منذ السابعة صباحا، وقبل ساعتين كاملتين من فتح باب التصويت للاستفتاء على التعديلات الدستورية، جلست المسنّتان السبعينيتان متكئتان على عصيهما بجوار بوابة مدرسة ثورة الأحرار الثانوية في إمبابة، وعلامات الإصرار على المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، على وجهيهما تتشابك مع تجاعيد الزمن التي قست على ملامحهما، وعندما تقترب منهما للحديث معهما، تجد جملة واحدة تجمعان عليها: "جايين نشارك، وملناش دعوة بحد". الحاجة "ياسمين" وعشرة عمرها صديقتها "مريم"، رفيقتا الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي انطلقت داخل مصر اليوم، صار مشوارهما إلى لجنة الانتخابات للإدلاء بصوتيهما عادة في آخر 5 سنوات، كما صار الحبر الفسفوري علامة مميزة مدموغة بها أصابعهما في كل حدث انتخابي. "جايين ننتخب الرئيس والاستقرار وملناش دعوة بحد".. الحدث الانتخابي بالنسبة ل"ياسمين" و"مريم"، كان توقيع على وثيقة الأمن والاستقرار والدعم ل"الرئيس السيسي"، حسب تعبيرهما. المشاركة في حد ذاتها في عملية التصويت، ليست الهدف الوحيد عند "الحاجة ياسيمن"، وإنما حرصها أنّ تسبق الجميع في التصويت على التعديلات الدستورية: "لازم أكون أول واحدة تنتخب في اللجنة، وماليش دعوة بالشباب اللي قاعدين في بيوتهم". الحال ذاته كانت عليه "مريم"، إلا أنّه كان لها دوافعها الأخرى للذهاب للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، فهي شعرت بالتغير في أحوالها خلال ال4 سنوات الماضية، وصارت الآن لها مظلة اجتماعية تحميها، وهي "أم لليتامي" على حد قولها، "أنا بربي يتامى، وكفاية المعاش اللي طلع لي معاش السيسي (تكافل وكرامة)، وجاية عشان مصر تبقى أحسن".