علي عبد الله صالح.. «اللاعب على كل الأحبال» (تقرير)

من حِلف إلى حِلف يَزحف الرئيس اليمني السابق، عبدالله صالح. اليوم بات مع المملكة العربية السعودية، منقلباً على جماعة أنصار الله، المعروفة ب«الحوثيين»، بعد أن شاركهم في الحرب ضد التحالف العربي لأكثر من عامين.
«صالح» الذي رفض عرضاً من الرياض بمليارات الدولارات عام 2015، لمشاركتهم في القتال ضد الحوثيين المدعومين من إيران، عاد قبل نحو 3 أيام إلى صف المملكة مرة أخرى، لتنقلب المعادلة إلى حرب جديدة أطرافها التحالف العربي ضد الحِلف «الحوثي– الإيراني».
ودعا الرئيس السابق، إلى فتح صفحة جديدة وبدء حوار مع التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن، أعقبها مواجهات مسلحة مع الحوثيين في صنعاء، نتج عنها سيطرة قوات «صالح» على دار الرئاسة، ووزارة الدفاع، والبنك المركزي، ووزارة المالية، وجهاز الأمن القومي.
في المقابل، رَحب التحالف العربي بقيادة السعودية، بعرض رئيس اليمن السابق للحوار، وقال في بيان، الأحد: «قرار استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم سيخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية التابعة لإيران»، في إشارة إلى الحوثيين.
وأكد البيان: «وقوف التحالف بكل قدراته في كافة المجالات مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي».
في المقابل، وصف الحوثيون «صالح» ب«الخائن»، وشنت وسائل الإعلام التابعة لهم، هجمة كبيرة، هي الأعنف في السنوات الأخيرة.
وقالت قناة «المسيرة» التابعة لجماعة أنصار الله، إن صالح «خائن»، ودعت إلى قتله، فيما دعت إذاعة «سام إف إم»، إلى محاكمته وشنقه على باب اليمن.
في سياق متصل، كانت دولة قطر تحاول التوسط لإنهاء التوتر بين الحوثيين و«صالح»، لكن الأخير رفض تلك الوساطة، فيما قال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن قطر حاولت إجراء وساطة لإنقاذ الحوثيين.
وكتب قرقاش في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن الوساطة القطرية لإنقاذ ميليشيات الحوثي الطائفية موثقة، ولن تنجح؛ لأنها ضد إرادة الشعب اليمني الذي يتطلع إلى محيطه العربي الطبيعي.
وتابع: «انتفاضة صنعاء واليمن صحوة من كابوس الانجراف وراء الدعوات الطائفية المضللة والمضادة لمصالح الشعب اليمني».
يذكر أن «صالح» غادر اليمن إلى السعودية بعد سقوطه إثر ثورة شعبية أطاحت به، وبقى هناك يتلقى العلاج بعد إصابته في تفجير يونيو 2011.
وبعد تسليمه السلطة في فبراير عام 2012، لم يترك المشهد السياسي، وعاد مع انقلاب الحوثيين على الرئيس منصور عبدربه هادي، وبقى متحالفاَ معهم دون إعلان رسمي، إلى أن ظهر التحالف للعلن مع انطلاق عملية عاصفة الحزم عام 2015.
ظلت قواته مع الحوثيين ضد التحالف العربي، قبل أن ينقلب قبل أيام، ويَزحف نحو التحالف الذي تقوده السعودية.