«عاوزة حاجة يا حبيبتي أجيبها لكٍ معايا».. هكذا يهاتف «سامح د»، عامل الدليفرى بصيدلية، دائمًا زوجته «قمر.أ»، قبل عودته إلى مسكنهما في منطقة الهرم بالجيزة، إلا أن السيناريو المعتاد تغير، مع سحور يوم 19 رمضان الجمعة الماضية، إذ حضر الزوج فجأة إلى منزله، ليباغته تواجد «أحمد م»، ابن عم زوجته داخل شقته، وينتهى المشهد بمقتل الزوج على يد زوجته وابن عمها، ب6 طعنات، ويمزقا جسده، وفقًا لرواية والدا المجني عليه، وشهود العيان، وتحقيقات النيابة. قبل 4 سنوات، تزوج المجني عليه من المتهمة الأولى، ابنة قريته إبيشواي في محافظة الفيوم، وكان الزوج قلبه يرقص طربًا بعدما فاز بمحبوبة، الاثنان حاصلان على دبلوم التجارة، والزوج يكبر زوجته بنحو 7 سنوات، وطريقهما كان مفروشًا بالآمال والأحلام، إذ طلب «سامح» من زوجته الانتقال للعيش بالقاهرة، للقرب من عمله، وحلم معها بتكوين أسرة وبناء منزل، إلا أن شيئًا من هذا لم يحدث، فعلى حد قول والد المجني عليه:«ابنى وزوجته المتهمة لم ينجبا.. وفي الآخر قتلته وابن عمها». لا يعترف الأب المكلوم، وهو حارس لأحد العقارات بمدينة السادس من أكتوبر، بما قالته المتهمة «قمر»، خلال تحقيقات نيابة حوادث جنوبالجيزة، إنها طلبت الطلاق من زوجها المجنى عليها لكنّه رفض، وهي كانت تريد الزواج من ابن عمها، ليشير إلى أن «سامح وقمر تزوجا عن حب». ويقول الأب، ل«المصري اليوم»، إنه وزوجته (والدة المجني عليه)، اتصلا على المتهمة (قمر) وسألاه عن أحوالها، وقالت والدة المجني عليه لزوجة ابنها: «إحنا عاملين حسابك في كحك وبسكويت العيد»، و«ما إن انتهت المكالمة، حتى أخبرنا الجيران بمقتل ابننا على يد زوجته وابن عمها، كنّا بنعيد عليها، ونعاملها مثل أبنائنا، تقوم ترد لنّا المعروف بتقطيع جثث فلذة كبدنا». يسرد والد «سامح» تفاصيل خلافًا وحيدا بين ابنه وزوجته المتهمة:«من حوالى 4 أشهر حضرت زوجة ابني إلى بيت أهلها لوجود خلافات زوجية، وقالت إن زوجها يبوخها بشائم بألفاظ نابية»، ليشير إلى أنهم لا يعرفون بعلاقة المتهمة بابن عمها:«ولا عمرنا شوفنهم مع بعض.. وسامح ابني كان أول خطيب لقمر المتهمة وتزوجا». يطالب والدا المجني عليه ب«القصاص بالقانون.. وإعدام المتهمين ليبرد قلبهما»، فيؤكدا أن «سامح كان الابن الوحيد لهما.. وكان حنين ومطيع لهما، ولا يرضى ربنا المتهمين يقطعا جثته على السحور». «يا عالم إلحقوني بموت.. إلحقونى».. استغاث «سامح» بهذه الكلمات بجيرانه، قبل أن يلفظ أنفاسه، ليسمع تلك الكلمات جاره «أحمد ع»، واستعان ب«عبدالحكم ع»، حارس العقار، ولفيف من الأهالى، لينقذا المجنى عليه، لكنهم وجدوه جثة هامدة، وضبطوا زوجته والمتهم، ب«منور» العقار، وهو يبدل ملابسه الغارقة في الدماء، ويبدلها بملابس المجنى عليه، وبحوزته حقيبة يد تخص المجنى عليه وكان داخلها مبلغ 3700 جنيه. يروى «عبدالظاهر»، وهو شاهد عيان، أن طرق باب شقة المجنى عليه ولم يجب عليه أحدًا، وظل يتصل على هاتف «سامح» ويسمع رنين الهاتف، وهو واقف أمام الشقة: «كانت زوجة سامح تكنسل مع كل اتصال»، مما أثار ريبته والجيران، فأغلقوا باب العقار ب«الجنزير». عقب 40 دقيقة، فوجئ الجيران، وفقًا لحارس العقار، بصراخ «قمر»: «يا خرابى زوجى اتقتل»، ليهرول الجميع إلى الشقة، ليجدون «عامل الدليفرى» غارقًا في دمائه وجثته مسجاة على الظهر. فاجأت الزوجة، الحاضرون بقولها: «بلطجية قتلوا سامح في الشقة إلحقوهم ليهربوا».. باستنكار قال «عبدالظاهر»، «مفيش بلطجية ولا حد خرج من باب العمارة»، ويلفت شاهد العيان إلى أن المتهمة كانت تريد إلهائنا في الهرولة ناحية الشارع، ليتمكن شريكها في الجريمة من الهروب. ويقول عطية كامل، أحد شهود العيان، إن الأهالى ضبطوا المتهم الثاني داخل «المنور»، حيث تسلل من شقة المجنى عليه، وحاول إيهام الحاضرون ببراءته: «يا ناس بلطجية قتلوا سامح وكانوا هيقتلونى أنا كمان»، وذلك بعد عثروا الشهود على المتهم وهو يبدل ملابسه الغارقة بالدماء، ويرتدى ملابس المجنى عليه. وحين حضرت الشرطة، اعترفت المتهمة الأولى بأن ابن عمها حضر إلى شقتها وعندما فوجئا بحضور الزوج استل ابن عمها سكينًا وطعن ومزق جسد زوجها، وهىّ عاونته في التخفى والهروب، وقالت إنها كانت تريد الطلاق من زوجها (المجنى عليه)، وإنها مرتبطة بعلاقة مع المتهم الثانى. وأثارت الجريمة، حزن الأهالى، إذ أشادوا بسلوك المجني عليه: «كان في حاله وآية تمشى على الأرض»، كما استغربوا إقدام زوجته على الجريمة: «عمرنا ما شوفنا منها حاجة وحشة.. وغير مصدقين ما فعلته». وروى على حسن، صاحب مصنع حلويات بالعقار الملاصق للمنزل الذي شهد الجريمة، أن المتهمة «قمر» كانت تعمل لديه «بتغسل صحون»، ليصف سلوكها ب«الحسن»، وإنها كانت «بنت ناس وفى حالها وملابسها محتمشة، وعمرنا ما شوفنها على علاقة بأحد، ولا عرفنا علاقتها بشريكها في الجريمة». وذكر صاحب المصنع أن «قمر سافرت إلى مسقط رأسها من حوالى 4 أشهر، واضطررنا لاستبدالها لأنها غابت عننا حوالي شهر». استعانت النيابة بشهود العيان لتستمع لأقوالهم، ومثلا المتهمين جريمتهما، وقالا إنهما طعنا المجني عليه بسكين مطبخ ومزقا جسده للتأكد من لفظ أنفاسه.