة في أعمال غير قانونية". وقد دعا مختار أبليازوف، وهو زعيم حركة معارضة سياسية محظورة يطلق عليها الاختيار الديمقراطي لكازاخستان، أنصاره للنزول للشوارع، بحسب مقطع فيدو نشره على صفحته على موقع إنستجرام لمشاركة الصور. وقال أبليازوف في مقطع الفيديو" الآلاف من المحتجين احتشدوا بالفعل" في ميدان رئيسي بألماتي. وحذر من أن هناك قوات شرطة في المنطقة، مضيفا" هم قليلون، ونحن كثيرون". ونشر مقطع فيديو آخر يظهر حشود من المتظاهرين يحاولون فتح أبواب مركبة شرطية لإخراج بعض من الذين تم احتجازهم. وقالت وزارة الداخلية إن حركة المعارضة كانت وراء الاحتجاجات. ويقول محللون إن الرئيس الانتقالي الحالي قاسم جومارت توكاييف، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الجارتين روسيا والصين، من شبه المؤكد أن يكون هو الفائز في الانتخابات. ويحظى الرئيس السابق للبرلمان، والذي تولى مناصب عليا في الحكومة لعقود، بتأييد الزعيم الوحيد في كازاخستان منذ الحقبة السوفيتية، نور سلطان نزارباييف البالغ من العمر 78 عامًا. وقال ديار أوتال، الزميل في مركز هارفارد ديفيس للدراسات الروسية والأورو-آسيوية: "يمكن للمرء وصفها بالكاد بأنها انتخابات". وكر أوتال أنه: "في ظل حكم توكاييف من المرجح أن تظل البلاد استبدادية كما كانت في عهد نزارباييف". يشار إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ستقدم تقييمها للانتخابات في مؤتمر صحفي غدا الاثنين. تجدر الإشارة إلى أن نزارباييف، الذي استقال من منصبه في مارس، ما زال يتمتع بنفوذ ممتد في البلاد. حيث حظي بلقب "زعيم الأمة"، مما يمنحه دورا في أي تطورات سياسية مستقبلية. ودفع توكاييف عند تعيينه رئيساً مؤقتاً نحو تمرير تشريع لإعادة تسمية العاصمة أستانا إلى نور سلطان.