في أحد الشوارع المتفرعة من شارع قصر العينى، وبالتحديد أمام مقر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، انتشر مجموعة من المتطوعين بملابس مميزة تحمل شعار الصندوق، يتبادلون أحاديث قصيرة مع المارة، ويمدونهم بمنشورات ورقية تقدم معلومات مختصرة عن خدمات الصندوق، فيما يطلبون من بعضهم كتابة رسائل مختصرة لتهنئة الوالدات بعيد الأم، تجمع كلها وتوضع على لوح زاهية الألوان معلقة إلى جوار مدخل مقر الصندوق، المزين بدوره بمجموعة من «البلالين» ولافتات المعايدات للأمهات المصريات، فيما بدا كاحتفال فريد من نوعه يقدمه الصندوق للمصريات يجمع بين مظاهر البهجة والتوعية بقضية تمس عدد لا بأس به من الأسر. وتقول أميرة رجب، المشرف المساعد على البرامج الوقائية ومنسق محافظة القاهرة بالصندوق، إن الفاعلية تمثل بالأساس مبادرة من وحدة متطوعى محافظة القاهرة لتهنئة الأمهات بعيد الأم، وتوعيتهن بمخاطر الإدمان وتعاطى المواد المخدرة وكيفية حماية أسرهن وأبنائهن من الانجراف إلى عادات التعاطى، إضافة إلى إمكانية التعرف المبكر على السلوكيات الإدمانية لدى الشباب والمراهقين للكشف عما إذا كان أحد أفراد الأسرة يتعاطى أيا من المواد المخدرة. وتضيف أميرة: «من أهم النصائح التي نقدمها للأمهات التواصل مع الأبناء ومتابعتهم والتعرف على ما يمرون به من خبرات، وملاحظة أي تغيرات تظهر عليهم». وهند حسين، مديرة وحدة متطوعى الصندوق بمحافظة القاهرة، توضح أن التوعية بمخاطر المواد المخدرة بشكل عام لا تستهدف فئة عمرية معينة، خاصة أن سن التدخين انخفض إلى 7 سنوات، ولكن فضلت الوحدة تخصيص أمس الخميس للاحتفال بعيد الأم وبث روح الفرح والبهجة فيما بينهن، إضافة إلى توزيع الورود والهدايا والرسائل الإيجابية على السيدات، ويكون يوما للتوعية، وتقول: «نستهدف في التوعية أيضا نوعية الأمهات بمخاطر الاستخدام المفرط أو الخاطئ للعقاقير الدوائية اللى ممكن يسبب الإدمان، لأن الأم هي المسؤولة عن رعاية الأبناء». وإلى جانب التوعية المباشرة- حسب «هند»- يوجه المتطوعون بالفاعلية وعددهم 36 شابًا وشابة، المارة، خاصة الأمهات، إلى استخدام الخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، والذى يكفل معلومات حول العلاج بسرية تامة، مختتمة حديثها قائلة: «عايزين نقول لكل أم إنتى أقوى من المخدرات وأقوى من الاستسلام». وفي إطار العمل على مناهضة تعاطى المخدرات، أطلق صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى التابع لوزيرة التضامن الاجتماعى فيلما تسجيليا عن جديدا عبارة عن أغنية لمناهضة تعاطى المخدرات تحت عنوان «آسف يا أمى بوعدك هرجع لنفسى وأكون لكى ابن يشرفك»، وذلك من خلال إبراز حجم الألم ومعاناة الأمهات ودعمهن لأبنائهن خلال فترة علاجهم من الإدمان. ويتضمن الفيلم أغنية للفنان «آدم» متطوعا وتحكى رحلة معاناه الأم التي يكون لديها ابن يقع في براثن الإدمان من خلال أصدقاء السوء، وندمه الشديد على ضياع سنوات من عمره، ﻭأنه بمناسبة عيد الأم يقرر هذا الشاب الابتعاد عن أصدقاء السوء والعودة للحياة مرة أخرى كهدية في عيد الأم.
