قال أحمد درويش إننا «حرصنا على أن نكرم في ملتقياتنا كبار روادنا، واليوم نجري ملتقى النقد الأدبي في مئوية ميلاد عبدالقادر القط الذي ولد في 1916 ورحل في 2002 وقدّم نموذجا اتفق تماما مع المحاور التي نتحدث حولها، فيما يخص نموذج الناقد الأدبي». جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى القاهرة الدولي الثاني للنقد الأدبي، ظهر اليوم الإثنين، بالمجلس الأعلى للثقافة، بحضور وزير الثقافة حلمي النمنم، د. حاتم ربيع أمين عام المحلس الأعلى للثقافة، د. أحمد درويش مقرر المُلتقى، وأسرة الراحل عبدالقادر القط التي تحمل الدورة الحالية للملتقى اسمه. وأكد «درويش» على أن الحوار مع النص قضية تتجاوز في أهميتها وخطورتها دائرة النقد الأدبي والنشاط الإبداعي الذي ننتمى إليه جميعا ونعتز به تتجاوزه إلى دائرة تمس جوهر مشكلة أمتنا، وتطرق الأبواب بحثا عن بداية الخيط الذي ننسج منه جميعا طريق النجاة والخلاص، وهو خيط الحوار الذي أدركنا جميعا في غيابه مدى مرارة الألم والأسى الذي يحيط بنا جميعا ويقع آثاره على راغبى العيش والاستقرار وراغبى التنغيص والدمار في وقت واحد. مشيرا إلى أننا بحاجة إلى إنعاش مفردة الحوار لكى تخرج إلى حاجز الواقع لمعاجلة الواقع العملي، كما نريد أن ننعش مفردة النص الذي ظلمناه بأيدينا ووضعناه بين محور التقديس الذي لا يقبل النص مع الحوار، ومحور الإهمال الذي لا يلتفت إليه. وقال حلمى النمنم وزير الثقافة إن هذا المؤتمر يثير الكثير من القضايا بالإضافة إلى أنه يحمل في دورته اسم الناقد الكبير عبدالقادر القط أحد عمالقة النقد والأدب، مطالبًا الأجيال الجديدة أن يستكملوا مسيرته، قائلًا «إننا لاحظنا في الآونة الأخيرة أن هناك أزمة متبادلة بين النقاد والكتاب، حيث أن الناقد يعانى بشكل عام من التجاهل بحكم ذهاب الجوائز والشهرة له أو العكس حيث يشعر المبدع بغياب الناقد»، مؤكدًا أن تلك الإشكالية المتبادلة تؤثر بالسلب على الثقافة، وأن الناقد هو الجندى المجهول، مؤكدًا بأننا نحتاج للنقد على كافة المستويات سواء الاجتماعي أو الثقافي أو الأخلاقي أو الديني. وعلى هامش الافتتاح أهدى «النمنم» درع الملتقي لزوجة الراحل عبدالقادر القط. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د. حاتم ريبع إنه «لشرف عظيم لمحفلنا أن يكون الأستاذ الدكتور عبدالقادر القط شخصية المؤتمر وهو الأستاذ الجامعي الشاعر وفارس النقد الأدبي في مصر والوطن العربي ونحن نتشرف بهذه الشخصية المرموقة ونثمن دوره الأدبي والنقد والثقافي أيضا»، مشيرًا إلى أن هذا الملتقى يعلى من قيمة الثقافة ويرقي بالمثقف العربي إلى أعلى مكانة، وأضاف أنه يقدم رؤي مختلفة محورها الحوار في النص وأساسها الكلمة، وطالب بأن يكون شعارنا في هذا الملتقي هو إعلاء قيمة الكلمة من خلال الفنون الأدبية المختلفة من شعر وقصة مسرح، وأكد أن الكلمة أمانة ومسؤولية على عاتق كل مبدع وناقد لأى عمل أدبي. وقال الدكتور هيبة هيبتوف من أذربيجان، ممثلًا عن الوفود العربيّة وغير المصريّة، إن القاهرة اليوم تحتضن ملتقى بالغ الأهمية مما يدل على ان مصر كانت ولا تزال مركزا ثقافيا وأدبيا يجتمع فيها الأدباء منذ قديم الزمان لتبادل آرائهم وتقاسم أفكارهم وأذواقهم الأدبية، مؤكدا أن خطيب تبريزي الأذربيجاني هو أفضل من شرح أبى تمام والأدب العربى القديم. وتحدثت الدكتورة كرمة سامي ممثلة عن المشاركين من مصر، عن تجسيد النموذج التطبيقى في الحوار مع النص الذي نراه في ما وصفه يحيى حقى بأن داخله شيئا صلبا لا يذوب بسهولة في تيار حضارة الغرب، موضحا أسباب اعتداده بهويته فلا يمكن أن يفصل الناقد نفسه عن مسارات الإبداع ومباهجه، حيث تتساوى الطاقة الإبداعية في النقد وكتابة النصوص الأدبية. وتنطلق الدورة الثانية للملتقى بمشاركة 70 باحثا وناقدا ومتخصصا من مصر ومعظم الدول العربية وأذربيجان، وذلك في الفترة من 8 وحتى 10 مايو 2017.
