حلمى النمنم فى «الثقافة».. إحباط وأزمات

فى ظل أزمات وحالة من التدهور فى الثقافة المصرية، جاء التعديل الوزارى الجديد، استجابة لمطالبات عدد كبير من المثقفين، الذين أصابهم إحباط شديد عقب فشل الوزير السابق، فى تنفيذ وعوده بالنهوض بالحركة الثقافية على مدار عامين تولى فيهما حقيبة الوزارة.
عام ثقافى مصرى صينى، انطلق فى مطلع 2016، وشهد فشل المشاركة المصرية بالمعرض الدولى للصناعات الثقافية فى مدينة شينزن بجنوب الصين، بسبب عدم إنهاء إجراءات خروج المعروضات وتعذر نقلها، والاستعانة بتماثيل من ديكورات سفارة مصر فى بكين، وأطباق نحاسية متبقية من إحدى الورش السابقة للمعرض، واستدعت على إثره لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، وزير الثقافة، فى مايو من نفس العام.
وسجّل الوزير السابق اعتراضه، فى حوارٍ سابق مع «المصرى اليوم»، على اختزال وزارة الثقافة فى الثقافة الجماهيرية، واعتراضه على تصور أن الثقافة الجماهيرية هى التى ستحل مشاكل التطرف والإرهاب، متجاهلًا التدهور السريع الذى لقيه هذا القطاع المهم والأقوى فى وزارة الثقافة، والمتوغّل فى أوصال الوطن، قائلًا: «تكثيف الحملات الإعلامية على الثقافة الجماهيرية، أدى إلى أمرين، أولا إحباط فى قطاعات الوزارة الأخرى، التى أصبحت تظن أنها مهما قدمت فلن يلتفت إليها أحد، ثانيًا أدى إلى زيادة معدلات الفساد فى الثقافة الجماهيرية، فهم يقولون (أنا كل الناس باصة عليا هتدفع لى وإما كذا)، وأصبحت أواجه يوميًا بإلزامى بتعيين جُدد فى الثقافة الجماهيرية وإعطاء امتيازات مالية لآخرين، لأنهم يقولون إن الصحافة لا ترى غيرهم».
أقحم حلمى النمنم، وزارة الثقافة، فى قضية شائكة على المستوى الشعبى والدولى، وهى قضيّة جزيرتى تيران وصنافير، فى الحلقة النقاشيّة، التى أقامها المجلس الأعلى للثقافة، أغسطس 2016، حول «تيران وصنافير فى القانون الدولى»، بحضوره، وأمل الصبان، أمين المجلس الأعلى للثقافة، وعدد كبير من الخبراء القانونيين والسياسيين، على رأسهم الدكتور أيمن سلامة، خبير القانون الدولى، والكاتب الصحفى مصطفى بكرى، والذين صبّت آراؤهم جميعًا فى اتجاه سعوديّة الجزيرتين، فى وقتٍ كانت القضية فيه لم تُحسم بعد، وزاد الأمر تصريحات «النمنم» خلال الندوة، إذ قال إنه تلقّى اتصالًا من رئيس الجمعيّة الجغرافيّة يخبره فيه بأن «جميع الخرائط تُثبت سعوديّة جزيرتى تيران وصنافير»، مؤكدًا أنه «لا يوجد من يقبل التفريط فى حبة رمل مصريّة واحدة»، مُشيرًا إلى أنه سيتم إصدار كتيب موثق بالخرائط عن جزيرتى تيران وصنافير.
فوز مدينة الشارقة بلقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، على حساب القاهرة، كان ملفًا آخر يضاف لإخفاقات الوزارة، حيث أصدر مثقفون مصريون بيانًا على إثره فى يوليو الماضى قالوا فيه إنهم يعلنون «استهجانهم التام للحالة المتردية التى وصلت إليها وزارة الثقافة المصرية فى عهد الوزير حلمى النمنم، وكان شاهدها الأخير الإهمال والتقصير والتخاذل فى إدارته ملف القاهرة عاصمة عالمية للكتاب 2019، بطريقة لا تختلف كثيرًا عن إدارته ملفات كثيرة، منها المشاركة فى العام المصرى الصينى، واختياراته قيادات قطاعات الوزارة المختلفة، التى وصلت حد العبث فى الآونة الأخيرة، وكذلك نأيه عن التعامل مع الأزمات الكارثية التى تشهدها أكاديمية الفنون، وما يكابده قطاع الهيئة العامة لقصور الثقافة، إذ أصيب مشروع النشر فيها بالشلل، فضلا عن تجميد الأنشطة فى أكثر من 70% من المواقع الثقافية»، مطالبين بإقالته ومحاسبته.