بقلم د. ياسر الدرشابي ماذا يفعل مبارك في شرم الشيخ ؟ لماذا لا يتم نقله إلي السجن فورا ً ؟ و لا أقول إلي مستشفي السجن لأن حالته لا تحتاج أصلا ًإلي الإقامة في أي مستشفيً. هل نحن نخضع للإستخفاف بالعقول مرة أخري ؟ هل خطاب وزير الداخلية الذي يُحمل فيه النائب العام المسئولية في نقل مبارك و هل إرسال السباعي للكشف علي المخلوع أجزاء من تمثيلية للضحك علي الشعب. مرض الإرتجاف الأذيني و الذي يعاني منه مبارك منذ خمس سنوات، لم يكن يوما ً سبباً في دخوله أو دخول أي مريض إلي المستشفي أو سببا ً لتحديد حركته و منع إنتقاله. هل نسيتم أن في مصر أطباء ؟ و أن في الجيش أطباء ؟ و أن في العالم أطباء ؟ الحقيقة أن مبارك ليس مريضا ً و لكن من الممكن أن يكون متمارضا ً و أن فريقه الطبي المتواجد معه يضحك علينا جميعا ً ما معني أن يظهر تصريح علي لسان مصدر طبي من شرم الشيخ يقول ان صحة مبارك غير مستقرة؟ هل تتحدثون إلي أطفال ؟ ما معني "غير مستقرة" ؟ لم تعد مثل هذه التصريحات و لم يعد مثل هذا الإستخفاف بالعقول مقبولا ً بالمرة. هل يتعمد الجيش أن يكون كريما ً مع مبارك لأخر لحظة ؟ و هل ثمن ذلك يكون بإحداث الوقيعة مرة أخري بين الشعب و الجيش ؟ بل و وضع الجميع و اولهم المجلس الأعلي في موضع محرج للغاية داخلياً و خارجياً، حيث تقوم السيدة سوزان بإتصالاتها لتحكي لمسؤليين الدول العربية كيف يسئ رعاع مصر معاملة زوجها المريض، كما نقلت صحيفة الوفد في عدد أمس. منذ اليوم الأول من إجبار مبارك علي التنحي و طرده من السلطة و حتي تمثيلية أم ماجد و زيارتها له، توجد محاولة لإظهار مبارك علي أنه مريض لإستجداء العطف عليه و كأننا نبحث عن سبب ما حتي نجعل طفلا ً يتغيب عن المدرسةً. و لكن ما لا يجوز و ما لا يقبله عقل أو منطق أو دين هو أن نبحث له عن سبب ليكون فوق القانون أو سبباً حتي لا يُسجن أو يُحاكم بما إقترفت يداه من جرائم قتل و سرقة، ثم نسأل بعد ذلك عن سبب الوقيعة بين الشعب و جيشه ؟؟ أول خطوات إجهاض المحاولات الجادة لإحداث هذه الوقيعة يجب أن تكون بإزالة أسبابها في وضوح و شفافية. أما عن إحراج الحكومة وإحراج الدكتور عصام شرف فماذا عن الزج بأول موظف بسيط يكشف فسادا ً إلي السجن في نفس اليوم الذي يُعلن فيه شرف عزمه علي إنشاء هيئة مستقلة لمكافحة الفساد ؟ بل أن السباعي رئيس الطب الشرعي قد أقسم و توعد بالتحقيق مع هذا الموظف وحبسه و هو ما تم تنفيذه بالفعل وسط دهشة الجميع. هل نريد دحض الفتن وإجهاض الوقيعة أم إننا نريد لإحتقان الشعب أن يزيد فتستمر المليونيات حتي تتحقق العدالة و تتحقق سيادة القانون ؟؟ لقد بدأت مرة أخري محاولات الأعلاميين من عناصر الثورة المضادة في التشكيك في الإجراءات و جديتها حتي تهتز ثقة الشعب في الجيش و الحكومة بل إن البعض منهم ذهب للتطاول علي قيادات الحكومة و الجيش متجاهلا ً دورهم في حماية الثورة حتي يومنا هذا. في بعض الأوقات يكون كرم الطباع و حسن الخلق ذريعة للجبناء و الفاسدين و نحن لا نريد لجيشنا العظيم و لا نريد للحكومة الشريفة أن يكونوا فريسة لمثل تلك الذرائع و علي رأي المثل، إذا كان حبيبك عسل ... و لكن ماذا نفعل إذا كانت الثورة المضادة تلهط العسل كله ...