غدًا.. انعقاد مؤتمر صحفي مشترك لقادة مصر والأردن والعراق بالاتحادية

تعقد الأحد قمة «مصرية- أردنية- عراقية» بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، وعادل عبدالمهدي، رئيس وزراء العراق في قصر الاتحادية، وسوف يتحدث القادة الثلاثة إلى وسائل الإعلام في مؤتمر صحفي مشترك عقب انتهاء المباحثات.
وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء جمهورية العراق مؤتمرا صحفيا مشتركا عقب انتهاء مباحثاتهما في قصر الاتحادية، السبت، حيث توجه السيسي بالعزاء للشعب العراقي والحكومة العراقية في حادث غرق العبارة في الموصل، مؤكداً تضامن مصر وشعبها مع العراق في مصابه الأليم، كما رحب بضيفه الكريم رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، أخاً كريماً وضيفاً عزيزاً على مصر، ونقل له تحية وتقدير الشعب المصري لجمهورية العراق الشقيقة حكومة وشعباً.
وجدد الرئيس التهنئة لرئيس الوزراء على توليه مهام منصبه، وأعرب عن اعتزازه وتقديره لاختياره مصر لتكون أولى زياراته الخارجية، الأمر الذي يعبر عن المكانة الغالية التي تحتلها مصر لدى العراق، ويعكس بالمثل الاهتمام البالغ الذي توليه مصر لعلاقاتها المتميزة مع العراق، وهو ما ليس بغريب على البلدين، في ضوء العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط بينهما منذ قديم الأزل، فتلك الروابط والعلاقات الوطيدة تستند في تميزها وخصوصيتها إلى حقائق الجغرافيا والتاريخ المشترك، بحكم الانتماء الواحد لأمتنا العربية، والمساندة المتبادلة بين البلدين لبعضهما البعض في أوقات الشدائد.
وأضاف «السيسي» أن زيارة رئيس الوزراء العراقي لمصر تأتي توثيقا لعلاقات بلدينا المتميزة، وتأكيداً لرغبتنا المشتركة في إرساء دعائم عهد جديد لمسيرة التعاون والتنسيق فيما بيننا، والبناء على ما لدينا من مشتركات ومصالح متبادلة للانطلاق نحو تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، بما يحقق طموحات البلدين والشعبين الشقيقين في مزيد من النمو والازدهار والرخاء.
كما تُعد تلك الزيارة مناسبة طيبة، لنحتفل معاً بما حققه العراق حتى الآن بسواعد أبنائه من مختلف فئاته وأطيافه من انجازات في سبيل تحقيق أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وتحرير المدن العراقية من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي بعد سنوات طويلة واجه العراق خلالها تحديات جسيمة وظروفاً بالغة الصعوبة.
وشدد على ضرورة استكمال الجهود العربية والدولية، لمحاربة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، فلا سبيل للقضاء على هذا الوباء اللعين إلا بالمواجهة الشاملة، بما في ذلك التصدي بحزم لكل من يدعم الإرهاب والتطرف بالمال أو السلاح، أو بتوفير الملاذ الآمن له أو حتى التعاطف معه.
كما دعا المجتمع الدولي لوضع آلية فعالة للتعامل مع ظاهرة انتقال المقاتلين الإرهابيين الأجانب من مناطق النزاع وانتشارهم في باقي دول المنطقة، باعتبارها إحدى توابع ظاهرة الإرهاب، التي باتت تؤرقنا جميعاً بعد النجاح في دحر تنظيم داعش الإرهابي.
وأوضح «السيسي» أنه لمس وبحق في نقاشاته مع رئيس الوزراء العراقي إرادة سياسية وعزماً حقيقياً لاستكمال جهود بناء عراق جديد قوي وواعد يفتح ذراعيه لأبناء الوطن كافة، ولتحقيق مزيد من الانفتاح تجاه تعزيز العلاقات مع مصر وكل الأشقاء العرب، وتطوير علاقات التعاون والتكامل الاقتصادي فيما بينهم، وانعكست تلك الروح الإيجابية في اجتماعه مع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، حيث تم الاتفاق على أهمية تنسيق المواقف فيما بيننا حيال الشأن الإقليمي الراهن، ومختلف الأزمات التي تعاني منها المنطقة، لاسيما مع قرب انعقاد القمة العربية المقبلة في تونس نهاية الشهر الجاري.
