نجح فريق تشيلسي في تحقيق لقب البريميرليج للمرة الخامسة في عهد المسابقة، بعد أن تمكن من الفوز بنتيجة 1-0 على مضيفه ويست بروميتش ألبيون، في مباراة الجولة رقم 37 من البريميرليج، مساء أمس الجمعة. فوز تشيلسي رفع الفارق بينه وبين ملاحقه توتنهام هوتسبيرز، إلى 10 نقاط وقبل نهاية الموسم بجولة واحدة، ليضمن فريق البلوز تحقيق لقب الدوري رقم 6 في تاريخ النادي. إنجاز البلوز يعود بشكل رئيسي للمدرب أنطونيو كونتي، الذي قاد الفريق لتحقيق اللقب بعد موسم مخيب في 2015/2016، شهد فيه تشيلسي الوصول لأسوأ الأرقام والنتائج في عهد المسابقة التي بدأت منذ موسم 1992/1993. إنجاز تشيلسي في تحقيق لقب البريميرليج تعرض للكثير من المحطات والمواقف الصعبة والحاسمة، والتي دفعت بالفريق في النهاية لتحقيق لقب مستحق، وفي السياق التالي نستعرض أبرز 5 محطات في وصول تشيلسي لتحقيق لقب البريميرليج في أول موسم مع قيادة الإيطالي المحنك أنطونيو كونتي. 1- موسم انتقالات جيد بالطبع التحضير لموسم قوي بغرض العودة لدوري الأبطال على الأقل، كان يحتم على الفريق القيام بصفقات قوية، وبالأخص بعد موسم مخيب (2015/2016) انتهى دون بطولات وباحتلال الفريق للمركز العاشر. تشيلسي أجرى 4 صفقات رئيسية، ففي البداية انتدب لاعب الوسط الفرنسي المتميز نجولو كانتي، بعد موسم أكثر من رائع مع ليستر سيتي، كان فيه اللاعب من أهم العناصر التي قادت الفريق لتحقيق اللقب، ثم ضم النادي المهاجم البلجيكي ميتشي باتشواي من صفوف مارسيليا الفرنسي. ومع بداية الدوري، كان كونتي يرغب في ضم مدافع قوي وجناح أيسر يجيد الدفاع والهجوم، ومع محاولات صعبة نجح تشيلسي في النهاية في استعادة مدافعه السابق دايفيد لويز من صفوف باريس سان جيرمان، ثم ضم الجناح الأيسر، ماركوس ألونسو من صفوف فيورنتينا الإيطالي. جميع صفقات تشيلسي كانت عناصر هامة في قيادة الفريق للقب، فكان الثلاثي كانتي ولويز وألونسو عناصر اساسية وهامة، وفاز كانتي بجائزة اأضل لاعب هذا الموسم من رابطة اللاعبين المحترفين ورابطة الكُتّاب والصحفيين الكرويين في إنجلترا، بينما كان دايفيد لويز في فريق الموسم برفقة كانتي، وكان ماركوس ألونسو واحد من أهم عناصر الفريق، ولم يلعب ميتشي باتشواي دورًا كبيرًا مع الفريق، لكنه كان البديل «السوبر» الذي سجل هدف الفوز في مباراة الأمس وهدف حسم اللقب رسميًا لتشيلسي. 2- سلسلة النتائج السيئة والتحول ل3-4-3 بداية تشيلسي لم تكن مقنعة، الفريق حقق 3 انتصارات على التوالي بنسبة نجاح 100%، لكن انتصارين من الثلاثية تحققا بصعوبة، ففاز الفريق على ويستهام وواتفورد في الثواني الأخيرة من المباراة، وهي الانتصارات التي تحققت ضد خصوم في المتناول. تشيلسي بعد ذلك دخل في سلسلة سلبية، فنجا من الهزيمة بأعجوبة ضد سوانزي سيتي وتعادل 2-2، ثم تلقى هزيمة على ملعبه من ليفربول بنتيجة 2-1، ثم جاءت الطامة الكبرى بسقوط كبير ضد أرسنال في ديربي لندن بنتيجة 0-3، وهي اللحظة التي قرر فيها أنطونيو كونتي تعديل نظام اللعب من 4-2-3-1 إلى 3-4-3. منذ تطبيق 3-4-3، لعب تشيلسي 13 مباراة متتالية محققًا 13 انتصار في رقم قياسي تاريخي للنادي، وحقق تشيلسي مع اللعب بهذه الطريقة 25 فوز، تعادلين و3 هزائم، من خلال 30 مباراة لعبها الفريق بنظام 3-4-3، النظام الفعال الذي قاد الفريق بالنهاية لتحقيق لقب الدوري، وهو أيضًا النظام المحكم الذي دفع الكثير من الأندية لتجربة اللعب بهذه الطريقة خلال الموسم مثل توتنهام وأرسنال وويستهام. 