تقاليع أصحاب المحلات.. جذب الزبائن بصور كبار النجوم

كان لانتشار محلات ال«2.5»، فى كل شوارع القاهرة، فى أحيائها الراقية والشعبية، سبب فى رواج البضائع المقلدة، وبأرخص الأسعار، مقارنة بالأصلية منها، ورصدت «المصرى اليوم» خلال جولة فى شارع قصر العينى، وعابدين والمنيرة والسيدة زينب أن العدسات موجودة فى كل مكان، بل تتصدر المحلات، حيث يحرص البائع على إبرازها، من خلال وضع مرآة كبيرة، تلفت الأنظار، بالإضافة إلى صور كبيرة لنجوم عالميين من ذوى العيون الخضراء والزرقاء والعسلية.
من 30 إلى 80 جنيها، كان التفاوت بين أسعار العدسات وفقا لنوعها، وماركتها، ففى شارع قصر العينى، كان سعر العدسة «فريش لوك»، ب40 جنيها فى حين بلغ سعر عدسة «بيلا» 80 جنيها، فى الوقت الذى تصل فيه سعر الواحدة فى الصيدليات والمراكز المتخصصة إلى 480 جنيها.
«ممنوع التصوير».. كانت هذه إشارة حادة من بائع فى محل بعابدين، رغم إصرارنا على التقاط صور للعدسات، حتى نتمكن من الاختيار ما بين كل هذه الألوان «الجميلة»، لكنه كان رفضا قاطعا.
فى السيدة زينب كان الوضع مختلفا، فالعدسات لا تحتاج إلى محلات، ففى المساء يفترش الباعة الأرض بكل ما لذ وطاب، من ملابس، ومستحضرات تجميل، وألعاب للأطفال، ولا مانع من وجود العدسات، وأغلبها ب50 جنيها، ومن نوع واحد فقط، مؤكدا أن العدسات تباع بالجملة فى «حارة اليهود»، والعتبة.
«حارة اليهود» كانت مفتاح السر، الذى ألقى به بائع محل «الاتنين ونص»، عندما سألناه عن مصدر بضاعته التى تقل عن ثمنها بمقدار الثلثين، لنقوم بجولة بعدها فى تلك الحارة الشهيرة، الموجودة بحى العتبة.
حارات وأزقة متداخلة، تتفرع من شارع «حارة اليهود»، الذى لا يزيد عرضه عن المترين، لكنها فى الوقت نفسه، محفوظة ومحفورة لرواد الشارع من محبى الحصول على الماركات، بأرخص الأسعار حتى وإن كانت «مضروبة».
«العدسات اللاصقة»، أشبه بالممنوعات، فعلى الرغم من وجودها لدى عدد من كبرى المحلات، إلا أن السؤال عنها مباشرة، يكون الرد بحذر شديد، خاصة أن أغلب المحلات لا تبيع عدسات فرادى، بل عادة يتوجه إليها البعض لشرائها بالجملة، بخلاف مستحضرات التجميل وأدوات الماكياج، التى تقبل على شرائها الفتيات والسيدات المترددات على الشارع.
«اللوحة بها 10 أزواج من العدسات»، و«كل نوع وله سعره»، و«البيع بالجملة مش بالقطاعى»، بهذه الجمل بدأ سعيد، صاحب محل، كلماته قائلا، إنه يبيع بالجملة ولا يبيع بالقطاعى، لذا فإنه سيبيع اللوحة كاملة، وتبدأ أسعارها من 120 جنيها وحتى 200، وهناك عدسات أصلى لكنها غالية، فاللوحة ب800 جنيه، على الرغم من أن العدسة الواحدة خارج حارة اليهود يصل سعرها الى 500 جنيه.
أ.ث، وقف يغنى لبضاعته، قائلا: يالا يا عروسة.. عندى عدسات بأسعاررخيصة، وقد كان لأغنياته وصوته الجهير الأثر الكبير، فقد امتلأ محله بالزبائن، من مشترى الجملة، والقطاعى، فوقفت الفتيات أمام لوحات العدسات ينتقين ما يردن من ألوان، فى مقابل وقوف التجار على «الكاشير»، لدفع ثمن ما اشترينه من لوحات للعدسات.
«كل الأنواع موجودة»، الغالى والرخيص منها، تبدأ من 30 جنيها وحتى 100، كما أن لدينا «محاليل طبية بأرخص الأسعار»، بهذه الكلمات، رد علينا محمد عبدالله، بائع آخر، مؤكدا أن أغلب زبائنه ليسوا من أصحاب محلات ال2.5 فقط، وإنما «الكوافيرات»، وخاصة فى المحافظات، حيث يترددون عليه من سنوات طويلة، لشراء مستحضرات التجميل والعدسات الملونة.