سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. الذكرى ال45 لمذبحة بحر البقر.. أهالي الضحايا يتذكرون فلذات الأكباد بالدموع.. المعزول ألغى الاحتفالية وأعيدت في عصر السيسى.. سكان القرية: الأمراض تحاصرنا والمسئولون لا نراهم إلا كل عام
بالدموع تذكر أهالي شهداء قرية بحر البقر بمحافظة الشرقية فلذات أكبادهم وأطفالهم ضحايا المذبحة، وبمناسبة حلول الذكرى ال45 عاما على مذبحة بحر البقر والتي راح ضحيتها 19 تلميذا وأصيب فيها أكثر من 30 آخرون إثر قصف وحشى نفذته 5 طائرات إسرائيلية على المدرسة الابتدائية بالقذائف والصواريخ في يوم 8 أبريل عام 1970. كانت الحصة الأولى بجميع مدارس المحافظة اليوم الأربعاء، للحديث عن مذبحة بحر البقر الوحشية وإلقاء كلمات عنها في طابور الصباح وترديد الهتافات والأناشيد الوطنية التي تشعل الحماس في نفوس التلاميذ وتزيد من انتمائهم لوطنهم، وأقيمت فعالية رسمية بقرية بحر البقر 2 مركز الحسينية موقع المذبحة حضرها اللواء طارق الحارونى سكرتير عام مساعد محافظة الشرقية نائبا عن المحافظ الدكتور رضا عبد السلام واللواء يحيى برجل رئيس المركز وقاموا بزيارة النصب التذكارى للشهداء بموقع الاعتداء الغاشم ووضع أكاليل الزهور عليه وقراءة الفاتحة على أرواحهم داعين لهم أن يسكنهم الله فسيح جناته. ووضع مسئولو المحافظة حجر الأساس لإنشاء الوحدة المحلية لقرية بحر البقر 2 على مساحة 500 متر مربع بتكلفة نصف مليون جنيه ثم تفقدوا المتحف المصغر المقام بمدرسة شهداء بحر البقر الابتدائية بعد إعادة بنائها ويضم صورا تذكارية للرئيس الراحل انور السادات في مستشفى الحسينية وضحايا العمل الإجرامى وبعض مقتنياتهم المتمثلة في كتبهم الدراسية وقطع من ملابسهم وأحذيتهم ولعبهم الملوثة بالدماء وصورا للوفود الأجنبية والقيادات التنفيذية التي زارت المدرسة عقب الحادث لمشاهدة آثار العدوان الإسرائيلى الوحشى على تلاميذ المدرسة. وأقيم مؤتمر جماهيرى أمام المدرسة وتم خلاله التنديد بالمذبحة والاستماع لمطالب أهالي القرية ومشاكلهم لإيجاد الحلول العاجلة لها. "البوابة نيوز" شاركت الأهالي احتفالهم بالذكرى، وقال عبد العزيز الخليلي إن قرية شهداء بحر البقر معدومة الخدمات ورغم زيارة المحافظين والمسئولين والقنوات الفضائية إليها كل عام للاحتفال بالذكرى إلى أن 60% من الأهالي مصابون بالفشل الكلوي لتلوث مياه الشرب ورى الأراضي الزراعية بمياه الصرف الصحي من بحر البقر والمستشفى الوحيد بالقرية لا يعمل منذ سنوات وسوء حالة الطرق المؤدية من وإلى القرية علما بأن أقرب مستشفى للقرية يبعد عنها 20 كيلو متر كما أن القرية لم تري مسئولا سوي في مثل هذا اليوم من كل عام. وأضاف محمد شاهين أحد مصابي مذبحة بحر البقر، أن أسر الشهداء لم يحظوا بأي اهتمام من الدولة والمدرسة لم يتم تحويلها لمتحف وأهملت تماما وبنى الأهالي منزلين مكانها ولم يتبق منها سوى قطعة أرض لا تتعدى 10 أمتار تحاط بسور حديدى قصير وبداخلها عامود الحجر مدون عليه أسماء الشهداء واتذكر يوم المذبحة وقصف إسرائيل للمدرسة عندما كنت بالصف الأول أثناء القصف الإسرئيلي وبعد سقوط السقف فوق رؤوسنا حفرت فتحة بجدار المدرسة ونجحت في الخروج منها حيث وجدت أمي وأبي يبكون ويصرخون خوفا وهلعا على أنا وزملائي ونقلت وزملائى لمستشفي الحسينية وزارنا الرئيس الراحل انور السادات ووزع علينا الزبادي ومعظم أهالي القرية رفضوا ذهاب أبنائهم للمدرسة واستكمال تعليمهم مرة أخرى خوفًا عليهم من الموت ومن أخذ أطفاله وترك القرية حيث إنها كانت تتعرض للقصف والغارات بصفة مستمرة. وقالت نبيلة على محمد حسن والدة شهيدين من تلاميذ المدرسة، فوجئت بنجلتى تدخل على المنزل باكية إخواتي ماتوا يا مه، خرجت مهرولة إلى المدرسة وفوجئت بالأهالي يحملون جثثهم غارقة في دمائها وكان يوم أسود علينا جميعا، مشيرة إلى أنها مسنة ولديها ولدان أحدهما مصاب بالصرع منذ سماع خبر إخوته وحتى الآن وليس لديهم عمل ولم يتم تقديم يد العون، مطالبة المحافظ د رضا عبد السلام قطعة أرض لهم لزراعتها لتدر عليهم دخلا يعينهم على الظروف المعيشية الصعبة. وأكد السيد عبد الرحمن حسن أحد مصابي المذبحة، كنت بالصف الأول الابتدائى كان يوم الحادث يوما عاديا وانتظمت الدراسة حتى الساعة التاسعة صباحا حتى فوجئنا بضربة جوية من قبل الطائرات الإسرائيلية مما حول مبني المدرسة إلى حطام ووجدت زملائى وأجسادهم أشلاء فذهلت وعلى الفور توجه الأهالي للمدرسة لإنتشال الجثث ونقل المصابين إلى المستشفيات وتم نقلي إلى مستشفى بالقاهرة ومنها إلى بلغاريا لتلقي العلاج ولم اكمل تعليمى بسب الصدمة ولكنني مازلت أعاني من إصابتي لافتا إلى أنه تم إلغاء احتفالية تكريم أسر الشهداء منذ أن أصبح مرسي رئيسا للجمهورية وعادت الينا الروح باقامة الاحتفالية مرة أخرى في عصر الرئيس عبد الفتاح السيسى لنشعر بحالة من الرضا. وأوضح إبراهيم عبد الكريم معلم أول لغة عربية بالمدرسة، نقوم في مثل هذا اليوم من كل عام بإحياء ذكري شهدائنا من التلاميذ ولكنها ذكري أليمة تذكرنا بفقدان فلذة أكبادنا ونحن اليوم نعلم أبنائنا الطلاب كيف واجه تلاميذ المدرسة الضربة الجوية الغاشمة التي راح ضحيتها 19 تلميذا وأصيب ثلاثون آخرون، مضيفا أن الأهالي ما زالوا يتجرعون الألم لفقدان أبنائهم فقد جاء الطالب لتلقي العلم ولكنه جاء ليلقي الشهادة على يد الإرهاب الإسرائيلي الذي تعدى على زهرة الحياة وهم أطفالنا مما أصاب الأهالي بحالة من الزعر والخوف حينما شاهدوا أبنائهم وقد أختلطت أقلامهم بدمائهم.