كما احتلت موضوعات التعاون الاقتصادي أولوية متقدمة، انطلاقاً مما لدى البلدين من قدرات، ورغبة في الاستفادة من الإمكانيات والخبرات المتاحة على الجانبين في مختلف المجالات، ولاسيما الإسهام في إعادة إعمار المناطق العراقية المحررة، في ظل وجود العديد من الشركات ورجال الأعمال المصريين الذين سبق لهم العمل بالسوق العراقية، إلى جانب تجربة مصر في إقامة مشروعات قومية كبرى في الآونة الأخيرة، وذلك على أسس المنفعة المتبادلة والمتوازنة، آخذاً في الاعتبار وجود آفاق واسعة، تمكن الدولتين من تحقيق طفرات اقتصادية في المستقبل بالتعاون مع أشقائنا العرب، وسيكون هذا الأمر محل نقاش واسع مع العاهل الأردني جلالة الملك عبدالله الثاني خلال قمتنا الثلاثية غداً بإذن الله.
وتم الاتفاق في هذا السياق، على ضرورة تفعيل آليات التعاون الثنائي القائمة بيننا بالفعل، وفي مقدمتها البدء الفوري في التحضير للجنة العليا المشتركة بين البلدين المنتظر عقدها في بغداد برئاسة رئيسي الوزراء، وتبادل الزيارات رفيعة المستوى على الجانبين، ومتابعة ما سوف تسفر عنه من توصيات ومشروعات محتملة للتعاون لوضعها موضع التنفيذ.
واختتم الرئيس السيسي كلمته بتجديد ترحيبه برئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، معرباً عن تطلعه لمواصلة العمل معه، ومع الرئيس برهم صالح، رئيس جمهورية العراق، من أجل تدشين مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين بلدينا، وتعزيز التعاون والتحرك المشترك إزاء مجمل القضايا الإقليمية والدولية، بما يحقق الخير والنفع لصالح شعبي البلدين وأمتنا العربية كافة.
من جانبه، قال عادل عبدالمهدى رئيس وزراء جمهورية العراق إنه شعر بوجود الرغبة المشتركة للقيادتين المصرية والعراقية لتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة في ظل العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، مؤكدا أن المباحثات مع الرئيس السيسي تناولت تعزيز العلاقات في مختلف المجالات ونقلها إلى رحاب أوسع مع مصر ودول الجوار.
وأضاف «المهدي» أن مصر هي الشقيقه الكبري للعراق، فالعراق، اليوم، هو صديق لدول العالم ودول الجوار، فلا نريد أن نعيد العراق إلى الصراع والمحاور السابقة، مشددا على أن العراق يؤكد على الصداقة مع جميع دول الجوار ويضع الخلافات، فالعراق اليوم صديق دول العالم وليس على خلاف مع احد، وأشار إلى أن العمل وبذل الجهد هو الأساس من أجل الشعوب، وهو دائما ما يؤكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشددا على أن العراق خاض معارك طويلة ضد الإرهاب واستطاع دحره.
وأوضح أن الإرهاب ليس منظمة فقط وإنما فكرة يجب القضاء عليه وتجفيف منابعه، مشددا على أن العراق قد انتقل عبر مراحل كثيرى حتى حقق الاستقرار ودحر الإرهاب واليوم نحاول أن نبني مع الدول الشقيقة حتى نعطي لشعوبنا رسائل طموحة نحو مستقبل أفضل، مشيرا إلى أنه يسعى للتعامل مع مصر في مجال مواجهة الإرهاب، حيث إن هذا التعاون سيكون وثيقا.
وأضاف رئيس وزراء جمهورية العراق إلى أن اختياره مصر لتكون زيارته الأولى خارج العراق له دلالة تنم على أهميه مصر في قلب قيادة وشعب العراق، مشددا على أنهم ينتظرون زيارة الرئيس السيسي للعراق، مؤكدا أنه يسعى لتطوير العلاقات التجارية لتكون أفضل وأعلى ما هي عليه الآن.
وأوضح أن هناك حزمة من المشاريع القادمة بين مصر والعراق في مختلف المجالات، على رأسها تعاون في مجال الإسكان والثقافة والتعليم والنقل تنم عن أمل ومستقبل واعد إلى الشعبين الشقيقين المصري والعراقي، وقال إننا نتطلع إلى لقاء القمة غدا مع مصر والأردن من أجل تنظيم للعلاقات وتعميقها ونقلها إلى رحاب أكبر.