أعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسف» أن أكثر من 1100 طفل فى منطقة الغوطة الشرقية السورية التى تحاصرها قوات النظام قرب دمشق منذ 4 سنوات- يعانون من سوء تغذية حاد. وذكرت المتحدثة باسم المنظمة مونيكا عوض أن عمليات التقييم الأخيرة تظهر أن 232 طفلاً يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ما يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً لإنقاذهم. ومع تفشى الجوع تقوم سيدات بينهن منال فى محاولة للتحايل على أطفالها الجائعين، بغلى قدر مملوءة بالمياه على النار، موهمة إياهم أنها تعد طعاماً لا تقوى على توفيره، على غرار عائلات كثيرة تعجز عن تأمين قوتها فى الغوطة الشرقية المحاصرة، ورغم سريان اتفاق لخفض التوتر فى المنطقة وتوقف الأعمال القتالية، فإن ذلك لم يؤد إلى تحسن إدخال المساعدات الإنسانية. وتقول منال التى تقيم مع زوجها وأطفالها الأربعة فى منزل متواضع فى مدينة حمورية فى الغوطة «أملأ قدراً كبيرة بالمياه لأوهم أبنائى أننى أطهو الطعام لهم إلى أن يناموا بعدما ينهكهم الانتظار». وتوضح فيما تغرورقت عيناها بالدموع «خلال 3 أيام لم يأكلوا سوى الخبز»، وأضافت: «أتمنى أن أتذوق كوباً من الشاى وأشارك به أطفالى، لم نحتس الشاى منذ أسابيع عديدة». وتعجز عائلات كثيرة عن تأمين قوتها فى الغوطة الشرقية الذى أدى حصارها إلى نقص كبير فى الأدوية والمواد الغذائية، ما أسفر عن ارتفاع أسعارها بشكل جنونى فى حال توفرها، كما تسبب الحصار بنقص الخدمات الرئيسية من كهرباء ومياه نظيفة ومحروقات، ولا يمكن لقوافل المساعدات الدخول إلى الغوطة الشرقية إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من السلطات، ودخلت آخر قافلة تقل مساعدات غذائية وطبية ومستلزمات أخرى فى سبتمبر الماضى، وتوفى طفلان رضيعان السبت والأحد الماضيين لإصابتهما بسوء التغذية الحاد. وذكرت منظمة الصحة العالمية أنها زودت مستشفى فى غرب مدينة الرقة ب5 أطنان من المستلزمات الطبية، وأعلن المركز الروسى للمصالحة أن أكثر من 100 شخص عادوا إلى ديارهم فى مدن سورية مثل حلب وريف دمشق خلال يوم واحد، بينما أعلنت دراسة للبنك الدولى أن الحرب الأهلية فى سوريا كبدت اقتصاد البلاد 225 مليار دولار، وأن أكثر من 80% من إجمالى عدد السكان يعيشون تحت خط الفقر، كما أن أكثر من نصف الشعب بلا عمل.
