سيرة فى صورة: الشاعر الغنائى مأمون الشناوى فى ذكرى رحيله ال(24)

يظل الشاعر الغنائى والكاتب الصحفى مأمون الشناوى واحداً من أساطين الأغنية العربية ومؤسس مدرسة السهل الممتنع والممتع والعميق فى الأغنية المصرية وهو شقيق الشاعر والصحفى كامل الشناوى وعم الناقد السينمائى المعروف طارق الشناوى.
ورغم أن رصيد مأمون الشناوى ليس الأعلى بين شعراء زمانه، حيث له 427 أغنية فإنه صاحب الرصيد الأكبر فى الأغانى الأكثر شهرة، ومنها أنا لك على طول، وصدفة، وكفاية نورك علىَّ، وبعد إيه، وخايف مرة أحب، لعبد الحليم حافظ والربيع، وأول همسة، وحكاية غرامى، وحبيب العمر، وبنادى عليك، لفريد الأطرش وأنساك، ودارت الأيام، وبعيد عنك لأم كلثوم.
ولد مأمون الشناوى فى حى السيالة بالإسكندرية وبالتحديد فى 28 يناير 1914 حيث كان والده بحكم عمله دائم التنقل بين المحافظات وانتقل مع والده من الإسكندرية للقاهرة طفلا وفى القاهرة تلقى تعليمه وحصل على الثانوية من مدرسة الخديو إسماعيل الثانوية، ثم تخرج فى مدرسة التجارة العليا، وعمل بالصحافة أما عن تعاونه مع محمد عبدالوهاب فقد بدأ مع بداية مسيرته الغنائية فقد لحن وغنى عبدالوهاب أول أغنية كتبها مأمون وهى،إنت وعزولى وزمانى علىَّ، ثم تكرر التعاون بينهما فكتب له ،من قد إيه كنا هنا، و،كل ده كان ليه؟، و،على بالى هواك ياحبيبى وآه منك ياجارحنى، كما كتب له نشيد الجهاد الذى افتتحت به دار الأوبرا، والغريب أن مأمون الشناوى لم يدع لحضور هذا الافتتاح.
ولدى الناقد طارق الشناوى تفاصيل كثيرة أخرى عن سيرة ومسيرة وعطاء الشاعر الكبير ومما جاء فيها طارق الشناوى عن مأمون الشناوى فيقول: اقتربت منه وأنا دون العشرين وامتدت صداقتى به عشرين عاماً منذ أن بدأت خطواتى الأولى فى مجلة روزاليوسف، وأنا لا أزال طالباً بالسنة الأولى بكلية الإعلام.. ظل ،مأمون الشناوى، هو مصدرى الصحفى الوحيد ولمدة عدة شهور!! كان أهم درس تعلمته من مأمون الشناوى هو أن أكتب دائماً شيئاً خاصاً بى ليس مهماً أن يكون هو الأجمل ولكن أكتب ما لا يستطيع أحد أن يكتبه غيرى! استمر عطاء مأمون الشناوى، فى مجال الأغنية أكثر من نصف قرن لأنه يشعر فى داخله أنه لا يزال ينشد الكمال.
ووالد مأمون الشناوى هو الشيخ السيد الشناوى، كان دائم الاطلاع على عيون الأدب والفكر والشعر وليس فقط كتب التراث والفقه القانونى.. كان يشغل منصب رئيس المحكمة الشرعية.. وذلك من خلال مكتبته الخاصة.. وبسبب هذا المنصب الأسرة تمتد جذورها إلى محافظة الدقهلية وبالتحديد مركز الزرقا، حيث مسقط رأس الوالد ونوسا البحر، مسقط رأس الوالدة.
المحطة الثانية كانت القاهرة فى حى السيدة زينب وبالتحديد جنينة ناميش، واحتك بشعراء مدرسة أبوللو مثل إبراهيم ناجى، وعلى محمود طه، وانضم لهم
وقبل أن يبلغ العشرين كان قد أحب بنت الجيران، وكتب لها أغنياته الأولى واتفق مع ملحن ومطرب وهو محمد صادق، على أن يغنى هذه الأشعار لتبثها الإذاعة المصرية الوليدة عام 1934 وتصبح هذه الأغنيات رسائل غرام علنية موجهة لبنت الجيران وتفهم الرسالة وتصبح بنت الجيران هى زوجته.. وبعدها بسنوات قلائل وتحديداً عام 1939 يستمع إلى هذه الأغنيات الموسيقار محمد عبدالوهاب، ويتصل به ويقدم له موسيقى كان قد كتب عليها كلمات تقول بامية على ملوخية.. ملوخية على بامية، وأراد عبدالوهاب، من مأمون الشناوى، أن يكتب على الموسيقى كلمات ولم يكن هذا الأسلوب شائعاً فى تلك السنوات ولكن مأمون الشناوى، كتب أغنية إنت وعزولى وزمانى على، وبدأ مشوار الاحتراف الغنائى بالإضافة إلى عمله الصحفى وتعددت لقاءاته مع محمد عبد الوهاب، وكتب له انسى الدنيا.
مأمون الشناوى دخل تاريخ الأغنية بالربيع التى قال عنها الشاعر بشارة الخورى الأخطل الصغير إنها من أبدع الأغنيات شعرا.
كانت أغنية حبيب العمر، هى أول كلمات يكتبها مأمون الشناوى، ويشعر أنها تصلح لأن تغنيها أم كلثوم التى كانت قد طلبت منه أن يتعاون معها وطلبت إجراء بعض التعديلات ورفض وغادر فيلا أم كلثوم إلى فيلا صديقه فريد الأطرش والذى لحنها وغناها وتكررت نفس القصة مع أغنيات الربيع، وأول همسة، تطلب أم كلثوم تغيير طفيف يرفض مأمون الشناوى، تذهب الأغنية لفريد الأطرش حتى كتب أنساك، وأسمعها للأم كلثوم وقال لها لا يوجد لدى مانع لأى تغيير، وقالت أم كلثوم الأغنية سوف أقدمها كما هى لا تحتاج إلى حذف كلمة أو إضافة كلمة! وقدم مأمون الشناوى لأم كلثوم بعد أنساك كل ليلة وكل يوم بعيد عنك، دارت الأيام، وغيرها.
وكان وراء تعاون عبدالوهاب وعبدالحليم فى أغنية أنا لك على طول، وكتب للعندليب 24 أغنية- منها فى يوم من الأيام، وخايف مرة أحب، وإيه ذنبى إيه، وتوفى فى 26 يونيو 1994.