نجار يقتل شقيقه في الدرب الأحمر بسبب «سلسلة فضة»

عمارة مكوّنة من 3 طوابق بحارة أسعد في الدرب الأحمر، حالها كحال العمارات القديمة والمجاورة لها؛ حيث أكل الدهر عليها وشرب، وفى الطابق الثانى تقطن أسرة تضم 3 أشقاء وأمهم، يكبرهم «ياسر- 35 سنة»، و«أحمد 18 سنة» وبينهما «حسنى- 30 سنة»، الذي تجرد من مشاعره، وأقدم على طعن شقيقه الأكبر بطعنتين متفرقتين، ما أودى بحياته عقب وصوله إلى المستشفى.
«سلسة أحمد» كانت السبب في الأزمة، حيث طلب «حسنى» منه إعطاءه إياها للتصرف فيها بالبيع، لكن الشقيق الأصغر اشتكى إلى «ياسر» الذي عنّف بدوره المتهم، قائلًا: «أخوك الصغير بدل ما تديله بتاخد منّه».
وانتقلت «المصرى اليوم» إلى مكان الواقعة لمعرفة تفاصيلها، فتقول الأم «سكينة ثروت»، إنها لم تكن بالمنزل وقت حدوث الجريمة، حيث إنها تعمل كخادمة، تخرج في كل صباح وترجع مساءً، ولا تعلم ما الذي يدور في منزلها وقت غيابها- بحسب حديثها: «كنت في شغلى زى كل يوم.. اتصلت بيّا بنتى إلحقى حسنى اتخانق مع ياسر وعوّره بالسكينة في بطنه والجيران ودّت ياسر مستشفى أحمد ماهر».
هرولت الأم نحو المستشفى لتجد ابنها الكبير ملقى على سرير بإحدى الغرف مغطى الرأس والوجه، والجيران تبكى وتصرخ، لم تتمالك نفسها وسقطت على الأرض مغشيًا عليها، ولم تفق إلّا بعد ساعات، حيث اصطحبتها جارتها إلى المنزل.
تصمت الأم لدقائق بعد وصولها إلى المنزل، لتردد «جيت البيت لقيت الحكومة في كل حتة في الحارة، وواخدين حسنى ابنى.. قعد يصرخ ويقولى ياسر مات يا أما.. أخويا مات يا ناس.. ما قتلتش أخويا يا أما، ولمّا جه لتمثيل الجريمة بعد القبض عليه، قعد يصرخ كتير مكنش قصدى أقتله إحنا كنّا بنتخانق.. قولى لإخواتى يسامحونى يا أما».
وبنبرة يملؤها الأسى والحزن على ما وصل إليه حال الأسرة، طالبت الأم: «مش كفاية واحد مات والتانى مسجون.. عايزه المسجون يخرج».
ويضيف الشقيق الأصغر: «الخناقة كانت بسبب سلسلتى الفضة، كان حسنى عاوز ياخدها يبيعها ويجيب بيها سجاير، ولما رفضت ضربنى، وبعدها اشتكيت لياسر، لكن ياسر أصر إنه ياخد حقى، ونزل إلى حسنى في الحارة لمعاتبته، وبمجرد ما سمع حسنى الكلمتين دول راح مطلع السكينة من جيبه وبدأت الخناقة من هنا، وطلع ياسر معلقة بيستخدمها في الخناقات بالشارع، واستمرت الخناقة ساعتين، ولم يتدخل أحد من الجيران إلّا عندما دخلت السكينة في بطن ياسر».
ويؤكد سامح إسماعيل، زوج شقيقتهم الكبرى، أنها لم تكن المرّة الأولى التي يتشاجر فيها الأخوان بالأسلحة، لأنهما أدمنا البرشام والمخدرات بجميع أنواعها «بقت روحهم في مناخيرهم.. كانا يعملان نجارين في إحدى الورش القريبة من المنزل، لكن الأخ الكبير في الفترة الأخيرة كان عنده مراقبة من 6 الصبح ل6 بالليل، ما جعله ينقطع عن العمل إجباريًا».
من جانبه، أوضح محمد محمود، أحد الجيران، أنه كان يشاهد المشاجرة من البلكونة، ولم يتدخل إلّا عندما سقط «ياسر» على الأرض: «الخناقات كتير بينهم، لكن في كل مرّة كان بيكون هزار بوابين، لكن المرّة دى كانت بالسكاكين والمطاوى». وكان قسم شرطة الدرب الأحمر قد تلقى من الأهالى بلاغًا بوقوع مشاجرة ومتوفى بحارة أسعد، وانتقلت مباحث القسم، وتبين وقوع المشاجرة بين «ياسر. ه. م»، نجار ومراقب بديوان القسم على ذمة قضية سرقة بالإكراه، توفى إثر إصابته بطعنتين نافذتين بالصدر، وشقيقه «حسنى» نجار، بسبب خلافات مالية فتطورت إلى مشاجرة قام على أثرها المتهم بالتعدى على المجنى عليه بسلاح أبيض عبارة عن «سكين» محدثًا إصابته التي أودت بحياته.