أهالى «بحر البقر» فى ذكرى «المذبحة»: نعيش بلا خدمات.. ونشرب مياهاً ملوثة

«الدرس انتهى لموا الكراريس.. الدم اللى على ورقهم سال.. في قصر الأمم المتحدة مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك في البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزى.. دى طفلة مصرية وسمرا كانت من أشهر تلاميذى».. كلمات تقطر بالألم يرددها طلاب مدرسة مذبحة شهداء بحر البقر خلال الاحتفالية التي تنظمها مدينة الحسينية بمحافظة الشرقية من كل عام، إحياءً لذكرى زملائهم من التلاميذ الذين استشهدوا في مذبحة بحر البقر، التي راح ضحيتها 19 تلميذًا في ضربة جوية للاحتلال الإسرائيلى يوم 8 إبريل 1970.
«المصرى اليوم»، زارت قرى بحر البقر لرصد مشاكلهم تزامناً مع إحياء ذكرى المذبحة، ورصدت حالة من الاستياء بين الأهالى لتجاهل المسؤولين لمطالبهم، سواء بصرف معاشات لأسر الشهداء أو تعويضات للمصابين إلى جانب المشاكل التي تعانى منها القرى، وعلى رأسها مياه الشرب الملوثة غير الصالحة للاستخدام الآدمى.
وأعرب الأهالى عن غضبهم الشديد من عدم وجود رعاية صحية وتهالك شبكة الطرق المؤدية إليها، مؤكدين أن الاحتفال بذكرى شهداء المدرسة كل عام ما هو إلا (شو إعلامى) وزيارات تفقدية من المسؤولين دون تقديم خدمات، وأوضحوا أنهم يعيشون مثل الأموات يتألمون فيها كل يوم ألف مرة بسبب ما سموه «تجاهل الحكومة لمشكلاتهم».
وقالت نبيلة على محمد، والدة شهيدين من تلاميذ المذبحة: «استشهد 2 من ابنائى في المدرسة حينما قامت الطائرات الإسرائيلية بغارتها الجوية وضربت المدرسة، تلقيت الخبر من ابنتى حينما قالت (إخواتى ماتوا تحت الأنقاض) فخرجت مهرولة في طريقى إلى المدرسة وفوجئت بالأهالى يحملون جثثهم غارقة في دمائها وكان يوماً عصيباً علينا جميعاً».
وأضافت أنها بلغت من العمر أرذله، ولها ولدان، أحدهما مصاب بالصرع منذ سماع خبر وفاة شقيقيه وليس لديهم دخل ثابت يعينهم على الظروف المعيشية الصعبة، وأن الحكومة تخلت عنهم، ولم يقف بجانبهم أي مسؤول، رغم المطالبة بصرف معاش أو توفير قطعة أرض تدر عليهم دخلا وأنهم أصبحوا مهمشين بالنسبة للمسؤولين الذين يفدون إلى القرية كل عام للاحتفال والتصوير.
وقال عبدالعزيز الخليلى، من أهالى القرية، إن قرى شهداء بحر البقر معدومة الخدمات، رغم توجه المحافظين والمسؤولين والقنوات الفضائية إليها كل عام للاحتفال بالذكرى، إلا أن القرية بها نسبة تصل 60 % يعانون من الفشل الكلوى بسبب مياه الشرب غير الصالحة للاستخدام الآدمى ونقوم بشراء الجركن مقابل 3 جنيهات علاوة على رى الأراضى الزراعية بمياه الصرف الصحى.