رقص فيفى وعضلات خلود

فيفى عبده وخلود عصام، الأولى طبعا راقصة شهيرة، والثانية بطلة لكمال الأجسام فى طريقها لكى تحقق نصيبها من الشهرة، فيفى متسقة جدا مع نفسها تمارس الرقص وهى مرتاحة القلب والضمير، واثقة أنها على علاقة جيدة بربها، بينما خلود تمارس رياضة كمال الأجسام وهى متشككة، ولهذا تريد أن تُضفى شرعية إسلامية على تلك الرياضة بقواعدها المستقرة عالميا، كمال الأجسام مثل العديد من أوجه النشاط البدنى لم تعد مقصورة فقط على الرجال، للنساء نصيب منها، فهذه واحدة من مبادئ المساواة، كرة القدم والملاكمة والمصارعة وكمال الأجسام وغيرها، آخر علاقتى بكمال الأجسام العالميان الشحات مبروك ويوسف منصور، اللذان كانا يشكلان فى مطلع التسعينيات ورقتين رابحتين فى السينما، بالطبع لم يعد لهما الآن أى تواجد على الخريطة العالمية بحكم السن، أما السينما فهى كالعادة قد استنفدت تماما بريقهما ثم ألقت بهما بعيدا فى عرض الطريق.
مقالات متعلقة
* رمضان وصورة مع جمال!!
* تاريخنا الوطنى بالعبرى!
لدينا الآن بطلة مصرية، كما أشارت الزميلة دينا درويش، أمس، على صفحات جريدة الأخبار، خلود فتاة محجبة، لا تظهر صراحة من جسدها سوى جزء من الذراع اليسرى من اليد وحتى الكوع فقط لا غير، والعينة طبعا بينة، حيث العضلات بارزة والعروق نافرة، وهو ما يمكن أن تلاحظه على باقى أجزاء جسدها التى تعلن عن نفسها بقوة تحت (التى شيرت) و(الاستريتش).
تأملت صورتها واكتشفت كم التناقض الذى نحياه، بالمناسبة وجه خلود، والتى لم تتجاوز الثلاثين عاما، به قدر من البراءة والجمال لا يمكن أن تغفلها، أقول قولى هذا وأنا لا أخشى عضلاتها، إلا أن ما أراه ضد شروط كمال الأجسام، من الممكن مثلا أن يرتدى لاعب كرة «شورت» تحت الركبة بعدة سنتيمرات، أو ينزل الملعب وهو غير حليق الذقن، كل هذا مباح، مثل أن يحلق شعر رأسه كاملا، ولكن لا يجوز للاعب الكرة أن نراه على المستطيل الأخضر حافى القدمين، بحجة أنه ينتمى مثلا إلى مذهب دينى يحرم ارتداء الأحذية، ولا يجوز بنفس المقياس أن تشارك خلود فى مسابقة كمال الأجسام وهى ترتدى حجابا على جسدها، طبعا حجاب الشعر ممكن، فلا توجد عضلات ستحكم على تناسقها اللجنة، ولكن ينبغى أن يشاهد المحكمون باقى عضلات الجسد، ولا تخفى المتسابقات شيئا سوى العورة والثدى فقط لا غير.
لماذا قررت خلود اختيار رياضة ترفضها كفتاة محجبة؟، لو التزمت بالقواعد سوف تتحول طبعا إلى نكتة يتناقلها العالم، فتاة تضع حجابا على رأسها بينما جسدها بكل تفاصيله يشاهده الملايين، تخيل امرأة قررت احتراف الغناء وهى مؤمنة بأن صوت المرأة عورة، فتقرر الغناء بلغة الإشارة!!، لماذا هذا التناقض بين ما نريد ممارسته وما نستطيع إعلانه؟!، أنا أتفهم أن ترتدى المرأة على الشاطئ (البوركينى) وهى كلمة دخلت كل لغات العالم، لأنها هجين لغوى بين البرقع والبكينى، فجاء التزاوج بينهما، وهو يدخل فى إطار الحرية الشخصية، ولكن هناك مواصفات للمايوه ينبغى مراعاتها لو أرادت من ترتدى (البوركينى) أن تشارك فى مسابقة عالمية فسوف يرفض طلبها، من المهم للإنسان أن يتسق مع نفسه، فيفى تمارس الرقص الشرقى بقواعده ولم تحاول أن تحيله إلى رقص شرعى، خلود تمارس كمال الأجسام على الطريقة الإسلامية وكأنها تحتسى زجاجة (بيرل) خالية من الكحول، فلا هى أخلصت لكمال الأجسام، ولا هى أخلصت لقواعد الحجاب!!.
tarekelshinnawi@yahoo.com
أين تذهب هذا المساء؟.. اشترك الآن