اعتبرت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن دوافع زواج القاصرات تتضمن ثلاثة جوانب، الجانب الأول أن الكثافة السكانية وكثرة الإنجاب تدفع الآباء لتزويج بناتهم بدافع سترهن ومخاوفهم من العار بأن خلفة البنت عار فى بعض المجتمعات، والجانب الثانى أن كبر سن الفتاة بدون زواج يسبب العار لأهلها. وأوضحت أن ظاهرة زواج القاصرات منتشرة بصفة خاصة فى الريف والصعيد وهو ما يجعل النسبة تتزايد وخاصة فى الأسر الفقيرة التى تتجاهل فكرة التعليم وتشجيع البنت على المشاركة فى المجتمع. وتساءلت سامية: «أين المنظمات الحقوقية والنسائية والمجلس القومى حتى يقوم بدوره تجاه ما يحدث للفتيات فى الحوامدية وغيرها»، مضيفة: «أخطر ما يحدث حاليا هو الزواج السياحى الذى يعد خرابا للذمم والشرف، ولا أجد دافعا وراء أن تتزوج الفتاة 3 مرات فى الشهر سوى قلة الشرف والطمع فى المال لأن الفقر والجهل ليس لهما علاقة بتلك الظاهرة فكثير من الفقراء شرفاء». وتابعت: «لابد من ردع قانونى ضد الآباء الذين يزوجون بناتهم فى سن الطفولة، لأنه من الصعب ونحن فى القرن ال21 بعد وصول المرأة لأعلى المناصب سفيرة ووزيرة وبرلمانية، من الصعب ترك بناتنا ضحايا للجهل والفقر لذلك لابد من توعية من خلال قوافل دينية وزائرات صحيات وقوافل لنائبات البرلمان لتوعية الأهالى». وقالت الدكتورة نهلة ناجى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن زواج القاصرات ما هو إلا دعارة مقنعة وإن أهم أسبابه هى الفقر والجهل وأعراف ممتدة من مئات السنين. وأضافت: «زواج الفتاة فى عمر 14 أو 16 سنة يسبب لها الكثير من الأضرار الجسمانية والنفسية، لأن الفتيات فى هذه الأعمار الصغيرة لم يكتمل نموهن الجسمانى بعد، ولذلك نجد أن أغلبهن يصبن بالاكتئاب، بجانب الإصابة بهشاشة عظام واضطراب هرمونات وقد تخسر الرحم بجانب بعض الأمراض المزمنة وفقر الدم وغيرها من الأمراض الجسدية، بجانب أن الحمل والرضاعة يؤديان إلى استنزاف غذاء الأمهات وضعف وهزل الأطفال، الأمر الذى يسبب زيادة حالات الوفاة بين الأمهات، بالإضافة إلى أن هذا الزواج تترتب عليه تشوهات على مستوى الرحم، مما يؤدى إلى كثير من المعاناة النفسية والجسدية». وقال الدكتور إبراهيم مجدى حسين، استشارى الطب النفسى، إن الجهل والفقر والخوف من العنوسة وكثرة الإنجاب تدفع الأب لتزويج بنته قاصرا، مؤكدا أن تأخر البنت فى الزواج فى بعض القرى يعتبر عارا. وأضاف: «البنت تمثل عبئا ماديا وتكلفة لأنها لا تعمل مثل الأولاد، فيجب أن تتزوج شخصا يزيح عن كاهل الأب كل الأعباء المادية، وأغلب الآباء يجبرون بناتهن على ترك التعليم من أجل الزواج مبكرا لرفع العبء عنهم وتكون مجبرة على هذه الزيجات وأغلب الدراسات قالت إن الزواج المبكر يؤدى إلى مشاكل فى العلاقة الزوجية لعدم إدارك الفتاة ونضجها ومشاكل فى الإنجاب وإجهاد وضعف فى صحة الأم والأطفال، بجانب الخيانة الزوجية حال زواجها بشخص أكبر منها سنا فى عمر والدها، لأن المرأة عندما يكبر الزوج تكون هى مازالت شابة ومحتاجة جسديا ونفسيا إلى مشاعر بجانب أنها تتعامل كأم مع الأطفال بشكل عادة ما يكون عنيفا لأن المرأة تكره الزوج، فينعكس ذلك على الأطفال وتكون هناك محاولة للانتقام من الأطفال».
