شهدت وزارة الثقافة خلال عام 2016، العديد من الأزمات التي أثرت على أدائها ودورها في المجتمع المصري، وذلك بسبب القرارات الخاطئة من ناحية وتضارب التصريحات والعشوائية في السياسات الثقافية من ناحية أخرى. ومنذ الأيام الأولى لدخول العام لم تهدأ الأزمات التي كانت تضرب أبواب الثقافة المصرية بشكل عام، وكان منهاحبس المثقفين، والمواجهة مع الأزهر، وتأجيل افتتاحات منشآت ثقافية، وتجميد المشروعات، و فيما يلي نرصد أبزر الأزمات التي واجهت وزارة الثقافة. افتتاحات بلا جمهور شهدت عام 2016 بوزارة الثقافة العديد من المؤتمرات والافتتاح والمعارض والحفلات، دون جدوى بدون جمهور حقيقي ، حيث كان أغلب الحضور من الموظفين. وكذلك تضارب الاحتفالات التابعة للوزارة في المواعيد لبعضها البعض، وأيضًا تشابهها وإقامتها في مقر واحد وتوقيت واحد، مثلما حدث في معرض المجلس الأعلى للثقافة الذي يقام في ساحة الأوبرا، حيث أن صندوق التنمية الثقافية أقام معرض أيضًا في ذات المكان والزمان المقام في نفس توقيت معرض المجلس، وهو ما حدث أيضًا في معرض للمركز القومي للترجمة. هيئات وقطاعات في جزر منعزلة أصبح كل قطاع وهيئة بالوزارة في وزارة الثقافة، يعمل منفردًا، كل قيادة داخل الوزارة تعمل وكأنها جزر منعزلة دون تعاون وتشبيك في شكل تكاملي كما يحدث في المؤسسات والوزارات بالدول الكبرى. تجميد وحدة المشروعات وخلال العام أيضًا تم تجميد وحدة متابعة المشروعات، التي كان قد شكلها وزير الثقافة السابق عبد الواحد النبوي، والتي كانت من شباب الوزارة، والتي كانت تهدف إلى إدارة عجلة العمل، ومتابعة المشروعات التي كانت متوقفة منذ سنوات عديدة. فما كان من الوزير الحالي إلا تجميدها وإبعاد المشرف على الوحدة من مكتبه. مسرح المنصورة أرسلت سلطنة عمان منحة تقدر بأكثر من 54 مليون جنيه لترميم مسرح المنصورة الذي أضير في التفجيرات الإرهابية بمديرية أمن الدقهلية، وأسند مجلس الوزراء العمل لشركة المقاولون العرب بالأمر المباشر منذ 2012، وحتى الآن لم يتم التنفيذ. وكان الوزير السابق عبد الواحد النبوي، أعطي أوامر شفوية ومكتوبة بسرعة التعاقد بحد أقصي 25 يوليو 2015، والانتهاء من العمل بحد أقصي يونيو 2016، إلا أنه رحل عن الوزارة، ولم يتم انهاء العمل في المشروع. زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبي أثار أيضا حلمي النمنم، غضب العديد من الفنانين والنقاد المصريين، لإصدار تصريحات بزيادة عدد النسخ الفيلم الأجنبي، على الرغم من اعتراض كبار الفنانين الوطنيين على قرار الزيادة، لتأثر الفيلم المصري بسبب عدم وجود دور عرض في ظل قلة عدد دور العرض السينمائية. وانتهى الأمر إلى نفيه هذه التصريحات والتراجع في القرار. أزمة قصور الثقافة لم تصل أيضًا الوزارة إلى حل محدد في أزمة بدل طبيعة العمل الخاصة بالعاملين بقصور الثقافة، ولكن الوزير أثار غضب العاملين بسبب اتهامه لهم، بأنهم ليس لهم حق في صرف بدل طبيعة العمل المتمثلة في ال50%، وأنهم لا يملكون حكما قضائيا، في