الأهلي ينتخب: هيديكوتي.. الثورة الكروية (1973- 1980)

بعد اشتراكه فى حرب 1967 والقيام بدوره فى الدفاع عن الوطن، عاد الفريق عبدالمحسن مرتجى لرئاسة النادى الأهلى عام 1971 بمساعدة مدير الكرة الجديد صالح سليم، وبعد سنوات من تدهور المستوى نتيجة عدم استقرار البلاد أثناء الحرب، بدأ الأهلى أولى خطوات العودة لطريق البطولات عندما قررت إدارة النادى التعاقد مع نجم منتخب المجر الذهبى فى الخمسينيات ناندور هيديكوتى فى سبتمبر 1973 وبراتب أقل من 600 دولار شهرياً، وشهدت فترة ما قبل هيديكوتى تدهوراً كبيراً فى مستوى النادى فللمرة الأولى والوحيدة فى تاريخه، غابت بطولة الدورى عن الأهلى مدة 13 عاما لأسباب مختلفة أهمها حرب1967 وحرب أكتوبر 1973، ولكن بعد مساندة استثنائية معتادة من جماهير الأهلى بالإضافة لمجموعة مميزة من اللاعبين تحت قيادة هيديكوتى، عاد الدرع للأهلى فى موسم 1974-1975.
وحقق هذا الجيل رقماً قياسياً فى عدد الأهداف المسجلة لا يزال صامداً حتى الآن، إذ سجل لاعبو الأهلى 70 هدفا فى 34 مباراة، وكان فريق هيديكوتى يتكون من: إكرامى، حسن حمدى، أحمد عبدالباقى، مصطفى يونس، فتحى مبروك، صفوت عبدالحليم، محسن صالح، مصطفى عبده، طاهر الشيخ، محمود الخطيب، عبدالعزيز عبدالشافى (زيزو)، مختار مختار، عبدالمنعم مصطفى الشهير بشطة، عصام عبدالمنعم، أنور سلامة، رجب عبدالمنعم، شوقى عبدالشافى، هانى مصطفى، جمال عبدالعظيم، محمود عبدالحى، إبراهيم عبدالصمد، واستمرت سيطرة الأهلى على بطولة الدورى مع هيديكوتى موسم 1975-1976 وحقق الفريق فى هذا الموسم رقمين قياسيين جديدين بعد أن أنهى الموسم بهدفين فقط فى شباكه من 21 مباراة لعبها بلا هزيمة، وكانت هذه هى المرة الأولى فى تاريخ المسابقة التى يخرج فيها فريق بدون هزيمة واحدة.
وجاءت أول مشاركة أفريقية للأهلى فى دورى أبطال أفريقيا عام 1976 ولم تكن البداية موفقة للنادى حيث خرج الفريق من الدور الأول على يد مولودية الجزائر، وكان محمود الخطيب هو صاحب أول هدف قارى للأهلى فى مباراة العودة التى فاز فيها الفريق 1-0.
وفاز الأهلى ببطولة الدورى 1976-1977 بفارق 5 نقاط عن الزمالك وشهد هذا الموسم ثانى مشاركات الأهلى الأفريقية حيث كانت هذه المرة أفضل من الأولى بعد أن نجح فى تخطى الدور الأول والثانى قبل أن يخرج من ربع النهائى على يد نادى هارتس أوف أوك الغانى، وفى نهاية عام 1977 جاء فريق بايرن ميونخ لخوض مباراة ودية مع الأهلى وكان بايرن هو حامل لقب دورى أبطال أوروبا فى الأعوام الثلاثة التى سبقت المباراة، ولكن الأهلى أعاد ما فعله مع بنفيكا قبل 15 عاما وحقق مفاجأة بالفوز 2-1 بأهداف الخطيب وشريف عبدالمنعم.
ورغم خسارته لبطولة الدورى العام بفارق هدف واحد فقط فى 1977-1978، لم يخرج الأهلى من الموسم خالى اليدين حيث اقتنص لقب كأس مصر بفوز بنتيجة 4-2 على الزمالك فى المباراة النهائية ليعيد اللقب الذى غاب عنه عدة سنوات، وتعد هذه المباراة واحدة من أشهر مباريات القمة على الإطلاق حيث كان الزمالك منتشياً بعد أن حسم لقب الدورى بصعوبة فظل متقدماً بهدفين لهدف حتى قبل نهاية المباراة بربع ساعة عندما تم استدعاء محمود الخطيب من على مقاعد البدلاء ليسجل هدف التعادل ثم يضيف جمال عبدالحميد هدف الفوز فى الدقيقة 82 قبل أن يعزز طاهر الشيخ الفوز فى الوقت الضائع.
ويعود الأهلى لحمل لقب الدورى فى 1978-1979 متفوقاً على الزمالك الوصيف بفارق 7 نقاط، فى موسم لم يتلقَ فيه الأحمر هزيمة واحدة خلال 22 مباراة، ثم يفوز بالدورى للمرة الثانية على التوالى والخامسة فى عهد هيديكوتى فى موسم 1979-1980 وبنهاية عام 1980 فاز صالح سليم بانتخابات رئاسة النادى الأهلى خلفاً للفريق مرتجى ليبدأ عهداً جديداً فى خدمة النادى من مقعد الرئيس.