طفل يمنى يحتضر في مستشفى أمريكى.. وواشنطن تمنح والدته تأشيرة استثنائية

منحت واشنطن، مساء أمس الأول، بصورة استثنائية، امرأة يمنية تأشيرة دخول لتمكينها من رؤية طفلها الذى يحتضر فى مستشفى بولاية كاليفورنيا، بعدما منعها من السفر إلى الولايات المتحدة مرسوم أصدره الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وحظر بموجبه رعايا اليمن و5 دول أخرى غالبيتها إسلامية من دخول الولايات المتحدة، ويحمل زوج السيدة اليمنية وابنه الذى يحتضر الجنسية الأمريكية، بينما لا تحمل الأم سوى الجنسية اليمنية وتعيش فى القاهرة.
ويرقد الطفل اليمنى، عبدالله حسن، البالغ عامين، فى مستشفى للأطفال بمدينة أوكلاند، ويتنفس بواسطة الأجهزة، ويحتضر بسبب مرض دماغى وراثى نادر، وسبق لوالدته، شيماء صويلح، التى تقيم فى مصر، أن تقدمت بطلبات عدة للحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة لرؤية ابنها، لكن طلباتها رُفضت بسبب مرسوم ترامب، الذى منع بموجبه مواطنى اليمن وإيران وليبيا والصومال وسوريا وكوريا الشمالية من دخول الولايات المتحدة، وحصلت هذه القضية على تغطية إعلامية واسعة تخلّلها نداء إنسانى وجّهه والد الطفل عبر كاميرات التليفزيون، وهو ما دفع السفارة الأمريكية فى القاهرة إلى منح الوالدة تأشيرة دخول، حسبما أعلن مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية «كير»، الذى ساعد الأسرة فى محنتها، واتجهت «شيماء» إلى سان فرانسيسكو، أمس، حسبما نقلت «سى إن إن»، عن باسم القرة، أحد مسؤولى مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية «كير».
وقال «القرة» إنه سيتم جمع تبرعات مالية ل«تغطية نفقات رحلة الطيران الخاصة بالأم، وجنازة الطفل».
وأوضح أن الأم حصلت على تأشيرة للولايات المتحدة من فئة «آى- 130»، التى يُسمح بها لأقارب المواطن.
وأضاف: «لسوء الحظ، رغم الحصول على التأشيرة، لا تزال الخسارة قائمة، لكن السيدة ستأتى على الأقل وتكون قادرة على الحزن بكرامة ورؤية ابنها وهو يتم دفنه». وتابع: «نتمنى أن تتمكن الأم من رؤية ابنها قبل وفاته».
ونقل «كير»، عن والد الطفل، على حسن، قوله إن حصول زوجته على تأشيرة دخول للولايات المتحدة هو أسعد يوم فى حياته.
وأضاف: «كنت على وشك نزع جهاز التنفس الصناعى الموصول بابنى، الأسبوع الماضى، فتدخّل مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية لتقديم المساعدة»، مؤكداً أن هذه المساعدة ستُمكِّنه من «إقامة الحداد بكرامة».
واعتبرت النائبة الديمقراطية عن مدينة أوكلاند، باربرا لى، أن هذه المأساة تجسد الطابع «اللاإنسانى واللاأمريكى» لمرسوم ترامب.
وكتبت النائبة، على موقع «تويتر»: «بصفتى عضواً فى الكونجرس وأماً، فقد صدمتنى قسوة منع أم من ملاقاة ابنها المريض».
وبعد ذلك أعربت «لى» عن «ارتياحها» لحصول والدة الطفل على تأشيرة دخول، دون أن تخفى مرارتها مما تعانى منه عائلات كثيرة لا تزال «ممزّقة بسبب مرسوم الهجرة البغيض هذا».
وعلق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، روبرت بالادينو، على قضية الطفل بقوله: «هذه حالة محزنة للغاية، أفكارنا مع عائلته فى هذه الأوقات العصيبة».
وأضاف: «هذه القضايا معقدة»، ولكن الإدارة يمكن أن تمنح استثناءات وفق «كل حالة على حدة»، وإذا كان ممكناً التوفيق بين «احترام القانون وضمان سلامة حدودنا وأمنها» وفى الوقت نفسه «تسهيل الرحلات المشروعة إلى الولايات المتحدة». وحسب جمعية الحقوق المدنية «إيه. سى. إل. يو»، فإن 2% فقط من طلبات الاستثناء من مرسوم الهجرة تمت الموافقة عليها.
وأثار مرسوم حظر دخول رعايا دول محددة إلى الولايات المتحدة، والذى أصدره ترامب فى 27 يناير 2017، بعد أسبوع فقط من دخوله البيت الأبيض، صدمة فى الداخل والخارج على حد سواء.
وسارع مناهضو المرسوم إلى الطعن به أمام القضاء، معتبرين إياه إجراء «معادياً للمسلمين».
وفى ختام معركة قضائية طويلة، قضت المحكمة الأمريكية العليا، فى يناير 2018، بدستورية النسخة الأخيرة من المرسوم التى تغلق حدود الولايات المتحدة أمام حوالى 150 مليون شخص من اليمن وسوريا وليبيا وإيران والصومال وكوريا الشمالية، معتبرة أن الرئيس ترامب استخدم فى هذا المرسوم صلاحياته المنصوص عليها قانوناً فى مجال تنظيم الهجرة.