القمر يكتسى باللون «الأحمر الدموى» فى أطول خسوف كلى منذ قرن

اليوم، وفى حوالى الساعة الثامنة والنصف مساء، سيكون سكان الأرض فى معظم أنحاء العالم على موعد مع ظاهرة «القمر الدموى»، الذى سيتحرك نحو ظل الأرض فى أطول خسوف يشهده القرن الحادى والعشرين. وقالت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» إن الخسوف الكلى سيستغرق ساعة و42 دقيقة و57 ثانية، لكن سيسبقه وسيليه خسوف جزئى، مما يعنى أن القمر سيمضى فى الإجمالى 3 ساعات و54 دقيقة فى الجزء المعتم من ظل الأرض.
وأكد الدكتور حاتم عودة، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن ظاهرة اليوم هى أطول فترة للخسوف الكلى خلال ال100 عام الماضية. وأكد «عودة» أنه يمكن رؤية الخسوف فى بعض القارات، منها (أوروبا، وآسيا، وأستراليا، وأفريقيا) والجزء الشرقى لأمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى المحيطات (الهادى، والأطلسى، والهندى)، والقارة القطبية الجنوبية، موضحًا أن القمر يدخل منطقة شبه ظل الأرض فى تمام السابعة وخمس عشرة دقيقة مساءً بتوقيت القاهرة، وهى المرحلة التى لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة، يعقب ذلك بداية الخسوف الجزئى بدخول الحافة الشرقية لقرص القمر منطقة ظل الأرض عند الثامنة وأربع وعشرين دقيقة مساءً، حيث يلاحظ المشاهد ظهور سواد ظل الأرض على قرص القمر.
وأضاف أن الخسوف يستمر جزئيًا، وبمرور الوقت وعند التاسعة والنصف مساءً يبدأ الخسوف الكلى للقمر، حيث يكون واقعًا بكامله فى ظل الأرض ويكتسى باللون الأحمر النحاسى، ويصل إلى ذروته عند العاشرة واثنتين وعشرين دقيقة، وتنتهى مرحلته الكليّة عند الحادية عشرة وثلاث عشرة دقيقة ليلًا.
وقال أستاذ علم الفلك بجامعة كامبردج، أندرو فابيان، إن «سبب تسمية الظاهرة بالقمر الدموى يرجع لأن نور الشمس يخترق الغلاف الجوى للأرض فى طريقه إلى القمر والغلاف الجوى للأرض يحوله إلى اللون الأحمر بالشكل ذاته الذى يصطبغ فيه قرص الشمس باللون الأحمر عند الغروب». وعندما يتحرك القمر إلى الظل المخروطى الشكل للأرض فإنه يتحول من كونه مضاءً بنور الشمس إلى كونه مظلما، لكن بعض الضوء سيصل إلى القمر لأنه ينكسر بفعل الغلاف الجوى للأرض.
وقديما، كان الناس يخافون من القمر الدموى لأنهم اعتقدوا أن ذلك يعنى إشارات سيئة تأتى من العالم الآخر، بينما يراه البعض كعلامة على اقتراب نهاية العالم.
من جانبه، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الوزارة ستقيم صلاة الخسوف مساء اليوم، وسيكون إلزامًا على المساجد الكبرى تحقيقًا للسُنة النبوية الشريفة، مؤكدًا أن الأمر متاح أيضًا لباقى المساجد. وأوضح «جمعة»، خلال مؤتمر صحفى، بمقر الوزارة، أنه سيتم التنسيق مع هيئة المساحة المصرية لتحديد موعد صلاة خسوف القمر.
وأفتت دار الإفتاء المصرية بأن صلاة كسوف الشمس وصلاة خسوف القمر سُنة مؤكدة تصلّى ركعتين جماعة أو فرادى، فى كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجدتان، ثم يخطب بعدها الإمام ويحث على التوبة وفعل الخيرات من دعاء وذكر وصدقات.