«جارديان»: تجنيد الأطفال في الحروب بالشرق الأوسط يتضاعف خلال السنة الماضية

بعنوان «تجنيد الأطفال في النزاعات تضاعف خلال السنة الماضية فقط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، نشرت صحيفة «جارديان» البريطانية، تقريرا عن عن دراسة أجرتها منظمة خيرية لصالح الأمم المتحدة أوضحت زيادة مفزعة في ظاهرة تجنيد الأطفال للقتال في الصراعات الداخلية.
تقرير الصحافة البريطانية أوضح أن الأرقام التي أظهرتها الدراسة، التي أعدت لصالح منظمة الأمم المتحدة، تؤكد أن أعداد الأطفال الذين تم تجنيدهم للقتال في الصراعات المحلية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد شهدت زيادة تتعدى الضعف خلال السنة الماضية فقط. وأشارت إلى أنه يتم تجنيد الأطفال للقتال في ميليشيات مسلحة تشارك في القتال في عدة دول منها العراق وسوريا واليمن وليبيا وبلدان أخرى نتيجة سنوات من العنف والصراعات عسكرية محلية المستمر والتشريد وانعدام الخدمات الأساسية التي قللت من آليات التكيف لدى الأسر التي تعيش هناك.
ووفقا ل«جارديان»، فإن عدة أمور تسام في تفشي هذه الظاهرة، منها فقدان آلاف الأطفال أقاربهم البالغين أو أي معيل على مواجهة أعباء الحياة، كما أن الكثيرين منهم تعرضوا للتشرد بعد هدم منازل أسرهم، علاوة على توقف أي نظام مجتمعي يساعد أفراد الأسرة على التكاتف وإعالة بعضهم البعض في بعض هذه الدول.
وأوضحت أنه حوالي 1 من كل 5 أطفال في الشرق الأوسط، التي يبلغ عدد الأطفال بها حوالي 28 مليون طفل، يحتاجون الآن إلى مساعدة إنسانية فورية. ويعيش أكثر من 90٪ من هؤلاء الأطفال في بلدان متأثرة بالنزاعات، وفي بعض الحالات ترسل الأسر أطفالها للقتال.
وقال المدير الإقليمي ل«يونيسف»، جيرت كابيلير، إنه «مع عدم وجود نهاية لهذه الصراعات ومع تراجع الموارد المالية للعائلة، ليس أمام الكثيرين خيار سوى إرسال أطفالهم للعمل أو الزواج من بناتهن في وقت مبكر». وأضاف «أن عدد الأطفال المجندين زاد أكثر من الضعف».
وقالت الدراسة أنها شاهدت في السابق أطفالا يعملون كحمالين أو حراس أو مسعفين، لكنهم يشهدون الآن دورا أكثر فاعلية في الصراعات، ويحملون الأسلحة ويحرسون نقاط التفتيش، ويدربون كجنود مدفوعة الأجر. وارتفع عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم بنشاط في القتال من 576 في عام 2014 إلى 1168 في عام 2015، وفقا لأرقام الأمم المتحدة التي تم التحقق منها.
ووفقا للصحيفة البريطانية، كان الوضع في اليمن خطير بشكل خاص، مع زيادة 5 أضعاف في نسبة الأطفال الذين تم تجنيدهم في النزاع المسلح في عام 2015 مقارنة بالعام السابق. ومن المرجح أن تكون هذه الأرقام أقل من الحقيقة. كما يجري تجنيد الأطفال كجنود في السودان وليبيا.
وأفادت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، أنه تم تجنيد 1700 طفل، بعضهم لا يتجاوز عمره 10 سنوات، للقتال في الصراع الذي دام 3 سنوات في اليمن. ويعتبر تدهور الوضع في البلاد الآن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج حوالى 18.8 مليون شخص إلى مساعدات و7 ملايين شخص على شفا المجاعة.
وفي العراق، يحتاج أكثر من 5 ملايين طفل إلى المساعدة مع اشتداد القتال العنيف، في الآونة الأخيرة في تلعفر والموصل. وهم بحاجة إلى الغذاء والمأوى والتعليم.
وفي قطاع غزة، أدت أزمة الكهرباء المستمرة إلى انخفاض فرص الحصول على المياه بنسبة 30٪. وذكرت الأمم المتحدة أن حالات الإسهال لدى الأطفال تضاعفت خلال 3 أشهر.