انتحار زوجين بالمريوطية.. مهندس سلفي وطبيبة ألقيا بنفسيهما من الطابق السادس (صور)

تكبد «محمد.ف»، خريج كلية الهندسة، خسائر كثيرة خلال الأيام الماضية فى تجارة المواد الغذائية، وساءت حالته النفسية، صحو فجر الجمعة الماضى، يسبّ نظام الحكم الحالى ويكفر جيرانه «إنتو كفرة» فى منطقة المريوطية جنوب الجيزة.
بعد 3 ساعات من السبّ ومحاولات الجيران تهدئة تاجر البقالة، ألقى خريج الهندسة المتزوج منذ عام من الطبيبة البيطرية «ميار»، 23 عامًا، بنفسه من الطابق السادس منتحرًا، لم تنتظر الزوجة ثوانٍ إلا ولحقت به «هموت نفسى زيك يا محمد»، قبل أن تنطق بالشهادتين.
كانت آثار الدماء ما تزال تغطى الأرض أمام العقار الذي يقطنه الزوجين، إضافة إلى تحطم سقف سيارة ميكروباص سقطت فوقها الزوجة.
«الراجل كان كويس جدًا وفى حاله، فجأة أصابته تلك اللوثة، وفوجئنا بانتحاره وزوجته»، هكذا قال وليد إسماعيل، صاحب محل الألوميتال، بذات عقار الزوجين، ل«المصرى اليوم»، وهو يستحضر فى ذهنه الساعات الأخيرة فى حياة المهندس الشاب الذى اتجه للتجارة: «بعد صلاة التراويح التقى بنا فى الورشة، ألقى علينا السلام كعادته، وتحدث معنا دقائق معدوادت، كأنه يريد أن ينفس عن نفسه».
يشتهر «محمد»، الشاب الثلاثيني، بتزمته دينيا، بحسب ما رواه الحاج وليد، فإنهم فوجئوا بانتحار الشاب لأنه كان يحث جيرانه على الالتزام دينيا، حتى أن زوجته «ميار» كانت منتقبة رغم عملها كطبيبة بيطرية «عينها كانت بتظهر بالكاد من خلف النقاب».
عندما صاح الشاب الثلاثينى بالشتائم ضد الحكومة من خلال شرفة منزله، وأقدم على الانتحار، نبه جاره الحاج عادل سليمان، إلى أن فعلته تلك تعد كفرًا بالله، ما أدى إلى تراشق الألفاظ بين الجارين، كان «محمد»، كما يحكي الجيران، يصر على أن جاره «عادل» كافرًا وكل أمثاله مؤيدي الحكومة وردد بعض الآيات القرآنية وكلمات غير مفهومة من بينها «والله لانتحر»، فيما قال له الجار وهو رجل ستينى: «يا ابنى حرام عليك.. هذا هو الإسلام كما تفهمه؟».
صعدت الحاجة «أم محمود»، حارسة العقار وأولادها، إلى شقة «محمد وميار» طرقوا الباب كثيرًا دون جدوى، لم تستطع الزوجة فتح الباب، كما تحكى حارسة العقار: «كانت خايفة من زوجها يضربها، أو يموتها».
شاهدت حارسة العقار عندما نزلت إلى الشارع، مشاجرة بين الزوجين داخل شرفة شقتهما، كانت الزوجة تشد زوجها إلى الداخل: «حرام عليك لو موت نفسك هموت نفسى وراك»، تقول أم محمود إن الزوج (محمد) ألقى بنفسه من الشرفة، بعدما فشل فى إلقاء زوجته لأنها كانت تثنيه عن الانتحار، ثم لحقت به الزوجة فى ثانية واحدة حتى أنها كانت تردد الشهادتين أثناء سقوطها من الشرفة، ومات الزوج على الفور، فيما حضرت الإسعاف ونقلت الزوجة (ميار) إلى المستشفى، وتوفيت عقب 24 ساعة من محاولة إنقاذها وتلقيها العلاج.
تحكى أم محمود متأثرة بما سمته بالنهاية المأساوية أنها عرفت الشاب «محمد» قبل 10 سنوات، عندما جاء لشراء شقته «طوب أحمر»، فتقول إن الشاب المنتحر مسقط رأسه مدينة العياط، المعروفة بطيبة أهلها وانتشار الجماعات الإسلامية: «كان شابًا هادئ الطباع، مجتهدًا فى مجال الهندسة لكنّه لم يلاقي حظًا وعمل فى التجارة، وهو ملتحٍ وسلفى»، وتضيف أنه قبل عام تزوج خريج الهندسة من الطبيبة «ميار»، ولم يسمع جيرانهما لهما حسًا «ولا مرة سمعنا مشاجرة بينهما».
يمتلك الشاب «محمد» محلاً لتجارة الأغذية بجوار منزله، ذهبنا إليه، قابلنا شريكه «وليد»، وهو أول من اتصل عليه الجيران ليحضر إلى موقع الحادثة، تحدث زميل الشاب قائلاً: «ترديد صديقى كلمات غاضبة ضد الحكومة وكذا تكفير جيرانه ناجمًا عن ضغوط نفسية أصابته مؤخرًا».
«مريض نفسى ويعالج منذ 6 سنوات، وتعافى مؤخرًا».. هكذا قال والد الشاب محمد أمام نيابة الهرم، قبل أن يضيف: «لا نتهم أحدًا بالتسبب فى الحادثة»، كما أكد الجيران وشهود العيان أنه عقب صلاة الفجر فوجئوا بتحطيم «محمد» لأثاث شقته، وعندما حاولوا إثناءه عن الانتحار وجه لهم الشتائم.