تتسارع الخطى السعودية في مجال الطاقة النووية السلمية، يومًا بعد يوم، ويأتي إعلان تقدم شركة «روس آتوم للطاقة النووية»، الروسية، أمس الأربعاء، بطلب رسمي للمشاركة في مناقصة بناء أول مفاعل كهروذري في السعودية، لإنتاج الطاقة الكهربائية، بحسب ما أعلنه وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، في تصريحات لSputnik، من الرياض، للتأكيد على جدية دخول السعودية «العصر النووي» قريبًا. وتقدمت الشركة بعرضها خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بمكتبه، أمس الأربعاء، لوزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، وتناولت المباحثات سبل تعزيز وتطوير التعاون الثنائي في مجالات الطاقة. في المقابل، كشف اجتماع سعودي – كوري، منذ عدة أشهر، إنجاز أكثر من 20% من أعمال التصميمات الهندسية لمفاعل «سمارت» وإكمال نجاح المرحلتين الأولى والثانية من برنامج تطوير القدرات البشرية للمهندسين السعوديين المشاركين في المشروع. بالعودة إلى «العرض الرسمي» الذي تقدم به الوزير الروسي، تضمن إنشاء مفاعلين نوويين في المملكة لإنتاج الطاقة، وتعتزم السعودية اتخاذ القرار في هذا الشان خلال العام الجاري، حسب «رويترز». وجاء في تصريحات الوزير الروسي أمس الأربعاء، بعد ختام اجتماع مجموعة العمل «الروسية – السعودية» للتعاون في مجال الطاقة، إن «الشركة الروسية تقدمت بطلب للمشاركة في بناء مفاعلين كهروذريين في المملكة». كانت موسكووالرياض، وقعتا منتصف ديسمبر الماضي، خارطة طريق للتعاون في مجال «الطاقة النووية السلمية»، لتعزيز التعاون في مجال الطاقة النووية. وحسب ما ذكرت «الحياة اللندنية»، ترافق توقيع خارطة الطريق مع إعلان الرياض عزمها بناء 16 مفاعلًا للطاقة الكهروذرية خلال فترة تمتد ما بين 20 إلى 25 عامًا، بتكلفة تزيد عن 80 مليار دولار، إضافة إلى مفاعلات أخرى صغيرة لتحلية المياه. ويزود هذا المشروع المملكة ب17 جيجاوات، من الطاقة النووية بحلول 2040، يضاف لهذا الرقم أكثر من 40 جيجاوات من الكهرباء المنتجة بواسطة الطاقة الشمسية. وتعتزم السعودية منح عقود لبناء أول محطاتها النووية نهاية العام الحالي، وفق مصادر لوكالة بلومبرج، وذكر مصدر في مدينة «الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة»، ل«العربية» أن «المملكة تلقت طلبات من خمس شركات دولية من الصين وفرنسا والولايات المتحدةوكوريا الجنوبية وروسيا للقيام بأعمال الهندسة والبناء على مفاعلين نوويين». ويتوقع البدء في بناء المحطة النووية بداية العام المقبل، بتمويل مشترك من الحكومة السعودية والشركة المنفذة. وكان وزير الطاقة الأمريكي، ريك بيري، أعلن في وقت سابق أن «السعودية مهتمةٌ بالتوصل لاتفاق لتعاون نووي مدني مع واشنطن، وهي خطوةٌ ستسمح لشركات أمريكية بالمشاركة في البرنامج النووي المدني للمملكة»، وهو التصريح الذي لحقه رئيس شركة «روس أتوم الروسية»، أليكسي ليخاتشوف، بالتأكيد أن «شركة الطاقة النووية الحكومية تأمل الفوز بمناقصة أعلنت عنها السعودية لبناء محطات نووية في المملكة»، حسب «العربية» نقلًا عن وكالة «بلومبرج». من جابنه قال الرئيس التنفيذي لشركة «إي.دي.إف» الفرنسية إن شركة المرافق الحكومية تريد المشاركة في خطط السعودية لبناء مفاعلات نووية. كانت السعودية، قطعت خُمس المسافة في مشوارها لإنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية بالتعاون مع كوريا الجنوبية، ومن المقرر أن يستخدم المفاعل في إنتاج الكهرباء وتحلية المياه، ووضعت المملكة مبادرات وافق عليها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، لاختيار وتهيئة مواقع لبناء أربعة مفاعلات نووية بحلول 2020، حسب «الحياة اللندنية». وبدأت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، منذ عام 2016، برنامج بناء القدرات البشرية لمشروع مفاعل «سمارت»، من خلال بناء المفاعل داخليًا، وتطوير القدرات البشرية لتأهيل سعوديين في هذا المجال، باستكمال 33 مهندسًا سعوديًا، تدريبهم في المرحلة الثانية من برنامج تطوير القدرات البشرية، والذي استمر ثلاثة أشهر تخلله برامج فنية مكثفة في مجالات مختلفة في الطاقة النووية، منها برامج متخصصة في تصميم قلب المفاعل، ونظام الموائع، والتصميم الميكانيكي، والتفاعل بين الآلة، وتحليل السلامة لتقنية مفاعلات «سمارت»، حسب «الحياة اللندنية». وتعد تقنية مفاعل الوحدات الصغيرة المدمجة «سمارت» من تقنيات الجيل الرابع الحديثة في مجال المفاعلات النووية التي تتميز بكونها متعددة التطبيقات لناحية إنتاج الكهرباء والمنتجات الحرارية، إضافة إلى ارتفاع معايير السلامة فيها، وسهولة تصنيعها وتشييدها، ومن ثم سهولة إدخالها على الشبكة الكهربائية. وتتميز مفاعلات «سمارت»، بمميزات آمان عالية أهمها ميزة الإغلاق الأوتوماتيكي، فور حدوث طارئ أو كارثة حال انقطاع الكهرباء اللازمة لتبريد المفاعل، كما حدث في «فوكوشيما»، كما أن الحجم الصغير للمفاعل الذي يبلغ طوله 18.5 مترًأ وعرضه 6.5 أمتار ميزة أخرى، لكن الأمان العالي وقلة الوقود يقابلها ضعف في انتاج الطاقة، لأن المفاعل لا ينتج إلا 330 ميجاوات، بمعنى انه يستطيع توفير الكهرباء وتحلية المياه لحوالي 100 ألف شخص فقط، حسب تصريحات الدكتور كيم هارك رهو، مدير مفاعلات «سمارت» للمحلل السياسي أيمن حماد، المنشورة في صحيفة «الرياض». كانت كوريا الجنوبية، ألمحت في وقت سابق من عام 2013، إلى أن اتفاقًا مع المملكة من شأنه أن يعمل على زيادة إمكانية تصدير مفاعلات نووية صغيرة الحجم والمعروفة باسم «سمارت» إلى المملكة. في السياق نفسه، أشاد الدكتور سانج كيو شانج، رئيس «المؤسسة الكورية لمنع الانتشار والتحكم» بالمفاعل «سمارت»: «مفاعل جيد وآمن لكنه غالٍ جداً، لأن سعره أغلى من المفاعل العادي ثلاث مرات، وهذا يجب وضعه في الاعتبار لأن المملكة تخطط لإنشاء حوالي 16 مفاعلًا»تن حسب تصريحاته ل«حماد».
