خبراء: زيارة السيسي لواشنطن تدعم مصر أمام المؤسسات المالية الدولية والمستثمرين

أكد مصدر مطلع بوزارة المالية أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للولايات المتحدة الأمريكية تدعم علاقة القاهرة بالمؤسسات المالية والتمويلية الدولية والإقليمية، من خلال توافق الرؤى المصرية الأمريكية والتقارب بين البلدين مؤخرا، بالإضافة إلى تزكية الجانب الأمريكى للموقف والبرنامج المصرى لدى التكتلات الاقتصادية.
وأضاف المصدر أن الدعم الأمريكى يسهم في الإسراع بصرف الشريحة الثانية من قرض صندوق النقد الدولى بنحو 1.25 مليار دولار، عقب اجتماعات الربيع الشهر الحالى بالعاصمة الأمريكية واشنطن، ويبلغ إجمالى القرض 12 مليار دولار خلال 3 سنوات، حصلت مصر على شريحة واحدة فقط بقيمة 2.75 مليار دولار نوفمبر الماضى.
وتابع أن بعثة فنية رسمية تابعة للصندوق ستزور القاهرة خلال أبريل الجارى، لمراجعة برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى، والإجراءات الحكومية الأخيرة لإصلاح الموازنة والمالية وتعويم الجنيه، كما ستزور مجلس النواب، ولاسيما أنها لم تتمكن من عقد اجتماعات موسعة للاطلاع على التوافق الشعبى حول برنامج الإصلاح، مشيرا إلى أن بعثة تابعة للبنك الدولى ستزور القاهرة خلال الشهر الجارى أيضاً، عقب اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين الشهر الجارى، لإتمام الإجراءات بشأن ضخ الشريحة الثالثة من قرض البنك بقيمة مليار دولار، لدعم الموازنة العامة للدولة، بينما يصل إجمالى القرض إلى 3 مليارات دولار.
وحسب إحصائيات حديثة لوزارة التجارة والصناعة، تجاوز حجم الميزان التجارى بين مصر والولايات المتحدة 5 مليارات دولار خلال العام الماضى 2016.
وتوقع الدكتور علاء الشاذلى، عضو مجلس إدارة البنك المركزى السابق، أن تشهد الفترة المقبلة مساندة أمريكية لمصر في المؤسسات المالية والتمويلية الدولية، وتعزيز المواقف داخل التكتلات الاقتصادية، ومنها الاتحاد الأوروبى.
وتابع «الشاذلى»: «قد لا تدعم أمريكا مصر مباشرة بنفس مستويات الدعم المالى والاقتصادى قبل الثورة، ولاسيما مع تغير استراتيجيتها عقب تولى الرئيس دونالد ترامب، والتركيز على الشأن الداخلى في الإصلاح والتمويل كأولوية كبرى»، لكنها ستدعمها لدى المستثمرين الأجانب والمؤسسات الأجنبية.
في سياق متصل، أكد مجدى طلبة، رئيس المجلس التصديرى للصناعات النسيجية السابق، أن النتائج الإيجابية لزيارة السيسى ستظهر سريعا على كل من الاستثمار والتصدير إلا أن الصادرات ستكون الأسرع استجابة.
ودعا «طلبة» إلى حل مشاكل التصدير، خاصة أن هناك عددا كبيرا من المصانع، تعمل ما بين 20 و50 % من طاقتها الإنتاجية، مشيرا إلى ضرورة حصر المصانع المتوقفة والمتعثرة وإعادة تشغيلها وحل مشاكلها لضمها لمنظومة الإنتاج، وشدد على ضرورة العمل على تعميق الصناعة المحلية خاصة في الصناعات الواعدة، مشيرا إلى أن صادرات مصر من الملابس تصل إلى 1.2 مليار دولار، بينما تصل صادرات بنجلادش إلى 32 مليارا وفيتنام إلى 22 مليار دولار.
ولفت إلى أن معدل الصادرات المصرية لا تتناسب مع المتاح من إمكانيات، ولكنها تحتاج إلى توظيف جيد، وإدخال تكنولوجيا حديثة في جميع الصناعات لتتواكب مع الصناعات الحديثة ومتطلبات السوق العالمية، وأشار إلى إمكانية تخصيص منطقة صناعية في كل صناعة، على أن يتم مدها بالتكنولوجيا الحديثة بدلا من تبديد الاستثمارات في عدد من المناطق التقليدية.
وفيما يتعلق باتفاق الكويز، قال إن صادرات مصر من الكويز تصل لنحو 850 مليون دولار، مقابل نحو مليار دولار قبل عامين، في الوقت الذي كان من المفترض أن تصل فيه الصادرات لنحو 10 مليارات دولار إذا تم تطبيق المنظومة بطريقة صحيحة، كما كان يقضى الاتفاق في البداية.
وبشأن إمكانية زيادة عدد المناطق المشاركة في الاتفاق وتقليل المدخل الإسرائيلى، قلل من أهمية هذه الإجراءات، مشيرا إلى أن مصر لم تستخدم كامل طاقتها الإنتاجية من المناطق الحالية المتاحة ولابد من تفعيلها، مشيرا إلى أن الدلتا بالكامل داخل الكويز، فضلا عن المنيا وبنى سويف من الصعيد، لكن لم تستفد من ذلك.
وتوقع علاء البهى، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الغذائية السابق، زيادة الاستثمارات الأمريكية، وانتعاش التبادل التجارى بين الدولتين، مشيرا إلى أن زيارة السيسى الإيجابية كانت رسالة واضحة لجميع المستثمرين على مستوى العالم وليس للمستثمر الأجنبى فقط.
وقلل «البهى» من أهمية توقيع اتفاق تجارة حرة مع أمريكا حاليا، داعيا إلى توطيد التعاون الأمريكى في مجال الاستثمار في القطاع الصناعى بالإضافة إلى الاستثمار في البترول ومجالات الطاقة الجديدة والمتجددة خاصة الطاقة الشمسية.
وأكد أشرف الجزايرلى، رئيس غرف الصناعات الغذائية، أن زيارة الرئيس السيسى إيجابية لدى جميع المستثمرين على مستوى العالم، موضحا أن الحفاوة التي تم بها استقبال الرئيس تعزز الثقة في الاقتصاد المصرى، متوقعا أن تشهد مصر تدفقا واضحا للاستثمار الأجنبى خلال الفترة المقبلة كرد فعل سريع لهذه الزيارة.