النمنم : أزمة النقد ..النجومية للمبدع والناقد الجندى المجهول ابنة عبد القادرالقط : "شيخ نقاد العصر" أول من نقد المسلسلات ربيع : القط فارس النقد الأدبي في مصر و العالم العربي كرمة : أطلقوا سراح النص ..و مارسوا النقد الفعلى هيبتوف :تبريزي الأذربيجاني أفضل من شرح أبى تمام والأدب العربى القديم انطلقت صباح اليوم فعاليات الملتقى الدولى الثانى للنقد الأدبى ، لتحمل هذه الدورة اسم الراحل الكبير عبد القادر القط احتفاءا بمئوية ميلاده ، و رفع الملتقى شعار "الحوار مع النص" بمشاركة 70 باحث وناقد ومتخصص من مصر ومعظم الدول العربية وأذربيجان، وذلك على مدار ثلاثة أيام فى الفترة من 8 وحتى 10 مايو 2017. وقال حلمى النمنم وزير الثقافة إن الحوار عنوان الملتقى و نحن أحوج ما نكون للحوار ، و عندما يكون عن النص و نحن نعانى من النصوص الجامدة ، فقد أتى هذا المؤتمر في وقته ، معربا عن اعتزازه بحمل هذه الدورة لاسم عبد القادر القط أحد عمالقة النقد و الأدب ، وواحد من الأكاديمين الذين انفتحوا على فضاء الإبداع و لم يكتفوا بجدران الجامعة ، داعيا الأجيال الجديدة أن يحذو حذوه . كما تحدث النمنم عن أزمة النقد و ما يعانى منه النقاد واتجاههم للكتابة في الشئون العامة ، نتيجة شعورهم بأن النجومية تذهب للمبدع ، بينما يظل الناقد الجندى المجهول ، و يظل نقده موضع اتهام سواء مدح أو لم يمدح ،مؤكدًا بأننا نحتاج للنقد على كافة المستويات سواء الاجتماعي أو الثقافي أو الأخلاقي أو الديني. وقام وزير الثقافة بإهداء درع الملتقي لزوجة الراحل عبد القادر القط. و ألقت كلمة أسرة عبد القادر القط نجلته نورا عبد القادر القط التي عبرت عن سعادتها بالمشاركة بمؤتمر النقد الأدبى و بهذا الاحتفاء بعبد القادر القط الذي افتقدناه. و قالت إن القط لقب بشيخ نقاد العصر وفارس الزمن الجميل ، و كان أول من التفت لكسر النقد الأكاديمى ، و تناول المسلسلات بالتحليل و النقد ، مشيرة إلى سعادة أسرتها بإصدار المجلس لكتاب "حديث الاثنين" خواطر نقدية حول الأدب والفن والذي يجمع مقالات والدها في هذا الشأن . و تابعت ابنة الراحل قائلة إنه كان أول دفعته و تم ترشيحه لبعثة بلندن ، ولكنها تأجلت بسبب قيام الحرب العالمية الثانية ، و كان لتأجيل بعثته أثرا هاما على حياته فما كان ليقابل والدتى التى ذهبت أيضا للدراسة في لندن قادمة من فيينا و تزوجت به و عاشت معه في مصر، و عين والدى أستاذا للغة العربية فى جامعة ابراهيم باشا عين شمس حاليا و تدرج في المناصب حتى وصل لعمادة الكلية و قد مات و هو يدرس في الكلية . كما تحدثت عن إسهاماته الأدبية ، و تكريمه بجائزة الملك فيصل للآداب و جائزة الدولة التقديرية ، و قبل أيام من وفاته حصد جائزة النيل . و ختمت حديثها بجملة محمد عبد المطلب عن والدها عندما علم بوفاته :أدركت أن عصر من الثقافة قد انتهى عصر الفروسية و النبل رحم الله عبد القادر القط . من جهته قال د.