تعزيزات كبيرة للجيش السورى فى إدلب وحماة

دفع الجيش السورى، الأحد، بحشود وتعزيزات عسكرية جديدة إلى جبهات ريفى حماة الشمالى وإدلب الجنوبى، وقالت وكالة «سبوتنيك» الروسية، نقلا عن مصادر عسكرية، لم تذكر هويتها، قولها إن قوات الجيش السورى أرسلت تعزيزات عسكرية جديدة وبشكل مفاجئ إلى ريفى حماة وإدلب، مكونة من مدرعات ومدافع وحاملات جند، ووحدات عسكرية من المنطقة الجنوبية باتجاه الشمال السورى.
وعن احتمال شن عمل عسكرى قريب للجيش على جبهتى ريف حماة الشمالى وريف إدلب الجنوبى، أوضحت المصادر أن الجيش السورى يراقب التطورات الأخيرة فى إدلب، حيث باتت التنظيمات الإرهابية المسلحة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقا تسيطر على معظم مناطق ريفى إدلب وحماة، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة التصعيد من قبل هذه المجموعات الإرهابية ومحاولاتها المستمرة لإحداث خروقات وشن اعتداءات على مواقع الجيش السورى وعلى البلدات والأحياء السكنية المجاورة والواقعة تحت سلطة الدولة السورية، الأمر الذى لم يعد من الممكن السكوت عنه.
وحول وضع الجبهات وجاهزية القوات، قالت المصادر: إن قوات الجيش السورى عزز تواجد قواته على جبهات ريفى حماة وإدلب منذ عدة أشهر، واليوم تأتى هذه التعزيزات الجديدة تحسبا لأى تطور قد يحصل على هذه الجبهات فى الأيام القليلة القادمة. وخلال الأيام الأخيرة، بدأ تنظيم «جبهة النصرة» وحلفاؤه من تنظيمى «حراس الدين» المبايع لتنظيم القاعدة، و«الحزب التركستانى» هجوما منسقا على تنظيم «حركة أحرار الشام الإسلامية» التابع للجيش التركى فى «معرة النعمان»، وهذه المدينة هى الموقع الوحيد على طول طريق (حلب- حماة) الذى لا تسيطر عليه النصرة، الأمر الذى يمكن اعتباره تطورا معاكسا لاتفاقات سوتشى التى تعهدت تركيا خلالها بإبعاد التنظيمات الإرهابية عنه تمهيدا لفتحه أمام الحركة التجارية.
وفى غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة إن واشنطن سوف تستضيف مؤتمرا فى فبراير المقبل،، للدول التى تقاتل تنظيم «داعش»، لبحث الحد من الأضرار الناجمة عن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، ويهدف المؤتمر، المقرر فى 7 فبراير المقبل، فى واشنطن، إلى جمع وزراء من 79 دولة فى التحالف الدولى لهزيمة «داعش»، وتحفيز قتالهم للتنظيم المتشدد.
وقال مسؤول كبير آخر فى وزارة الخارجية قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبو، إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل إن إحدى رسائله الرئيسية مفادها أن «الولايات المتحدة لن تغادر الشرق الأوسط»، وأضاف: «رغم التقارير عن الروايات المتناقضة والخاطئة المحيطة بالقرار بشأن سوريا، فإننا لن نذهب إلى أى مكان»، وقالت 3 مصادر مطلعة، فى تصريحات لوكالة «رويترز»، إن إدارة ترامب لاتزال تسعى جاهدة لاحتواء تداعيات قرار ترامب سحب القوات، وقال مستشار فى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن المؤتمر يأتى فى إطار جهود السيطرة على الأضرار التى استلزمها قرار ترامب المفاجئ وإنه يستهدف التوضيح لأعضاء التحالف أن شيئا لم يحدث فيما يتعلق بالانسحاب، وأوضح المستشار، الذى طلب عدم نشر اسمه، «كان إعلان ترامب الانسحاب قرارا فرديا متسرعا أثار غضب وإحباط القادة العسكريين الأمريكيين وأعضاء التحالف ضد تنظيم «داعش»، وأضاف: «المؤتمر ما هو إلا للحد من الأضرار»، وأكد أشخاص آخرون على دراية بمناقشات الإدارة الأمريكية أن الاجتماع كان مقررا من قبل لكن أحدهم قال إنه بات ملحا أكثر بعد قرار سحب القوات الأمريكية، وأكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ل«رويترز»، طلبت عدم نشر اسمها، أن المؤتمر سيعقد كما كان مقررا وأن الدعوات وُجهت لكنها رفضت التعليق على جدول أعمال المؤتمر قائلة إن العمل لايزال جاريا. وقال مصدر مطلع على مناقشات الإدارة إن الاجتماع أصبح أكثر إلحاحا وأكثر صعوبة بسبب الإشارات المتضاربة عن الانسحاب، مما قد يؤدى لتردد المسؤولين الأجانب فى الحضور إلى أن تضح الصورة بشكل أكبر، وأوضح «إنهم يحاولون حل معضلة ما قاله الرئيس ترامب، وما يريد المسؤولون الأمريكيون الآخرون فعله وهو أمر ليس يسيرا».
وقال مصدر مطلع على المناقشات إن أحد المقترحات التى يجرى دراستها الانسحاب الأمريكى فى مدة تستغرق 120 يوما، وتوقع مصدران آخران أن الأمر سيستغرق على الأقل حتى نهاية عام 2019 لإكمال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وقال مستشار فى «البنتاجون»- طلب عدم نشر اسمه- «حتى لو أرادوا ذلك، لا يمكن أن ينسحبوا فى غضون 4 أشهر».
فيما قال مستشار الأمن القومى الأمريكى، جون بولتون، إن الولايات المتحدة ستجعل انسحابها من سوريا مرهونا بتطمينات تركية بشأن سلامة الأكراد، وإنها ترغب أيضا فى إجراءات لحماية القوات الأمريكية أثناء الانسحاب، وأضاف، فى تصريحات للصحفيين خلال زيارة لإسرائيل، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب «يريد تدمير خلافة داعش»، فى إشارة إلى مقاتلى داعش فى سوريا.
وحذر مستشار الأمن القومى الأمريكى، جون بولتون، الحكومة السورية من أن تعتبر أن الانسحاب العسكرى الأمريكى المتوقع دعوة لاستخدام الأسلحة الكيماوية، وقال بولتون للصحفيين على متن طائرته، فى زيارته إلى إسرائيل، مساء أمس الأول: «ليس هناك تغير على الإطلاق فى موقف الولايات المتحدة وأى استخدام من جانب النظام السورى لأسلحة كيماوية سيقابل برد قوى للغاية، كما فعلنا فى مرتين سابقتين»، وتابع: «لذلك على نظام الرئيس السورى بشار الأسد ألا تكون لديه أى أوهام بهذا الشأن»، وقال إنه إذا استخدمت الأسلحة الكيماوية ستكون هناك الكثير من الخيارات على الطاولة.. إذا لم يستوعبوا الدروس المستفادة من الضربتين السابقتين فإن الضربة القادمة ستكون أشد حسما، وقصف ترامب سوريا مرتين بعد مزاعم عن استخدام الحكومة الأسلحة الكيماوية، فى إبريل 2017 وإبريل 2018. واجتمع بولتون خلال زيارته مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، للتقليل من مخاطر الانسحاب الأمريكى من سوريا كما يزور أنقرة، وسيلتقى الرئيس التركى طيب أردوجان.