إعلام أمريكي: أسعد يوم لترامب بزوال سيناريوهات العزل

وصفت صحف أمريكية ووسائل إعلام دولية تقرير المحقق الأمريكى الخاص، روبرت مولر، الذى نفى تورط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وحملته فى مزاعم التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية عام 2016، وعدم عرقلته سير العدالة بشأن التحقيقات، بأنه أفضل هدية سياسية لترامب، وأشارت إلى زوال التهديدات المتعلقة بعزل ترامب، ووصف إعلان ملخص تقرير مولر، الأثنين، بأنه أسعد يوم فى تاريخ ترامب الرئاسى، بينما سلطت شبكة «سى. إن. إن» التليفزيونية الأمريكية الضوء على ما وصفتها «بالشماتة الروسية» عقب التقرير.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، تعقيبا على ما أفادت به تحقيقات مولر، بعدم إدانة الرئيس الأمريكى فى التورط مع الروس بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية: «إذا أراد الديمقراطيون عزل هذا الرئيس من البيت الأبيض، فسيكون عبر صندوق الاقتراع فى نوفمبر 2020، وليس قبل ذلك، لقد انتهت السحابة السوداء التى صحبت الرئيس منذ 22 شهرًا، وتم رفع الأحمال من على كتفيه اليوم»، وأوضحت «نيويورك تايمز» أن تلك ليست نهاية التحقيقات، ونقلت عن النائب الديمقراطى البارز، جيرى نادلر، الذى يتولى رئاسة اللجنة القضائية بمجلس النواب، قوله إن المدعى العام ويليام بار مدين للرأى العام بأن يقدم المزيد من المعلومات عن السبب وراء قراره بعدم اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد الرئيس الأمريكى.
وقالت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، الثلاثاء، إن الديمقراطيين الذين دفعوا المحقق مولر للمضى قدما فى تحقيقه معتقدين أنه سيمثل ضربة قوية لترامب، إلا أنهم أقروا بأن التقرير موثوق تماما، وقالت «سى. إن. إن» التى تعرضت لانتقادات عديدة على مدار أشهر من الرئيس الأمريكى، إن فريق ترامب يعتزم توجيه حملة شرسة لانتقاد وسائل الإعلام عقب تقرير مولر، وأضافت أن «فريق ترامب ينوى ملاحقة الصحافة بشدة فى الأيام المقبلة، وأفادت بأن اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى تنتقد بالفعل عبر رسائل بريد إلكترونى بعناوين مثل «وسائل الإعلام كانت مهووسة بالكذب الديمقراطى»، ونقلت عن مساعدين لترامب قولهم إنه يخطط لتسليط الضوء على تكلفة التحقيق، ودعوة المنظمات لإقالة أفراد من حملة وإدارة ترامب زاعمين أنهم ضللوا التحقيق، وأن ترامب سيحاسبهم على توجيه اتهامات كاذبه عنه.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى»: «يعد هذا بلا شك أفضل يوم يمر به ترامب منذ تنصيبه فى يناير 2017، تمت تبرئة ترامب من تواطؤ حملته مع الروس، إلا أنه لايزال هناك غموض فيما يتعلق بمسألة عرقلة العدالة»، وأضافت «بى. بى. سى»، الثلاثاء، أن ترامب بات لديه الآن فرصة لاستعادة شعبيته، وأن التقرير أصبح سلاحا سياسيا جديدا قويا فى يد الرئيس الأمريكى لإطلاق النار على منتقديه من الحزب الديمقراطى ووسائل الإعلام التى هاجمته منذ بداية حملته، وأضافت، أنه «على الرغم من أن ملخص التحقيقات لا يعفى الرئيس تمامًا من العقبات، إلا أن الرمزية السياسية لا يمكن إنكارها».
وسلطت «سى. إن. إن» الضوء على رد الفعل الروسى وقالت: «لكى نكون واضحين، فإن تحقيق مولر لم يترك روسيا خارج الأزمة بل شملت التحقيقات مجموعة كبيرة من لوائح الاتهام ضد الأفراد والكيانات الروسية، وحدد تحقيق مولر جهتين روسيتين رئيسيتين، للتدخل فى الانتخابات الرئاسية لعام 2016، لذلك فإن الشماتة بدأت بالفعل فى موسكو».
وكتب يفجينى بوبوف، الخبير الروسى تعليقا على تقرير مولر: «باختصار، لم تنتخب روسيا، ترامب»، وقال السيناتور الروسى أليكسى بوشكوف: «لم يعثر مولر على دليل على تواطؤ ترامب مع موسكو، لكن الديمقراطيين سيظلون يصرخون بأنه كانت هناك مؤامرة، لا يحتاج المجانين فى نظرية المؤامرة إلى حقائق، إنهم بحاجة إلى إثارة الشغب وكسب النقاط، إنهم يقولون بالفعل إن ترامب قد أثر بطريقة ما على مولر».