كان على رأس جيل غنائى ممن أسسوا لما يمكن تسميته «جسر التنهدات الذهبى»، وهو اليتيم القروى ابن قرية الحلوات التابعة للزقازيق بمحافظة الشرقية، وفيها ولد ومن ترعتها أخذ سر وفاته هو عبدالحليم شبانة الذي عرفناه بعد ذلك باسمه الفنى عبدالحليم حافظ، ولما تأكدت نجوميته صار يُنعت ب«العندليب الأسمر». البعض قال إن شهرته تأكدت حينما أرخ لثورة يوليو وأحلامها ومشروعها غناء،والبعض الآخر قال: بل لأنه قدم سينما رومانسية تعتمد على فكرة البطل النقى الذي يتعذب، وهناك من قال إنما شهرته من قاموسه الرومانسى المغاير في غنائه. والعندليب مولود في 21 يوليو 1929 في قرية الحلوات وتوفيت والدته فور ولادته، وقبل أن يتم عامه الأول توفى والده فعاش في ملجأ ثم في بيت خاله الحاج متولى عماشة، وأكبر إخوته هو إسماعيل شبانة الذي كان مطرباً ومدرساً للموسيقى في وزارة التربية، والذى عرفناه من خلال صوته في فيلم سيد درويش. التحق العندليب بكتاب الشيخ أحمد، ثم بمعهد الموسيقى عام 1943والتقى بكمال الطويل، حيث كان عبدالحليم طالبا بقسم التلحين،وكمال بقسم الغناءوتخرجا عام 1948عمل عبدالحليم لأربع سنوات مدرساً للموسيقى بطنطاثم الزقازيق وأخيرا القاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آله الأوبوا، ثم التقى صديق عمره مجدى العمروسى في 1951 إلى أن اكتشفه الإذاعى حافظ عبدالوهاب الذي أخذ اسم شهرته منه تمت إجازته بالإذاعة في 1952وحينما غنى (صافينى مرة) في أغسطس 1952 رفضتها الجماهير من أول وهلة حيث لم يكن الناس على استعداد لتلقى هذا النوع من الغناء الجديد. ولكنه أعاد غناءها في يونيو عام 1953يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحاً كبيراً، ثم قدم أغنية وصور أول أفلامه «لحن الوفاء» عام 1955أما حبيبة العندليب وأيضا قصة زواجه من السندريلا فمازالتا لغزاً حيّر الجميع.. وفى 18 يونيو 1953 وفى حديقة الأندلس كانت حفلته الرسمية الأولى، وكانت أغنية «إحنا الشعب»أول أغنية يغنيها حليم للرئيس عبدالناصر سنة 1956 ثم توالت أغانيه الوطنية ثم تتابعت أفلامه.كما قام ببطولة مسلسل إذاعى واحدوهو«أرجوك لا تفهمنى بسرعة»سنة 1973إلى أن توفى «زي النهارده»فى30 مارس 1977.