أحمد درويش مقرر المؤتمر إننا حرصنا على أن نكرم في ملتقياتنا كبار روادنا، واليوم نجري ملتقى النقد الأدبي في مئوية ميلاد عبد القادر القط الذي ولد في 1916 ورحل في 2002 وقدّم نموذجا اتفق تماما مع المحاور التي نتحدث حولها، فيما يخص نموذج الناقد الأدبي . وأكد درويش على أن الحوار مع النص قضية تتجاوز في أهميتها وخطورتها دائرة النقد الأدبي والنشاط الإبداعي إلى دائرة تمس جوهر مشكلة أمتنا، وتطرق الأبواب بحثا عن بداية الخيط الذى ننسج منه جميعا طريق النجاة والخلاص، وهو خيط الحوار الذى أدركنا جميعا فى غيابه مدى مرارة الألم والأسى الذى يحيط بنا جميعا ويقع آثاره على راغبى العيش والاستقرار وراغبى التنغيص والدمار في وقت واحد. و أشار إلى أننا بحاجة إلى إنعاش مفردة الحوار لكى تخرج إلى حاجز الواقع لمعاجلة الواقع العملي، كما نريد أن ننعش مفردة النص الذي ظلمناه بأيدينا ووضعناه بين محور التقديس الذى لا يقبل النص مع الحوار، ومحور الإهمال الذي لا يلتفت إليه. و أضاف : لقد استهلك ترديد مقولات بعض النقاد الغربيين وآرائهم ومسلماتهم معظم جهود شداة الباحثين ووصل إلى جهود بعض شيوخهم وأصبح "النص العربي" الذى يناط بنا بالدرجة الأولى محاورته وتنمية الذائقة الحضارية من خلاله وتطوير المنتج الأدبى من خلال الحوار حوله. هذا الحوار أصبح مكبلاً ببعض الأسماء المبهره فى كتابات النقاد الغربين أو ترجماتها التى تكون أحيانا غامضة فى مدونات الترجمة العربية وأصبحنا لا نكاد نخرج من معالجة النص بأكثر من الانبهار بالأضواء البعيدة التى طاقت حول نص مشابه فى أدب آخر، ربما دون أن نعنى أنفسنا بالوصول إلى جوهر نصنا العربى . ومن هنا فإن مؤتمرنا هذا أراد لنا أن ننطلق من النص العربى قبل كل شئ وأن نستعين بكل ما يمكن أن نملك من معرفة وخبرة نقدية فى محاولة الحوار مع النص واستكناه أبعاده والخروج منه بخيط من الضوء يفيد القارئ والكاتب والذائقة والثقافة ويؤصل فكرة الحوار . وثمن الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د. حاتم ريبع شرف حمل هذا الملتقى لاسم عبد القادر القط فارس النقد الأدبى في مصر و الوطن العربى ، ، وطالب بأن يكون شعار هذا الملتقي هو إعلاء قيمة الكلمة من خلال الفنون الأدبية المختلفة من شعر وقصة مسرح، وأكد أن الكلمة أمانة ومسئولية على عاتق كل مبدع وناقد لأى عمل أدبي ، مطالبا إياهم بتقديم رؤاهم المختلفة محورها الحوار فى النص وأساسها الكلمة . فيما قال الدكتور هيبه هيبتوف من أذربيجان، ممثلًا عن الوفود العربيّة وغير المصريّة، إن القاهرة اليوم تحتضن ملتقى بالغ الأهمية مما يدل على ان مصر كانت ولا تزال مركزا ثقافيا وأدبيا يجتمع فيها الأدباء منذ قديم الزمان لتبادل آرائهم وتقاسم أفكارهم وأذواقهم الأدبية، لافتا أن خطيب تبريزي الأذربيجاني هو أفضل من شرح أبى تمام والأدب العربى القديم. وتحدثت الدكتورة كرمة سامي ممثلة عن المشاركين من مصر، عن تجسيد النموذج التطبيقى فى الحوار مع النص الذى نراه في ما وصفه يحيى حقى بأن داخله شيئا صلبا لا يذوب بسهولة فى تيار حضارة الغرب، موضحا أسباب اعتداده بهويته فلا يمكن أن يفصل الناقد نفسه عن مسارات الإبداع ومباهجه حيث تتساوى الطاقة الإبداعية فى النقد وكتابة النصوص الأدبية. و طالبت كرمة بإطلاق سراح النص ، و تأمل العوالم الإبداعية و ممارسة النقد الفعلى و أن يقود النقاد قرائهم لتكتمل المسيرة .