أمام مدرسة «رشيد القومية المُشتركة» بمصر الجديدة، وقف محمد إمام، رجلٌ ثمانيني، في أول أيام الاستفتاء على التعديلات الدستورية، مستندًا على يد إحدى حفيداته، إذ حرص على الإدلاء بصوته مبكرًا، إذ يقول: «أنا راجل كبير أهو، لكن نزلت وشاركت في الاستفتاء النهارده، لازم نشارك كلنا». خلال الصباحات العاديّة، عادةً ما تجد «إمام» جالسًا على ناصية شارع «رياض» المُتفرع من شارع «الفرن»، على مقهى شعبي، يتناقش مع من يجلسون في المقهى عن المعاشات، أسعار الخضروات والفاكهة، الأحوال السياسية، ثم يُعرفك بنفسه قائلاً: «أنا أقدم واحد في مصر الجديدة»، فبعد خروجه على المعاش بعد سنوات طويلة من العمل في شركة الكهرباء، اتخذَ من المقهى مكانًا لجلسته الصباحية وسطّ أهل الحي: «الشاي هنا بجنيه ونص، بدل ما أطلع برا وأدفع 10 جنيه في الكوباية». «القائمون على اللجنة ساعدوني، أخدوني من أول ما جيت وسندوني عشان أطلع السلم»، يشرح «إمام» كيفية التعامل معه أثناء إدلائه بصوته، إذ يحرص على المشاركة في الاستحقاقات المختلفة، رغم كِبر سنه، وعدم قدرته على السير، لكنه يؤكد في كل مرة ضرورة المشاركة. جدير بالذكر أن لجان مصر الجديدة شهدت إقبالا متوسطًا من المواطنين على لجان الاقتراع، خلال ساعات الصباح الأولى من أول أيام التصويت على التعديلات الدستورية، وسط تأمين كثيف للجان المنطقة، إذ أدلى الرئيس عبدالفتاح السيسي وقرينته وابنته بأصواتهم في لجنة الشهيد مصطفى يسري عميرة، وسط حراسة مشددة، إذ حرص الرئيس على التصويت باكرا، بعد افتتاح اللجان مباشرةً.
