تحت أمطار كثيفة.. مهرجان Goodwood Revival يحتفل بتاريخ سباقات فورميولا-1 ولومان

كل عام فى بداية الخريف فى إنجلترا يقام مهرجان جودوود ريفايفال، المهرجان يماثل فى الاسم والموقع مهرجان جودوود للسرعة ولكن الاختلاف فى أن السيارات المشاركة فى مهرجان ريفايفال هو مشاركة السيارات الكلاسيكية، كلمة Revival تعنى إعادة إحياء، أى إعادة إحياء تراث سباقات السيارات الكلاسيكية. أقيم المهرجان هذا العام على أرض جودوود على مدار 3 أيام. فى جودوود وعلى الرغم من الأمطار المستمرة استمرت الأنشطة تقريبا من دون توقف، شملت الأنشطة زوج من سباقات الساعة الواحدة التى شملت سائقين على متن سيارات GT من طراز عام 1960. بالإضافة إلى مجموعة السباقات المألوفة، احتفل المهرجان هذا العام بسباق الجائزة الكبرى لعام 1957، كما احتفل بإنجازات إكورى إكوس خلال الخمسينات والستينات. كما أقيم مزاد بونهامز على أرض جودوود، تحت عنوان مجموعة الراحل جاك سيرز. وعلى الرغم من أن الاحتفال يقام كل عام على الأراضى الإنجليزية فى الخريف فإنه غالبا ما يتمتع بجو منعش ودافئ بعض الشيء، هذا العام على أية حال جاء ليذكر الحضور أنه ما يزال يقام على الأراضى الإنجليزية الممطرة، ولكن الحضور والمتسابقين كانوا مستعدين لذلك واستمرت الأنشطة دون توقف على مدار الأيام الثلاثة. الاحتفالية الأولى كانت لموسم بطولة العالم لفورميولا 1 لعام 1957 والتى تمثل نقطة تحول عميقة فى هذه الرياضة. عندها حصل خوان مانويل فانجيو على لقبه الخامس والاخير وسجل أيضا الفوز الأخير لسباق الجائزة الكبرى لمازيراتى. واستولى على الصدارة التى كان يحتفظ بها تونى بروكس منذ بداية السباق، وأصبح ستيرلنج موس أيضا أول بريطانى على الإطلاق يفوز بالجائزة الكبرى البريطانية فى سيارة بريطانية. كان هذا الموسم هو بداية التحول إلى الهيمنة البريطانية على مسابقات فورميولا 1 التى لا تزال موجودة حتى يومنا هذا بوجود غالبية الفرق التى تتخذ من إنجلترا مقرا لها.
بسبب فوز ستيرلنج موس فى سيارة كوبر بمحرك وسطى فى سباق الجائزة الكبرى الأرجنتينى 1958، أصبح موسم 1957 أيضا فى السنة الأخيرة التى تحكمت فيها سيارات المحركات الأمامية بالسباق المسيرات عالية السرعة فى سيارات هذا الموسم كانت بمثابة احتفال جودوود بما ألهمه هذا الموسم للمهرجان، وأقيمت تلك المسيرات فى جميع الأيام الثلاثة ببعض السيارات التى تألقت فى الموسم المذكور وخلال تلك الحقبة من السباقات بشكل عام. وكان من بين تلك السيارات Vanwalls النادرة جدا، التى قادها يوم الاحد تونى بروكس نفسه ومازيراتى 250F التى كانت السبب فى الانتصار الأسطورى فى سباق الجائزة الكبرى الألمانى عام 1957 من قبل خوان مانويل فانجيو. كما قام أبناء فانجيو بزيارة مفاجئة إلى جودوود. ولإكمال الدائرة، أرسل معهد ريفس فى ولاية فلوريدا أيضا سيارة كوبر التى كان قد قادها موس لأول فوز فى سباق الجائزة الكبرى فى الأرجنتين فى عام 1958. فى هذا العام نفسه، استغرق فريق اسكتلندى يتم إدراته من جراچ صغير فى أدنبره فوزا مهيمنا فى سباق لومان 24 ساعة. ولم تكن هذه مفاجأة بالكامل لأن إيكورى إيكوس كان قد انتصر بالفعل فى العام السابق، بفوز مميز من شخص واحد على فرق المصنعين، بما فى ذلك فريق مصنع جاجوار نفسه، الذى كان يشارك بسيارات من طراز D-Type.
وبثقة من أن إيكورى إيكوس كان على المستوى المطلوب لتنفيذ المهمة، فإن جاجوار لم تكلف نفسها عناء تشغيل فريق مصنع فى عام 1957 وحصدت بفضل الفريق الاسكتلندى سيارات D-Type المراكز الأولى والثانية والثالثة والرابعة والسادسة مع سيارتى إيكورى إكوس بفخر فى المركزين الأول والثانى. كان الفريق مملوكان لديفيد موراى وبدعم من عدة أشخاص آخرين، كان الفريق دائما يعمل بميزانية ضيقة ولكن بفضل القيادة المستوحاة من العبقرى التقنى «ويلكي» واسمه الحقيقى ويلكنسون كان باستطاعة الفريق دائما أن يتنافس مع فرق أفضل وأكثر خبرة. بالإضافة إلى إنها سباق جاجوار بنجاح، تسابق إكورى إكوس أيضا بمجموعة متنوعة من سيارات Tojeiros وخلق السيارة الفريدة من نوعها Lister Monzanapolis ذات المقعد الواحد فى عام 1958 والتى شاركت فى «سباق العالمين» على حلبة مونزا. وكانت كل هذه السيارات، موجودة فى جودوود هذا العام وعلى استعداد للاحتفال بالذكرى ال 60 لفوز 1957 فى لومان. وقد رفرفت الأعلام الاسكتلندية بفخر على المسار، بينما اصطفت السيارات على خط البداية وتمت دعوة الحضور ممن ارتدوا أحذية خاصة للترتان أن يقتربوا من السيارات على أرض الحلبة ويحصلون على خبرة لا تنسى. احتفل المهرجان أيضا بسيارات GT من حقبة الستينات والتى كانت تشارك فى سباق لمدة ساعة بسائقين وقد تم تنظيم سباقات تعيد إحياء هذا التقليد الملكى على أرض جودوود، وتضمن سباق هذا العام سيارات جاجوار من طراز E-Types وفيرارى 250 GTO وأستون مارتن DB4 GT، ولعبت الأمطار دورا فى إضفاء المزيد من الحماس والإثارة على السباقات المتكررة على مدار الأيام الثلاثة، فالسيارات التى لا تتمتع بتقنيات متطورة تتطلب مهارة كبيرة فى القيادة على الطرق التى كانت مبتلة لأبعد الحدود ولكن لم يتم إلغاء أى من السباقات لهذا السبب واستمرت حتى مساء الأحد.