أكد نادي ريال مدريد الإسباني هيمنته على كرة القدم الأوروبية بتحقيق الفوز في نهائي دوري الأبطال الذي استضافته العاصمة الأوكرانية كييف ليكون اللقب ال13 له في هذه المسابقة العريقة ويعيد أمجاد الأسطورة الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو، لكن هذا اللقاء كان مليئا بالأحداث غير الاعتيادية. وجاء الفوز بهذه النسخة من المسابقة على حساب نادي ليفربول الإنجليزي الذي قدم موسما رائعا بقيادة المدرب الألماني يورجن كلوب ونجومه المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني والبرازيلي روبرتو فيرمينيو لكن لم يتمكن من تتويج الموسم بلقب في نهاية المطاف. فقد شهد النهائي أحداثا أثرت على مجرياته أبرزها خروج صلاح مصابا في الشوط الأول مما ساعد الميرينجي كثيرا من حيث الراحة في اللعب ثم خروج المدافع الأيمن داني كاربخال مصابا أيضا. كما كان هناك خطآن قاتلان للحارس لوريس كاريوس أولهما في هدف التقدم للريال الذي سجله كريم بنزيمة. وحتى عقب إدراك ماني لهدف التعادل وعودة الريدز في النتيجة وتقدم البديل جاريث بيل مرة أخرى للنادي المدريدي، أخطأ كاريوس مجددا عندما لم يتمكن من إبعاد كرة بيل في الهدف الثالث لينتهي اللقاء بتفوق ريال مدريد بثلاثة أهداف مقابل هدف. وبالإضافة إلى ذلك كانت المباراة مسرحا لتألق الثنائي بيل وبنزيمه اللذين لم يقدما موسما كبيرا على مستوى الأهداف والأرقام والإحصائيات الخاصة بهما، إلا أنهما كانا من قاد النادي الإسباني إلى هذا اللقب الغالي. وساهم المدرب الفرنسي زين الدين زيدان بدور كبير في هذا الإنجاز حيث استطاع تكوين فريق قوي قادر على هزيمة أي منافس من خلال تجهيز اللاعبين بدنيا وذهنيا وفنيا ليتمكنوا من تقديم أفضل المستويات وإعادة إنجازات دي ستيفانو والإسباني خينتو والمجري بوشكاش والفرنسي ريمون كوبا عندما فازوا بخمس نسخ متتالية من كأس أبطال أوروبا في القرن الماضي 1955-1956 و1956-1957 و1957-1958 و1958-1959 و1959-1960 إضافة إلى الفوز بنسختي 1965-1966 و1997-1998. كما أن رئيس النادي فلورينتيو بيريز له فضل كبير في انتصارات الريال حيث دائما ما يتعاقد مع أبرز وأمهر اللاعبين من أجل الفوز بأغلى الألقب منذ جيل الجلاكتيكوس الفائز بهذه المسابقة في نسختي 1999-2000 و2001-2002 بقيادة المدرب فيسنتي ديل بوسكي ولاعبين كبار أمثال راؤول جونزاليس ولويس فيجو وروبرتو كارلوس وفيرناندو هييرو وإيكر كاسياس. غير أن رجل الأعمال الإسباني لم يتوقف سقف أحلامه، التي سرعان ما تتحقق، عند هذا الحد بل تعاقد مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي ليحقق لوس بلانكوس اللقب مجددا في نسخة 2013-2014 ثم يأتي عصر ذهبي آخر مع زيدان ليفوز بثلاثة ألقاب متتالية في دوري الأبطال خلال الفترة من 2015 وحتى 2018. وعلى الجانب الآخر كانت ليلة حزينة لليفربول حيث أفلت منه حصد اللقب السادس في تاريخه بدوري الأبطال، لكن باستطاعته البناء على العمل الكبير الذي قام به مدربه ولاعبوه وإدارته التي برئاسة المستثمر الأمريكي توماس فيرنر استقدمت صلاح وماني وفيرمينيو المدافع الهولندي فان دايك خلال الفترة القليلة الماضية.