3- عبور السيتي طريقة 3-4-3 قادت تشيلسي لتحقيق العديد من الانتصارات وبالأخص ضد المنافسين على القمة، فأسقط تشيلسي نظيره أرسنال وضرب مانشستر يونايتد برباعية نظيفة، وقلب الفريق تأخره بنتيجة 0-1 إلى فوز 2-1 ضد توتنهام، لكن اللحظات الأهم في بداية 3-4-3 تعود إلى الجولة 14. تشيلسي يدخل الجولة 14 متصدرًا للترتيب برصيد 31 نقطة، ويحل ضيفًا على مانشستر سيتي الذي يلاحقه برصيد 30 نقطة، في الصدام الأول بين أنطونيو كوني وبيب جوارديولا. مانشستر سيتي يتلاعب بتشيلسي وينهي الشوط الأول متقدمًا بهدف نظيف، ثم تستمر سيطرة مانشستر سيتي في الشوط الثاني، ويضيع أصحاب الأرض فرص تهديفية محققة، ثم تبرز براعة تشيلسي في استغلال الهجمات المرتدة ليقلب البلوز المباراة تمامًا محققين الفوز بنتيجة 3-1، واعتلاء قمة الترتيب بعيدًا عن مانشستر سيتي ب4 نقاط في مواجهة كانت مرتقبة لمعرفة لمن ستكون اليد العليا في صدام الكبار على الصدارة، وينجح أنطونيو كونتي وطريقة 3-4-3 في تجاوز عقبة جديدة والبرهنة على فاعلية ونجاح نظام اللعب. 4- تجاوز مرحلة السقوط الأول ل3-4-3: لا يوجد نظام لعب كامل، ولذلك كان من الطبيعي أن يتعرض تشيلسي للخسارة بخطة 3-4-3، وجاءت هذه الخسارة من توتنهام، في ديربي لندني قوي سيطر فيه أصحاب الأرض الذين حققوا انتصارًا مستحقًا أوقفوا به سلسلة انتصارات تشيلسي مع 3-4-3 إلى 13 مباراة، وحرموا تشيلسي من معادلة الرقم القياسي للانتصارات المتتالية «14» في عهد البريميرليج. تشيلسي لم يتراجع كثيرًا بعد هذه الهزيمة، واستعاد الفريق عافيته وحقق 6 انتصارات في 8 مباريات (تعادل في 2)، ليعزز تواجده على القمة، وحتى مع الهزيمة من كريستال بالاس أو مانشستر يونايتد، فأن سجل الفريق بعد هزيمة السبيرز كان 16 مباراة، الفوز في 12، التعادل في 2 والخسارة في 2، وهو السجل الأفضل عن نفس الفترة من أي فريق اخر، ليحقق الفريق اللقب بشكل مستحق في النهاية. 5- تخبط الكبار: في الوقت الذي كان يسير فيه تشيلسي بخطى ثابتة نحو اللقب بطريقة 3-4-3، كان الكبار يتساقطون من حوله في المنافسة على القمة، فرق مثل قطبي مانشستر أو أرسنال كان لهم نصيب كبير من الترشح للحصول على اللقب قبل بداية الموسم، قطبي مانشستر بالتحديد اللذين أنفقا قرابة النصف مليار جنيه استرليني على انتداب صفقات تدعيمية وأسماء كبيرة في عالم كرة القدم، لكن جميع الفريق فشلت من متابعة تشيلسي على الصدارة، وليفربول كان الأقرب مع نهاية العام الماضي (2016) بفارق 5 نقاط، لكن الفريق سقط تمامًا خلال شهر يناير، وابتعد عن المنافسة، ولم ينجح سوى توتنهام في تشكيل الضغط على تشيلسي، وإن كان بدون تهديد كبير، فنجح السبيرز في الحفاظ على نتائجه الجيدة وتقليل الفارق بينه وبين البلوز إلى 4 نقاط فقط قبل نهاية الموسم ب3 جولات، إلا أن سقوط السبيرز في الجولة الماضية ضد ويستهام وفوز تشيلسي على ميدلسبره رفع الفارق إلى 7 نقاط وأنهى المنافسة بشكل عملي، وبالفعل جاء فوز تشيلسي في مباراة الأمس لينهي البطولة رسميًا لمصلحة رجال المدرب أنطونيو كونتي الذين حققوا لقب الدوري عن جدارة واستحقاق.
