تعانى هولندا من تدفق ملايين السائحين كل عام على المناطق السياحية البارزة فيها، وقررت الحكومة وقف حملاتها الترويجية للمناطق السياحية الأبرز، في محاولة لتشجيع المسافرين على الذهاب إلى الوجهات غير المعروفة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن تقريرًا صادرًا عن مجلس السياحة الهولندى أفاد بأن الدولة وقعت فريسة لنجاحها، إذ كانت الحملات الحكومية لجذب الزوار مثمرة، لدرجة أنها جذبت أعدادًا مهولة تسببت في مشكلات واختناقات في أماكن مثل العاصمة أمستردام، التي تستضيف 19 مليون سائح سنويًا. وأضاف التقرير أن الزيادة في الأعداد ليست أمرًا جيدًا على الدوام، وبحلول عام 2030، من الممكن أن تشهد هولندا تدفقًا يصل إلى 42 مليون سائح، وهو رقم ضخم لبلد يبلغ عدد سكانه نحو 17 مليونًا. وحسب الصحيفة، تم تغيير السياسة الترويجية للبلاد في شهر أكتوبر الماضى، لكن الأمر تم تداوله مؤخرًا إعلاميًا بعد مقال نُشر في صحيفة «دى تليجراف» الهولندية. وقالت المتحدثة باسم مجلس السياحة، إلسى فان فيرن: «إن حملات التسويق سيكون لها الآن تركيز مختلف، سنقوم بالترويج للمناطق والمدن غير المعروفة في هولندا فقط». واتخذت المدينة بالفعل بعض الخطوات لإدارة أزمة التدفق، إذ أعلنت في مارس الماضى أن الجولات السياحية التي يقودها مرشدون في الحى الأحمر سيتم حظرها، فيما سيتم فرض ضريبة مالية إضافية على جولات أخرى في العاصمة. وجاءت هذه الإجراءات في أعقاب التحركات التي اتخذتها في العام الماضى عمدة أمستردام، فيمكى هالسيما، لمعالجة السلوك السيئ لزوار العاصمة، وشملت تلك الإجراءات غرامات فورية تصل إلى 140 يورو في حالة إلقاء القمامة أو التبول العلنى أو السكْر أو الضوضاء المفرطة، وبدء حملة لإقناع الزوار باحترام المدينة وقواعدها. ولا يقتصر الأمر فقط على العاصمة، إذ أصبحت مناطق الجذب الهولندية الأخرى تحت الحصار، حيث عانت حقول التيوليب الشهيرة من أسراب السياح الذين يبحثون عن صورة شخصية مثالية، أمام الحقول الخلابة.