على بعد خطوات من جامع المعز لدين الله الفاطمى، تجد ورشة صغيرة بشارع «مرجوش النحاسين»، لصناعة مجموعة عربات الطعام المتنقلة، منذ قديم الزمان كانت عربات الغذاء تسود الشوارع، ولكن بمنطقة النحاسين، تحديداً فى تلك الورشة، تجد ما يسُرك من الأشكال المتعددة وألوانها الزاهية، يطغو عليها الطابع الشبابى. وأمام تلك الورشة التى لا تتعدى مساحتها 3 أمتار، تجلس فاطمة عبدالعزيز، سيدة خمسينية، بجلباب أسود، بجانب زوجها كمال صبحى، وابنها، المنهمكين فى صناعة العربات، وتقول: «كنا شغالين فى الأدوات المنزلية، ومع ارتفاع الأسعار أصبحت السوق واقفة، وتراكمت البضاعة وأجبرت على النزول للعمل فى المحلات وأماكن تانية مختلفة». بدأت الحكاية بعد أن عُرض على كمال زوج فاطمة، أحد الأصدقاء استغلال الورشة، وتحويلها لصناعة عربات الطعام، خاصة بعد الإقبال الشديد عليها مؤخراً، ثم همّوا فى تجميع مبلغ مالى لوضع حجر الأساس الأولى للمشروع. «شربات»، كانت أول عربة صنعتها عائلة فاطمة، والتى كانت «فتحة الخير عليهم»، على حسب قولها، وتكمل: «وبعدها عملنا عربات تانية وكان الإقبال عليها كبيرا من محافظات كتير الغردقة والوادى الجديد والصعيد والمنيا». وأنهت فاطمة حديثها، وهى تذكر أسعار العربات التى تعدها فى متناول الشباب، وتقول: «عربية غزل البنات 1750، وعربية غزل وفيشار 2800، وعربيات الزلابية تتراوح بين 2800 و4500، وعربية الكبدة 2800».