حين أن زملاءهم صرفوا البدل دون حكم، مما أثار ذلك غضب العديد من العاملين الذي قالوا عنه أنه لا يدري شيئًا بالوزارة. خطأ فى قرار أصدر وزير الثقافة قرارا بإنهاء ندب الدكتورة وفاء صادق أمين من العمل كرئيس للإدارة المركزية للشئون الأدبية والمسابقات بالمجلس الأعلى للثقافة، والخطأ كان في أن الدكتورة وفاء تشغل منصب رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان، أما رئيس الإدارة المركزية للشئون الأدبية والمسابقات، حينها كان الكاتب المسرحي محمد عبد الحافظ ناصف. وهو ما أحرج الوزير وأصدر قرارا جديد يتضمن الوظيفة الصحيح لوفاء صادق أمين. حلمي النمنم وكاميليا صبحي أطاح وزير الثقافة حلمي النمنم بالدكتورة كاميليا صبحي من منصب رئيس قطاع العلاقات الثقافية، خارج أسوار الوزارة، وجاء ذلك بسبب فشل مشاركة مصر بالمعرض الصيني الدولي للصناعات الثقافية، لعرض أعمال منتجات مركز الحرف التقليدية بالفسطاط والذي شاركت فيه أكثر من 100 دولة حول العالم. قصر عائشة فهمي منذ تولى النمنم الوزارة، وسمعنا الكثير من الوعود ، دون أن يكون لها أثر على أرض الواقع، وجاء في المقدمة قصر عائشة فهمي، الذي أخطر مجلس الوزراء بالانتهاء من أعمال التطوير فيه، وكان ذلك قبل احتفالات عيد تحرير سيناء، وعليه أرسل مجلس الوزراء وفدًا لاستلام القصر تمهيدًا لافتتاحه بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، في عيد تحرير سيناء إلا أنه وجد أعمال التطوير غير مكتملة مما أزعج المختصين بمجلس الوزراء وأحيل الموضوع للتحقيق. وعلى الرغم من أن أعمال التطوير بالقصر انتهت بعد ذلك، إلا أنه لم يفتتح حتى يومنا هذا، دون إبداء أسباب. مخيم مطروح وعد الوزير بافتتاح مخيم مرسى مطروح للعاملين بوزارة الثقافة، في منتصف يوليو الماضي، إلا أن ذلك لم يحدث، رغم أن اللجنة التي تم تشكيلها كشفت العديد من المخالفات والفساد في تطوير المخيم، وطالبت بتحويل المتسبب للتحقيق. عدم هيكلة قطاعات الوزارة عدم البدء في مشروع الهيكلة للكامل لوزارة الثقافة وضم الأنشطة المتشابهة في قطاعات واحدة بدلًا من تضارب الاختصاصات بين القطاعات، وكذلك عدم هيكلة قصور الثقافة وعدم وضع خطة عمل لرفع كفاءاتها. تيران وصنافير جاءت تصريحات وزير الثقافة حلمي النمنم، في الندوة التي أقامها بالمجلس الأعلى، عن إصدار المجلس لكتاب موثق بالخرائط والمستندات، تثبت أن جزيرتي "تيران وصنافير" سعوديتان، لتغضب الرأي العام، وعدد كبير من الأدباء والمهتمين بالقضية. مهاجمة الأزهر كذلك أغضب الوزير الأزهر بسبب تصريحاته الصحفية التي قالها في أحد المؤتمرات بمدينة الإسكندرية حول أن مناهج الأزهر تحرض على التطرف والعنف، ولابد من النظر فيها لتعديلها، جاءت تلك التصريحات لتغضب مشايخ الأزهر، الذين أسرعوا في الرد على الوزير ، وتحول الموضوع لأزمة بين الاثنين. معرض الصين فشلت وزارة الثقافة في المشاركة بمعرض الحرف التراثية بالصين، الذي أقيم هناك، وهو ما أدى إلى إقالة الدكتورة كاميليا صبحي رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية وتبادل الاتهامات مع صندوق التنمية الثقافية. المواقع الثقافية المغلقة استمرت أزمة المواقع الثقافية المغلقة، والتي تعاني من الإهمال، وعدم إجراء الصيانات التي من شأنها جعل تلك المواقع تعمل بكفاءة، والحفاظ على كفاءة المباني مما أدى إلى غلق الكثير من المواقع الثقافية مثل المتاحف، المسارح، مبانى السينما، المكتبات، قصور الثقافية، بيوت الثقافة وغيرها، وكذلك عدم النظر إلى المراكز الثقافية المعطلة والمغلقة بأمر الدفاع المدني، مما دفع الجمهور إلى العزوف عن الذهاب إليها لسوء حالتها وعدم صلاحيتها لتكون مراكز للإشعاع ثقافي. لجنة تقصي حقائق لدار الأوبرا طلب أحد نواب البرلمان طلب تشكيل لجنة تقصى حقائق بشأن صندوق تمويل مشروعات الأوبرا وأزمة الاستعانة ببعض الفنانين غير المصريين على حساب الفنانين المصريين في الاحتفالات الكبرى التي تقيمها الدولة على الرغم من وجود مصريين. أزمات النشر لا تنتهى عدم وجود تنسيق بين هيئات الوزارة التي تقوم بعملية الطباعة والنشر للإصدارات وطبيعتها حتى لا يحدث التكرار أو الخلط فيما يقدم للجمهور، ووجود شبهات حول الأعمال التي كانت تنشر، وقد وجهت إليها سهام النقد من حيث المحاباه والوساطة وضعف جودة المنشور من الناحية الأدبية والفنية والعلمية. فضائح مهرجان القاهرة السينمائي شهد مهرجان القاهرة السينمائي في ال 38، الذي أقيم الشهر الماضي الكثير من الفضائح التي أثارت الجدل في الساحة الفنية والثقافية، ومنها استضافت المهرجان لبطل فيلم بورنو ومتحولة جنسيا، وكذلك التنظيم الذي سخر منه الجميع، إلى جانب دعوة إدارة المهرجان إلى شخصيات ليس لها علاقة بالفن. معرض السريالية دخل وزير الثقافة حلمي النمنم، وخالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية في صدام بسبب معرض "حين يصبح الفن حرية.. السرياليون المصريون (1938-1965)"، الذي أقيم في قصر الفنون، بعدما اكتشف مؤخرًا وجود العديد من المخالفات به، الأمر الذي ترتبت عليه تقديم خالد سرور استقالته إلى وزير الثقافة،إلا أن الوزير لم يبت فيها في ذات اليوم، وترك الأمر حتى التقيا بعدها بساعات وتناقشا في الأمر، وهو ما جعل سررو يتراجع عن استقالته. متحف نجيب محفوظ ظلت أزمة متحف الأديب الراحل نجيب محفوظ، قائمة طيلة عام 2016، مثلما كانت من قبل، الأمر الذي أصبح غير مفهوم لدى المثقفين وأسرة الراحل التي طالبت باسترداد مقتنيات صاحب نوبل التي سبق وقد سلمتها إلى قطاع صندوق التنمية الثقافية منذ عدة سنوات لوضعها في المتحف الذي لا مصير له. أزمة أمل الصبان وتصدرت المشهد الثقافي هذا العام، اعتذار الدكتورة أمل الصبان عن أمانة المجلس الأعلى للثقافة، عقب قرار الكاتب الصحفي حلمي النمنم بتشكيل لجنة خاصة للبحث والتفتيش في جميع القرارات الإدارية والمالية للصبان خلال فترة أمانتها للمجلس، وهو ما لم تتحمله الصبان على نفسها، لذا رأت تقديم اعتذارها عن المنصب بدلا من إنهاء انتدابها قصرًا من الوزارة.