ما زال غرب الإسكندرية خارج حسابات المسؤولين؛ إذ يعانى من نقص المرافق العامة، ويعيش الأهالى كأنهم خارج خريطة وحسابات المحافظة، فمعظم المناطق بلا خدمات حقيقية، وكأنهم فى القرون الوسطى، فالشوارع بلا صرف صحى، ما يؤدى لطفح المياه حال سقوط المطر وتحول الشوارع لبرك ومستنقعات، وتفتقد الطرق أعمدة الإنارة ولا يصلها الغاز الطبيعى، فلا يجد الصغار طريقة للهو فى الشوارع سوى اللعب وسط مياه «المجارى»، ما أدى لإصابة العديد منهم بالأمراض. رصدت «إسكندرية اليوم» مشاكل منطقة «المستعمرة»، فى نطاق حى العامرية أول، وسميت بهذا الاسم، لأنها كانت مستعمرة إنجليزية إبّان الحرب العالمية الثانية، ويعانى الأهالى من إهمال المسؤولين، وعدم توافر المرافق والخدمات العامة، فلا يوجد طرق مرصوفة، عدا الطريق الرئيسى، وهناك أعمدة إنارة وكشافات معطلة، إضافة إلى عدم استكمال مشروع الصرف الصحى، ولا يتوافر بها وحدة صحية، فضلا عن بعد المدارس وغلق المعهد الأزهرى الوحيد للترميم، كما لا يتوافر بها نقطة شرطة. قال عصام الخولى، من أهالى المنطقة: «المستعمرة تفتقر للخدمات والمرافق العامة، وجميع الطرق دون رصف بسبب توقف مشروع الصرف الصحى، ما تسبب فى تحول المنطقة فى الشتاء إلى برك ومستنقعات، مع عدم إنارة أغلب الطرق، رغم تركيب أعمدة الإنارة والكشافات؛ لكنها لا تعمل؛ ما يعرض الأهالى للسرقة، وعندما بدأ تنفيذ مشروع الصرف الصحى فى المنطقة أخبرنا المسؤولون أن المواسير صغيرة وغير مطابقة للمواصفات، ولن تصمد مع تزايد عدد سكان المنطقة، ولم يهتموا برأينا، وتم تنفيذه دون استكماله، وإلى الآن المنطقة تعانى من انهيار شبكة الصرف وانتشار المياه فى الشوارع، ما يصيب أبناءنا بالأمراض بسبب انتشار الروائح الكريهة». وأكد «الخولى» أن هناك مشاكل فى التعليم؛ ومنها بعد المدارس عن المنطقة السكنية، وفوجئنا بتوقف الدراسة فى المعهد الأزهرى، الوحيد بالمنطقة، ونقل التلاميذ إلى أحد المعاهد منطقة الناصرية، بسبب الترميم، ما يمثل مشقة على التلاميذ لبعد المسافة، وكذا على أولياء الأمور؛ نظرا لتحملهم نفقات الانتقال، ورغم اتساع مساحة المنطقة، فلا يوجد سوى مخبزين تقريبا لإنتاج الخبز للأهالى، وتحتاج المنطقة الى نقطة شرطة، وطالب «الخولى» محافظ الإسكندرية بزيارة المنطقة، والنظرة إلى سكانها باعتبارهم بشرا من حقهم توافر الخدمات، فالمستعمرة من المناطق المهمة فى حى العامرية أول. وأضاف رفعت محمد، أحد الأهالى: «المنطقة لا يوجد بها مكتب بريد، أو وحدة صحية لخدمة الأهالى، رغم وجود مكان شيده الأهالى بالتبرعات، ليصبح مستوصفًا طبيًا، وهناك شخص تبرع بقطعة أرض فضاء، ونناشد وزارة الصحة والمحافظ لتسلم الأرض أو المبنى وتحويله لمكتب صحة وبناء نقطة شرطة على الأرض الفضاء، نظرا لبعد قسم الشرطة ومستشفى العامرية المركزى، ومستشفى الهلال الأحمر لخدمة المنطقة، على أعلى مستوى ويوجد به مجموعة من الأطباء الأكفاء، لكنه يعمل من العاشرة صباحا حتى الواحدة ظهرا، فلماذا لا يستغل 24 ساعة لرفع العبء عن مستشفى العامرية المركزى، وأهالى المنطقة، قبل بداية مشروع الصرف، كانوا يحفرون آبار بجوار المنازل للصرف الصحى، وبعد حفر الشوارع أصبحت الآبار غير صالحة نظرا لخروج المياه أسفل المنازل، ما يجعلها عرضة للانهيار». وقالت الحاجة أم عصام، من أهالى المنطقة: «أنا عاوزة أشوف الصرف شغال فى المنطقة علشان أموت وأنا مطمنة على ولادى والبيت ميقعش عليهم، بسبب رشح مياه الصرف الصحى أسفل الأساس، ما أثر على المنزل، ومفيش فلوس علشان أبنى بيت تانى.. أعمل إيه بس نموت علشان المسؤولين مش بيسألوا فينا». وأكدت منى عبدالرحيم، من الأهالى: «المنطقة تعانى من الإهمال الشديد، فلم يأتِ إلينا مسؤول واحد لبحث مشاكلنا، وكل الاهتمام يصب على رصف الشارع الرئيسى فقط، وباقى الشوارع خارج الخدمة، كلها برك من الطين بسبب مياه الصرف، ويلعب فيها الأطفال، ما يصيبهم بالأمراض، فضلا عن الرائحة والحشرات، إضافة إلى أن الطرق غير ممهدة، ويصعب على السيارات اجتيازها، بعد أن تحولت لبرك ومستنقعات من مياه الصرف الصحى، والمنازل تغمرها مياه الصرف، خلال فصل الشتاء، رغم وجود شبكة صرف فى إحدى المناطق، دون غيرها، وعند سقوط الأمطار تغرق شوارع المستعمرة، إضافة إلى عدم دخول الغاز الطبيعى المنطقة، رغم أن معظم الأهالى من الطبقة الفقيرة، وليس لديهم القدرة على شراء أنبوبة البوتاجاز التى يصل سعرها فى بعض الأحيان إلى 75 جنيهًا». وقال الدكتور محمد أبوسليمان، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية: «مستشفى العامرية المركزى بالقرب من منطقة المستعمرة، ونحن لا نتأخر عن خدمة المواطن، وعلى صاحب التبرع بقطعة الأرض الذى يطالب ببناء مكتب صحة التقدم بطلب رسمى بالتبرع بقطعة الأرض لوزارة الصحة، وسوف أرسله إلى هيئة التخطيط بالوزارة، ومتابعة الرد عليه استجابة لمطالب الأهالى». وأوضح المهندس السيد محمد السيد محمد، مدير مديرية الطرق والنقل بالإسكندرية، أن المديرية بدأت تنفيذ خطة لتطوير الطرق الرئيسية، للربط مع المحاور الجديدة، وعقب الانتهاء منها، سوف ننتقل إلى المرحلة الثانية، وهى الطرق الداخلية، وسوف يشهد غرب المحافظة، خلال عام 2019، تطويرا كبيرا فى شبكة الطرق الداخلية، وقبل بدء عمليات الرصف لا بد من الانتهاء من مشاريع الصرف الصحى والغاز الطبيعى، لتجنب تكسير الطرق بعد رصفها. محمد صابر