تجددت أزمة التابلت المدرسى بمحافظة دمياط، خلال الفترة الماضية، عقب تحرير إحدى مدارس إدارة فارسكور التعليمية محاضر شرطة ضد عدد من الطالبات السابقات بتهمة تبديد جهاز التابلت المدرسى بعد عامين من تخرجهن من المدرسة، وأحالتهن الشرطة للنيابة العامة، ومنها لمحكمة الجنح، بتهمة التبديد. كانت مدرسة فارسكور الزخرفية للبنات، شهدت واقعة غريبة، عندما خاطبت إدارة المدرسة مدير عام إدارة فارسكور التعليمية ببيان بأسماء 209 طالبات، اتهمتهن بعدم تسليم التابلت المدرسى، وألزمت الشؤون القانونية بالإدارة مدير المدرسة باتخاذ الإجراءات القانونية، وعمل محضر رسمى بقسم شرطة فارسكور ضد أولياء الأمور والطالبات اللاتى لم تسلمن التابلت المدرسى، مع تقديم المستندات الدالة على عناوينهن، وما يفيد تسليم التابلت من عدمه من قبل المدرسة. مستند يوضح التعنت فى تسلم التابلت كانت الإدارة القانونية بمديرية التربية والتعليم، أرسلت خطابات لمديرى المدارس بالمحافظة باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه أولياء أمور الطلاب الذين لم يسلموا جهاز التابلت، أو يسددوا قيمته المالية، والتشديد على تحرير محاضر شرطة حيال الطلاب وأولياء أمورهم. وقال أحد أولياء الأمور، رفض ذكر اسمه، «إن ما يحدث مهزلة بكل المقاييس، فهناك ما يقرب من 135 طالبة سابقة مهددة بالحبس، بسبب تبديد جهاز التابلت المدرسى الذى لا يتجاوز سعره 600 جنيه»، مشيرا إلى أن هناك العديد من أولياء الأمور لا يمتلكون القدرة على سداد المبلغ، علاوة على تعنت مسؤولى المدرسة فى تسلم الأجهزة، وإلزام الطلبة بتسليمها بحالتها، دون كسور أو خدوش، مبديا تعجبه من هذا الشرط «التعجيزى - على حد قوله- رغم استخدام هؤلاء الطلبة للجهاز على مدار 3 سنوات، هى عمر دراستهم، فضلا عن عدم وجود قطع غيار متوفرة له. وأضاف، «إزاى طالب بيستخدم الجهاز على مدار 3 سنوات، وعايزينه يسلمه بحالته الأولى؟.. وإزاى وزير التعليم يقول للطلاب فى قرار وزارى سابق إن أجهزة التابلت «ملك للطلاب»، ثم يطالبونهم بردها، ويطاردونهم فى ساحات المحاكم، وإزاى يقبل الوزير دخول صبية فى عمر الزهور القفص الحديدى بالمحاكم، زى البلطجية والمجرمين؟!»، مستغربا مطالبة التربية والتعليم طلابها برد أجهزة التابلت بعد عامين من تركهم للمدرسة. وأعرب سيد سويلم، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، عن استيائه مما وصفه ب«العناد»، من جانب الطلاب وأولياء أمورهم فيما يخص تسليم التابلت المدرسى، مشيرا إلى وجود قرار من الوزارة يلزم الطلاب بتسليمه عقب انتهاء المرحلة التعليمية، باعتبار أن التهاون فى ذلك يمثل إهدارا للمال العام. وقال، فى تصريح خاص ل«المصرى اليوم»، «الوزير قالنا لازم الطلاب يسلموا التابلت، واللى مايسلموش بلغوا عنه». وواصل: «مفيش داعى لافتعال أزمة من غير داعى، اللى يقدر يسلم التابلت بتاعه يتفضل يسلمه، مهما كانت حالته، واللى ميقدرش يدفع ثمنه يقوللى وأنا أشوف رجل أعمال يساهم فى حل المشكلة، ومستعد أدفع أنا من جيبى الشخصى لحد مش قادر يدفع وظروفه على قده». وكانت محكمة جنح فارسكور قضت، أول أكتوبر الماضى، بحبس 15 طالبا بمدرسة رامى زيدان الثانوية بنين بفارسكور لمدة شهرين وغرامة 200 جنيه بتهمة التبديد لأجهزة التابلت المدرسى، وألزمت هيئة المحكمة الطلبة بتسليم الأجهزة لإدارة المدرسة بموجب خطاب رسمى لتحديد موقفها، ثم قضت، أول نوفمبر الماضى بانقضاء الدعوى الجنائية ضد الطلاب المتهمين. وقال أنور كيره، ولى أمر الطالب خالد، إنه فوجئ بخطاب مرسل له من مدرسة فارسكور الميكانيكية العسكرية التى كان يدرس بها ابنه منذ سنوات، تطالبه بتصليح التابلت الذى سبق أن سلمه، أو سداد ثمنه، ويقدر ب605 جنيهات شاملة المصاريف الإدارية، وهددوه بتحرير محضر شرطة ضده، وإحالته للنيابة العامة، باعتباره مالا عاما يستوجب الحفاظ عليه، مضيفًا أن ابنه أنهى دراسته، ويؤدى الخدمة العسكرية، مستنكرًا هذه المهزلة التى قد تعرض ابنه للحبس حال صدور حكم ضده، لافتا لخطورة الزج بشباب فى مثل هذه السن خلف القضبان لرفض المدرسة تسلم التابلت الخاص به لعدم صلاحيته، أو عدم القدرة على سداد ثمنه، متسائلا: «إذا كان التابلت المدرسى عهدة فى يد الطالب، لماذا لا يحصل ثمنه على مدار سنوات دراسته، أو تتم إضافة ثمنه على المصروفات المدرسية حفاظا على مستقبل التلاميذ؟».
