خبراء عن استيراد غاز إسرائيل: يحول مصر لمركز إقليمى لتداول وتجارة الطاقة

دعا الدكتور جمال القليوبى، أستاذ هندسة البترول والطاقة، عضو مجلس إدارة جمعية البترول المصرية، إلى استغلال الفرصة الحالية المتاحة لدى مصر لتتحول سريعا إلى مركز إقليمى لتداول وتجارة الطاقة من خلال استغلال البنية الأساسية المتاحة فى مصر سواء خطوط نقل الغاز أو محطات الإسالة، والتى تكلفت المليارات خلال السنوات الماضية، وتسمح باستغلال الاكتشافات الغازية الموجودة فى منطقة شمال المتوسط بصفة خاصة.
وقال فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» إن حقل ظهر سيمكن مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز منتصف العام الجارى، وإننا لم نعد فى حاجة إلى استيراد الغاز من الخارج، ولكن هناك فرصة لزيادة القيمة المضافة للاقتصاد المصرى واستغلال البنية الأساسية المتاحة فى مصر لفتح الأبواب أمام تدفق الغاز المنتج فى منطقة شمال المتوسط سواء فى إسرائيل أو قبرص واليونان، وكذلك لبنان لتكون مصر مركزًا لتصدير الغاز إلى أوروبا وأيضا وسط وجنوب أفريقيا.
وأضاف أن هناك ميزة كبرى من تحويل مصر إلى مركز استقبال لغاز شمال المتوسط، حيث إنه يسهم فى الحصول على الغاز فى صورته الغازية بسعر لا يتجاوز 5 دولارات للمليون وحدة حرارية، بينما لو تم استيراده لصالح الصناعة فى صورته السائلة من الأسواق الخارجية سيصل سعره لنحو 17 دولارا للمليون وحدة حرارية.
وأكد «القليوبى» أن التوصل إلى اتفاق لاستيراد الغاز من إسرائيل ليس بهدف تلبية احتياجات السوق المحلية، ولكن بهدف خدمة الاقتصاد المصرى وتشغيل محطات الإسالة، واستغلال خطوط نقل الغاز المتاحة منها خط غاز المتوسط والواصل حتى الأردن، وكذلك إمكانية إقامة خط سريع فى مدة لن تزيد على عامين للربط مع الحقول المكتشفة فى كل من قبرص واليونان للوصول إلى التسهيلات المصرية فى أقرب نقطة مصرية على ساحل البحر المتوسط، وبالتالى إمكانية التعامل على هذا الغاز، سواء فى الصناعات المحلية وتحقيق قيمة مضافة، أو تسييله وتصديره لصالح منتجيه إلى دول أوروبا.
وقال إن مصر لديها نحو 11 مصنع بتروكيماويات متخصصة فى إنتاج مدخلات تخدم نحو 86 صناعة مختلفة، تشمل حجم استثمارات عالمية تصل إلى 1600 مليار دولار تحتكرها نحو 8 دول عالمية تريد مصر أن تدخل فى هذا النشاط، وأكد إمكانية استكمال البنية التحتية من خلال إقامة خطوط لتوصيل الغاز إلى وسط وجنوب أفريقيا، كما أن هناك فرصة متاحة لإقامة خط غاز من حقول البحر الأحمر «المرتقبة»، الجارى العمل على إجراء البحث السيزمى لها حاليا لتوصيل الغاز عبر كوبرى الملك سلمان إلى تبوك ومنه إلى كل من الإمارات والبحرين، مشيرا إلى أن هذه الدول ليس لها بديل فى الغاز سوى خط الغاز القطرى ولكن يمكن تقديم حلول بديلة فى هذا الوقت.
وأضاف «القليوبى» أن مصر أمامها فرصة ذهبية للربط بين الدول المنتجة للغاز وتفعيل الاكتشافات المعطلة فى شرق البحر المتوسط لدى الدول المحيطة بنا منذ عام 2007 وحتى الآن، والوصول إلى أسواق الاستهلاك التقليدية فى أوروبا، وأيضا فتح أسواق جديدة فى أفريقيا لتتحول مصر إلى مركز لتداول وتجارة وتسعير الطاقة.
من جانبه، اعتبر أحمد عبدالحليم، خبير الطاقة، أن التوصل إلى اتفاق بين شركة خاصة مصرية وشركات تصدير الغاز الإسرائيلية ما هو إلا فرصة جديدة للتصدير من خلال استغلال التسهيلات المصرية، خاصة محطات الإسالة.
وأكد أن هناك اكتفاء ذاتيا من الغاز المنتج محليًا يكفى احتياجات السوق المحلية، وبالتالى ليست هناك حاجة للاستيراد سواء من إسرائيل أو غيرها من الدول، ولكن هذا الاتفاق يفيد شركات القطاع الخاص ويحقق قيمة مضافة للصناعة المحلية.