تعتبر مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريدوبرشلونة هي واحدة من المباريات الأكثر إثارة التي تدور بين اثنين من أفضل الأطراف في اللعبة، من حيث النجاح والمال والجماهيرية في مختلف أنحاء العالم. رجال المدرب زين الدين زيدان يستهدفون الفوز والسير بخطى ثابتة نحو اللقب رقم 33 في تاريخ الملكي المدريدي، اللقب الذي غاب عنه منذ عام 2012، واحتكره الفريق الكتالوني في آخر موسمين. أما رجال المدرب لويس إنريكي، فهم لا يريدون سوى الفوز في هذه المباراة، لأن أي نتيجة غير ذلك ستعني أن ريال مدريد قد حسم بشكل كبير لقب الدوري، لأن فارق النقاط حاليًا هو 3 مع تبقي 5 جولات «بعد هذه المباراة» على نهاية المسابقة، مع تبقي مباراة مؤجلة للفريق المدريدي ضد سيلتا فيجو. الفريقان لديهما كافة الإمكانيات لجعل هذه المباراة هي الأمتع هذا الموسم، ريال مدريد لم يخسر في آخر 21 مباراة على ملعبه في الليجا، وسجل على الأقل هدفين في 8 من آخر 9 مباريات في الليجا، لكن برشلونة فاز ب10 من آخر 12 مباراة في الليجا، سجل خلالها هدفين على الأقل في 10 من آخر 12 مباراة، لكن المباراة ستحمل طابع خاص لكلا المدربين. لن نبالغ إذا قلنا أن زيدان كان أحد أسباب إخفاق إنريكي، فمنذ وصول الفرنسي مع مطلع عام 2016، وصانع الألعاب الفرنسي السابق يقدم سلسلة من النتائج والمستويات، طغت على أداء ونتائج مدرب الخصم والمنافس اللدود، وكان الفوز بدوري الأبطال في نهاية الموسم الماضي هو بداية انطلاق عهد زيدان الحقيقي مع الملكي المدريدي، وبداية خفوت عهد برشلونة مع إنريكي. زيدان لم يكتفي بذلك فقط، بل نجح وبعد سنة من وصوله تقريبًا في تحطيم رقم قياسي غير مسبوق بتفادي الهزيمة في 40 مباراة متتالية في مختلف المسابقات، وهو رقم إسباني قياسي، حطم به رقم برشلونة والذي حققه العملاق الكتالوني تحت قيادة لويس إنريكي في 39 مباراة متتالية، والطريف في الأمر أن زيدان هو من كان أوقف هذا الرقم عندما قاد ريال مدريد للفوز على برشلونة في معقله بالكامب نو بنتيجة 2-1 في أبريل 2016. مواجهة زيدان وإنريكي ستكون المواجهة الأولى على ملعب سانتياجو بيرنابيو، والمواجهة رقم 3 بين المدربين الذين لم يتواجها من قبل سوى في مسابقة الدوري الإسباني «الليجا»، والمباراتين السابقتين كلاهما كانا في معقل العملاق الكتالوني بملعب كامب نو، وقاد زيدان ريال مدريدي للفوز في المباراة الأولى بنتيجة 2-1، وتعادل في الثانية بنتيجة 1-1، ومباراة الأحد ستكون المواجهة الأخيرة بين المدربين في الكلاسيكو، بعد أن أعلن لويس إنريكي رحيله عن تدريب برشلونة بنهاية الموسم. زيدان سيكون لديه صداع دفاعي مع تردي مستوى الفريق دفاعيًا في الفترة الأخيرة وغياب لقلبي الدفاع فاران وبيبي بداعي الإصابة، لكن قوة الفريق الهجومية الضاربة ستكون كاملة مع استعادة جاريث بيل الذي تعافى من الإصابة، ويأمل المدرب الفرنسي في تحقيق فوز «يقتل» خصمه معنويًا، فبرشلونة فشل في الفوز في 3 من آخر 4 مباريات في مختلف البطولات «خسر 2، تعادل في 1 وفاز ب1، وتلقى 7 أهداف»، وهزيمة أخرى على يد ريال مدريد الذي لم يعرف طعم الخسارة في آخر 12 مباراة في مختلف البطولات «فاز في 10 وتعادل في 2»، ستكون الضربة القاصمة لموسم الفريق. أما لويس إنريكي فسيجد نفسه في هذه المباراة بدون البرازيلي نيمار الذي يغيب بداعي الإيقاف، وقد تكون هذه هي فرصة المهاجم باكو الكاسير الأخيرة مع الفريق. وسيسعى المدرب إنريكي لمعادلة الكفة ضد زيدان «خسر 1 وتعادل 1» في آخر المواجهات بين المدربين يوم الأحد، والفوز سيعزز من حظوظ برشلونة في إمكانية تحقيق لقب الدوري للموسم الثالث على التوالي، لأنه سيعطي الفريق الصدارة بأفضلية المواجهات المباشرة وسيضعف كثيرًا ريال مدريد على الجانب المعنوي وسيخلق عليهم ضغط كبير مع مشاركة الفريق المدريدي في مسابقة دوري الأبطال، بينما سيكون برشلونة متفرغ وفي كامل تركيزه نحو تحقيق لقب الليجا، ليكون الوداع اللائق للمدرب إنريكي الذي سيكون سيطر تمامًا على الألقاب المحلية خلال عهده مع العملاق الكتالوني. الثقة متباينة بين مدرب يمهد لعهد جديد ومدرب ينهي عهده، بين فريق متفوق في دوري الأبطال ووصل إلى نصف النهائي وبين آخر أقصي بشكل سيء من دوري الأبطال، وهزيمة في مباراة الأحد ستعني انتهاء فرص الفريق في تحقيق اللقب، بالإضافة لفشل إنريكي في تحقيق أي انتصار على نظيره الفرنسي الذي سيكون بذلك لا يعرف طعم الهزيمة ضد الغريم الأزلي، وسيكون ذلك بمثابة النهاية السيئة لعهد إنريكي مع البلاوجرانا.