أهالى القرية التى غيرت سمعة «المنايفة»: عزمنا الركاب وماكنش قصدنا الشهرة

«إنت منوفى؟» جملة شهيرة بالتأكيد أنك قد سمعتها كثيراً فى العديد من المواقف ووصف الأشخاص البخلاء، لكن يبدو أن الوصمة التى التصقت بالمواطن المنوفى قد حان الوقت لتغييرها، وذلك عندما توقف القطار رقم 555 فى قرية «محلة سبك»، التابعة لمركز أشمون بالمنوفية، الإثنين الماضى، وتعطل بسبب التحويلة، بالتزامن مع اقتراب موعد الإفطار، ليشارك أهالى عزبة سليم التابعة للقرية فى إفطار الركاب، حاملين أوانى الطعام والمشروبات لإطعام الصائمين، ويبدو أنه بهذا الموقف قد تتبدل المقولة الشهيرة: «الشراقوة عزموا القطر»، لتتحول إلى «المنايفة عزموا القطر».
«المصرى اليوم» التقت بأهالى القرية، حيث أكدت أم حازم محمد إبراهيم: «يوم الإثنين الماضى، فوجئت بأولادى- عقب أدائهم صلاة المغرب بالمسجد- يسرعون إلى المنزل، ويطلبون منى إخراج الطعام والعصائر والتمور، لتعطل قطار برصيف القرية، حيث قالوا لى: بسرعة يا أمى عايزين نفطر الصايمين فى القطر، فأسرعت أنا وأولادى، وأخرجنا صوانى الطعام، وقمت بتحضير بعض الطعام الإضافى السريع زى المكرونة والعصائر والمياه»، وأضافت: «إحنا عملنا ثواب حاجة لله ده فرض علينا».
وقالت أمل فوزى، بائعة فاكهة: «قمنا بحمل قفصى تفاح ومشمش، وتوزيعهما على الركاب بالقطار، الناس كانت صايمة وتعبانة، وانبسطوا، ودعولنا، وده كفاية عند ربنا، يا بخت اللى يفطر صايم».
ويقول إبراهيم محمد رمضان، وهو أحد سكان المنازل المجاورة لرصيف القطار: «قبل الفطار بنصف الساعة، لقينا القطار تعطل، والناس نزلت منه بشكل كبير، وجلسوا على الرصيف، وعندما توجهنا من المسجد بعد الصلاة، أخبرونا بتعطل القطار، فأى واحد عنده أكل كان بيطلّعه، اللى طابخ واللى مش طابخ، اللى عنده عيش وجبنة واللى عنده بط وفراخ، ماحدش فطر، إلا لما الناس فى القطر فطرت، الناس كانوا مش مصدقين الموقف، وقالولنا: مش معقول تكونوا منايفة!». عبدالمرضى، 26 عاماً، كان له دور أساسى، وهو توزيع العصائر والتمور والمياه والاطمئنان على الركاب حتى تحرك القطار، الساعة 10 مساء، ويقول: «إحنا فى شهر كريم، ولا نقصد أبدا الشهرة.. المنايفة مش بخلا، المنوفية زى أى مكان فيه كرماء وفيه بخلاء».
علام رزق عبدالمولى، المزارع، كان أحد المشاركين فى هذا العمل، فيقول: «كنت جامع شيكارتين بمحصول الخيار من أرضى لبيعهما بالسوق، إلا أننى تاجرت مع الله، وقمت بتوزيعهما على ركاب القطار».
الشيخ هشام سعد، إمام مسجد الرحمن، القريب من رصيف القرية، قال: «عملنا جردلين عصائر داخل المسجد وجردلين مياه، وقمنا بتوزيعها على الأهالى».
الطفل محمد حازم محمد، 8 سنوات، أصغر المشاركين: «وأنا رايح أصلى مع عمى لاقينا الأهالى قاعدين على الرصيف مليت الميه من المسجد ورجعت على البيت أجيب الأكل ووزعتها مع الأهالى وعمى طلب منى أرجع البيت وأنا رفضت».