فرحة الطفل «معاذ»، صاحب ال10 سنوات، بحصوله على 100 جنيه من «زبون» لتركيب «طبق دش» في منطقة النهضة بالقاهرة، انطفأت مع اعتداء شقيقين سائقي «توك توك» عليه، بعصى، ففقد جزء من بصره بالعين اليسرى، مع كسور في عظام الوجه. يقول صالح محمد، والد المجنى عليه، صاحب محل دش، ل«المصري اليوم»، إنه عندما حاول الدفاع عن ابنه، تحطمت عدد من أسنانه في مشاجرته مع السائقين، والصادر بحقهما قرار بضبط وإحضار من قبل النيابة العامة. مع ازدياد نشاط الرياح، اتصل أحد الجيران ب«صالح»، يطالبه بتعديل وضع طبق الدش، استمع «معاذ» إلى المكالمة الهاتفية، وانطلق إلى منزل الزبون، ويؤكد والد الطفل أن ابنه بالصف الخامس الابتدائى، وهو أكبر أبنائه ال6، وأصغرهم طفلة عمرها عامين، ويعاونه في الوقوف بمحل الدش خلال الإجازة الدراسية، مضيفا: «أتعلم كل حاجة من تركيب الأطباق حتى البرمجة وكمان بيركب كاميرات مراقبة». ويشير الأب، والدموع تملأ عينيه، إلى أن الزبون أعطى نجله 100 جنيه، رغم قيامه بعمل بسيط، ففرح بشدة، وما أن رآه «كامل.غ»، وشقيقه «هاني» حاولا الاستيلاء منه على المبلغ المالي، لكنه تمكن من الإحكام على ورقة النقود بيديه، فاغتاظ المتهمان اللذان كانا يستقلان «توك توك»، فوجها السباب ل«معاذ»، والذي بادلهما الشتائم، إلى أن وصل أمام المحل. «يا بابا الزبون إداني 100 جنيه، وفى اتنين عاوزين يسرقوها منىّ»، هكذا انطلق الطفل معاذ، يحكى لأبيه، وهو يرتجف من الخوف، ولم يكمل حديثه، حتى فوجئ الأب، كما يروى، بحضور المتهمين يقفان أمام المحل موجهين حديثهما إليه: «ابنك بيشتم فينا وعاوزين حقنا»، فما كان من صالح إلا أنه ضرب ابنه لا لشىء سوى لفض المشادة الكلامية، كما ظن حينها، مضيفا: «لما أضرب ابني أحسن ما غيري يضربه». ويحكى والد معاذ، أن المتهمين لم يرضيا بمجرد ضربه لابنه «قلمين»، فأصرا على أخذ حقهما بيديهما، ففي البداية اشتبكا معه بالأيدى، وفى ثوانٍ فوجئ بالمتهم الأول يعتدى على «معاذ» بعصى زان حتى سقط مغشيًا عليه، واستكمل المتهم الثانى اعتداءه بالعصى حتى تحطمت، ودافع الأب عن ابنه وحطم المتهمان أسنانه، جراء الضرب، حيث يقول: «8 أسنان اتكسرت أمامك كما ترى». تحول محل الدش إلى بركة دماء، فأنهار «صالح»، وصرخ يردد اسم نجله «معاذ.. أنت فين يا ابنى»، وفوجئ بالناس تحمل الابن وتوجهوا به إلى مستشفى السلام العام، ليدخل الابن العناية المركزة، ويستعد لإجراء 3 عمليات جراحية بعدما تحطمت عظام وجهه وتمت إصابته بتهتك قرنية العين اليسرى، ما أفقده جزءا من البصر، قائلا: «ابنى احتمال لا يرى بعينيه تانى، غير أنه أصيب بعاهة مستديمة». داخل منزل بسيط كان يبكى أشقاء «معاذ»، وتحدثت شقيقته «جومانة»، 8 سنوات، قائلة: «عاوزين حق أخويا، ونفسى أشوفه تانى». وتوجه مدير وناظر وعدد من المعلمين بمدرسة النهضة الابتدائية التي يُدرس بها الطفل المجنى عليه، لزيارته، أمس، بالمستشفى، مع بدء الفصل الدراسى الثانى، حيث يمثل الابن مصدر فخر لأسرته، كما تقول والدته رقية عيد، إن نجلها كان بارًا بوالديه ومتفوقا دراسيًا ويساعد أبويه في العمل. «حق ابنى والقصاص له»، مطلب وحيد ل«رقية»، لا تتنازل عنه، وتقول: «إن الشرطة لم تلق القبض على المتهمين حتى الآن، رغم تحديد هويتهما»، مضيفة أنها تأمل أن يعيش معاذ لأنه: «أول فرحتى وأكبر عيالى وبار بىّ وراجل رغم صغر سنه». وحصلت «المصري اليوم» على مقاطع فيديو تؤكد رواية أسرة معاذ، وعدد من الجيران شهود عيان على الواقعة، ولم يتسن لنا الوصول إلى عائلة المتهمين. وجددت نيابة السلام أول أمرها بضبط وإحضار المتهمين، وانتقل معتز الشافعي، وكيل النيابة، إلى المستشفى لسماع أقوال الطفل، وتبين عدم سماح حال الأخير بسماع أقواله، وأكد والد المجني عليه للنيابة أنه لا يوجد سابق معرفة بالمتهمين ولا توجد بينهما خصومة.