ثمانية مواسم حقق فيها برنامج «أمير الشعراء» الذى تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبوظبى جماهيرية واسعة، فمنذ انطلاقه عام 2007 وهو يواصل احتضان المبدعين، تقدم له آلاف الشعراء من أكثر من 20 دولة على مدى مواسمه الثمانية واستطاع الشعراء المصريون ترك بصمة قوية فى مشاركتهم فى كل موسم حتى فاز فى الموسم الثالث للمسابقة الشاعر المصرى الدكتور علاء جانب، وكل من شارك فى مواسمه الثمانية أصبح نجما فى سماء الشعر والأدب فى الوطن العربى، والتى تختتم فعالياتها 2 إبريل المقبل. مسابقة «أمير الشعراء» حدث سنوى كبير يتم كل عام ويتوج الفائز بلقب «أمير الشعراء» والمأخوذ من لقب الشاعر أحمد شوقى كما يحصل الفائز الأول على بردة الشعر، وخاتم الإمارة، وجائزة نقدية بقيمة مليون درهم إماراتى، أما الفائز بالمركز الثانى فيحصل على جائزة نقدية قيمتها 500 ألف درهم إماراتى، والفائز بالمركز الثالث يحصل على 300 ألف، والفائز بالمركز الرابع يحصل على 200 ألف، أما الفائز بالمركز الخامس فيحصل على 100 ألف. انطلق مساء الثلاثاء قبل الماضى 29 يناير على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبى، أولى حلقات الموسم الثامن من برنامج «أمير الشعراء»، ويتنافس به 3 مصريين من ضمن 20 شاعرا، من جميع دول الوطن العربى ومع انطلاق المسابقة بدأ الحلم المصرى يراود المصريين الثلاثة للتويج مرة أخرى بإمارة الشعراء بالوطن العربى مثلما حصل عليها فى موسم المسابقة الخامس الشاعر المصرى الدكتور علاء جانب. والشعراء المصريون الثلاثة أكدوا ل«المصرى اليوم» أن مصر رائدة دائما فى الشعر والأدب وهم يسعون أن يسترجعوا هذا المجد من خلال فوزهم بالمسابقة، وقالت هبة الفقى، شاعرة مصرية مقيمة بالإمارات: أسعى أن تصل المرأة المصرية لكرسى الإمارة لأول مرة فى المسابقة، وأوضحت أنها أول مشاركة لها فى المسابقة واجتازت جميع المراحل التمهيدية وأثنى عليها جميع الحكام وخاصة قصيدة ميلاد الغرام التى أهلتها للوصول للمرحلة الأخيرة من المسابقة ولديها 3 إصدارات أدبية هى «أمير الروح» و«روح النرجس» و«ثورة قلب». أما ميار أحمد، الشاعرة المصرية الثانية من الإسكندرية والتى ودعت المسابقة خلال التصفيات منذ أيام، وهى طالبة بكلية الطب، وشاركت فى المسابقة لأول مرة لها فى مسابقة دولية خارج مصر وقالت «إضافة مميزة لى فى حياتى أن أشارك فى مسابقة دولية مثل أمير الشعراء وأسعى أن أشرف اسم مصر عاليا دائما فى العلوم والأدب ويكفينى بصدق كل هذه الحفاوة والتشجيع لمشاركتى». وقال مبارك سيد أحمد، الشاعر المصرى الثالث وهو طبيب بيطرى من قنا: «أنا من قرية بهجورة وهى قرية محبة للعلم والأدب والثقافة وأصدرت ديوانا شعريا منذ سنة هو (ولدت فيك) واُخترت من ضمن أكثر من 1500 شاعر وتأهلت بعد عدة اختبارات ونخوض منافسة قوية وكل شاعر له إبداعه الخاص ونحن كمصريين لنا إبداعنا القوى ونستطيع أن ننتزع الفوز إن شاء لله». «شهدت المسابقة منذ انطلاقتها تغيراً فى علاقة المواطن العربى بالقصيدة الفصيحة، واختلف تلقيه لها»، حسبما أكد سلطان العميمى، مدير أكاديمية الشعر بأبوظبى، وقال: «بعد أن كان يقرؤها فى الماضى من خلال ما تيسر له من دواوين شعرية أو صحف أو مجلات، أو عبر حضوره أمسيات شعرية قليلة، أصبحت الآن القصيدة فى متناول يده وسمعه وبصره، وفى متناول جهاز هاتفه المتحرك، يسمعها ويراها ويسمع