عاش محمد أبوتريكة، لاعب منتخب مصر والأهلى السابق، ساعات هي الأصعب في حياته غلفتها مرارة الغربة بعدما تلقى خبر وفاة والده أثناء استعداده لتقديم أحد الاستوديوهات التحليلية، ولم يتمكن اللاعب من حضور مراسم الدفن والعزاء في ظل مخاوفه من سحب جواز سفره بمطار القاهرة، وفضل البقاء في الدوحة. و«المصرى اليوم» ترصد 6 مشاهد هي الأصعب في حياة أمير القلوب. المشهد الأول: 8 مساء السبت الأخبار تتوالى لمحمد أبوتريكة بتدهور حالة والده الصحية، وهو ما أصاب اللاعب بالارتباك، وحرص طوال الليل على التواصل مع أشقائه وزوجته للاطمئنان على حالته الصحية، واستمر الوضع حتى صباح يوم الأحد، وأثناء جلوسه مع أحد أصدقائه بمقر إقامته تم إبلاغه بتحسن حالة والده فعقب بكلمة واحدة «أخشى أن تكون صحوة الموت» ودعا لوالده. المشهد الثانى: 3:45 دقيقة عصر الأحد بمجرد وصول أبوتريكة إلى مقر قناة (بى إن سبورتس)، لتحليل مواجهة مانشستر يونايتد وساوثهامبتون، تلقى مكالمة هاتفية من زوجته، وتلتها أخرى من شقيقه، يخبرانه بوفاة والده الحاج محمد أبوتريكة، فانخرط في بكاء شديد حزنا على فراق والده، خاصة أن وجود مسافات كبيرة تفصل بينهما حرمه من أن يلقى على والده نظرة الوداع الأخير، وبدا عليه الحزن الشديد بملامح شاحبة وحاول التماسك.. ودعا لوالده بالرحمة.. والتف حوله عدد من المصريين العاملين بالقناة.. واصطحبوه إلى حيث مقر إقامته بأحد فنادق الدوحة. المشهد الثالث: الساعة الرابعة عصراً اللحظات الأصعب في حياة أمير القلوب، فوفقا لأحد المقربين الذي لازمه بعد إبلاغه خبر الوفاة، فإن أبوتريكة عاش بين نارين.. العودة إلى القاهرة فورا لوداع جثمان والده وحضور دفنته وتلقى العزاء فيه.. أو البقاء في الدوحة خوفا مما يثار حوله من احتمالات القبض عليه، أو على الأقل سحب جواز سفره ومنعه من العودة.. وأجرى مكالمة هاتفية بالقاهرة بدا أنها مهمة.. وأكد له الطرف الثانى- الذي لم يفصح عنه أبوتريكة- أنه بإمكانه النزول، مطمئنا إياه بأنه لن يطوله سوء.. وعقب المكالمة بادر أبوتريكه بالترتيب لحجز تذكرة على أول طائرة الدوحة- القاهرة.. وكان مقررا لها السابعة أو الثامنة مساء نفس اليوم بتوقيت الدوحة. المشهد الرابع: السادسة والنصف مساءً اتصالات هاتفية متوالية من زوجة أبوتريكة وأشقائه يطالبونه بعدم المخاطرة والعودة إلى مصر خوفا عليه، ومؤكدين له أن حضوره لن يجدى، باعتبار أنه لن يلحق بدفن والده، وتزامن مع مكالمات أشقائه نصيحة من أحد المقربين منه بالدوحة بعدم السفر، وأقنعه بأنه حتى لو لم يكن مهددا بالقبض عليه لحظة وصوله مطار القاهرة، لكنه مهدد بسحب جواز السفر والمنع من العودة إلى عمله مرة أخرى بالدوحة، وهو ما اقتنع به أبوتريكة وتراجع عن قرار العودة واعتذر لأصدقائه المتواجدين بالفندق بعد فشله في إخفاء دموعه وفضل التوجه إلى غرفته لقراءة القرآن والدعاء لوالده. المشهد الخامس: الثامنة مساءً امتلاء فندق إقامة أبوتريكة بالمصريين المتواجدين بالدوحة، خاصة بعدما امتنع أبوتريكة عن الرد على هاتفه، وهو ما دفع أحد أصدقائه المقربين للصعود إلى غرفته والاتفاق على تحديد موعد أمس الاثنين لإقامة سرادق عزاء. المشهد السادس: العاشرة صباح الاثنين كثف محمد أبوتريكة اتصالاته بأشقائه لمواساتهم بعد دفن والده والاطمئنان عليهم، وحرص من خلال أشقائه على توجيه رسائل شكر لكل من سانده ووقف بجواره وحرص على حضور الدفن والعزاء.