رأى أساتذة من المختصين والنقاد فيها، كما أصبح يصوّت لشاعره المفضل، ويدعمه، ويتواصل معه». وأضاف: لقد تواكب انطلاق المسابقة مع ثورة معلوماتية وإعلامية واتصالاتية هائلة على مستوى العالم. وهذا ما يؤكد أن الشعر كائن حى متجدد قابل للتأقلم مع كافة أشكال التطور فى الحياة، بل أصبح جزءاً من حياة التكنولوجيا والاتصالات. وأشار «العميمى» إلى أنه منذ موسمين شهدت المسابقة حضوراً شعرياً للشاعرات فى مقابل الشعراء، وبعد أن كان عدد الشاعرات فى الموسم الأول 6 شاعرات من أصل 35 شاعراً، بما نسبته 17 بالمائة، قفز العدد فى الموسم السابع إلى 10 شاعرات من أصل 20 شاعراً، بما نسبته 50 بالمائة، ثم ارتفع العدد فى الموسم الثامن «الحالى» إلى 11 شاعرة من أصل 20 شاعراً، بما نسبته 55 بالمائة. وأكد أن هذا التحول الخطير فى نسبة الشاعرات إلى الشعراء لم يشهد حتى اليوم تتويج شاعرة بلقب إمارة الشعر، وهو لقب يبدو أنه لم يعد بعيداً، فى ظل هذه المنافسة الشرسة، وفى ضوء ما تقدمه الشاعرات من مستويات شعرية مميزة جداً، تنبئ عن حضور مهم للقصيدة الأنثوية فى المسابقة بشكل خاص، والساحة الشعرية بشكل عام. وأوضح «العميمى» أن أكثر الدول مشاركة للشاعرات هى مصر بواقع 7 شاعرات تليها الجزائر وفلسطين بواقع 6 شاعرات لكل منهما ثم الإمارات والسودان وسوريا بواقع 5 شاعرات لكل منها ثم الأردن بواقع 4 شاعرات ثم تونس بواقع 3 شاعرات وعمان والمغرب بواقع شاعرتين ثم البحرين والسعودية والعراق ولبنان وموريتانيا بواقع شاعرة من كل دولة منها. وقال الدكتور على بن تميم، عضو لجنة التحكيم فى المسابقة، إن «أمير الشعراء» برنامجٌ ثقافى إعلامى نجحَ منذ موسمِه الأول، فى تسويق المُنتج، والإبداعِ الشعرى العربى من خلال رؤيةٍ إعلاميةٍ مُتفرّدةٍ استقطبتِ اهتمامَ المُشاهدِ، وجذبتْهُ لمتابعة نجومٍ فى الأدب كانوا مُغيبينَ عن المشهد الثقافى العربى والإعلامى. وأضاف «بن تميم»: «لا يزال (أمير الشعراء) هو البرنامج الأهم الذى يحظى بمشاركات كبيرة، وهو البرنامج الأكثر متابعة فى العالم العربى ثقافياً وشعرياً، والذى يحمل أهدافاً كبيرة تُعنى بدعم اللغة العربية، ومن ثم تأسيس معيارى الحداثة والأصالة فى الوقت نفسه، بهدف تطوير حركة الشعر والنهوض بها، والتى تواجه تحديات». وأضاف: «أثبت البرنامج أن هذا الكم الهائل من الحضور، والكم النوعى أيضاً بأن الشعر ما زال بخير، وأن جموع الشعراء الشباب يحرصون على المشاركة فيه، وأن الخبرة التراكمية التى أسس لها البرنامج هى خبرة مضيئة اكتسبت صدقيتها وجدارتها موسماً بعد آخر». وأكد الدكتور صلاح فضل، عضو لجنة التحكيم بالمسابقة، أن البرنامج يحتضن نجوم الإبداع وأصحاب المواهب، وأن بعض الأسماء التى أفرزها البرنامج قد بدأت تزاحم الشعراء الكبار وتحل محلهم، وأضاف فى ندوة «شاعر المليون» بأبوظبى أن البرنامج أعطى قبلة الحياة للشعر العربى. يتنافس الشعراء فى المسابقة خلال المرحلة الأولى ضمن 5 حلقات، وفى كل حلقة يتنافس 4 شعراء، حيث يقوم أعضاء لجنة التحكيم بتقييم الدرجات بنسبة 50%، وتؤهل اللجنة فى كل حلقة شاعراً واحداً إلى المرحلة المقبلة من المنافسة، وللمشاهدين أحقية التصويت بنسبة 50% لاختيار شعرائهم المفضلين من الثلاثة المتبقين فى كل أمسية، وفى بداية الحلقة المقبلة يتأهل اثنان من الشعراء الحاصلين على أعلى نسبة تصويت من المشاهدين إلى المرحلة الثانية.
