ميسى والأهرامات

مما لا شك فيه أن زيارة المشاهير لمصر الآن لها مردود إيجابى على السياحة إلى مصر، خاصة زيارة نجوم السينما والرياضة؛ ولذلك كان الاهتمام كبيرا من جانب وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى بزيارة نجم كرة القدم ميسى إلى مصر. ولا أعرف السبب أو الأسباب التى جعلت هذه الزيارة سببا فى كثير من اللغط والتلاسن بين إعلاميين وصحفيين، بل وانقسام بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعى؟ حتى إننا كدنا ننسى الهدف المعلن للزيارة وهو ميسى يدعم مكافحة فيروس سى؟ وقبل الحديث عن الزيارة وما حدث أنقل ما قاله لى أحد رجال الشرطة المحترمين برتبة لواء عندما همس فى أذنى بأن الإجراءات الأمنية لتأمين الزيارة مبالغ فيها، حتى إنه تم إغلاق المنطقة الأثرية بالهرم لمدة ساعتين فى وجه السياح لتأمين نجم برشلونة ميسى؟ إلا أننى عندما وجدت تغطية جميع وسائل الإعلام للزيارة ونقل صورة ميسى للعالم وخلفه الأهرامات اقتنعت بأن لكل شىء ثمناً، خاصة أن متابعى ميسى على تويتر وصلوا إلى مئات الملايين من المعجبين. وهناك من النجوم والمشاهير من يحلم بزيارة الأهرامات والوقوف وجهاً لوجه أمام أبوالهول بعيدا عن الكاميرات وبعيدا عن الصحافة والإعلام؛ وقريبا سيصل إلى مصر الفنان العالمى ويل سميث، الذى طلب عدم الإعلان عن موعد الزيارة فى وسائل الإعلام، ووصل بالفعل مساعدوه لرؤية المواقع التى سيزورها وعمل برنامج الزيارة، ومن المقرر أن أقابله أمام أبوالهول فى الصباح الباكر، بعدها نتناول الإفطار ثم نتجه الى المتحف المصرى. ولن تكون هى المرة الأولى التى أقابل فيها ويل سميث، حيث قابلته من قبل عندما تم اختيارنا من ضمن أهم 100 شخصية بالعالم عام 2006 عن طريق مجلة التايم الأمريكية؛ وتصادف فى حفل العشاء أن تضمنا مائدة واحدة وكانت معنا الفنانة جينفر لوبيز.
مقالات متعلقة
* كليوباترا فى الدومنيكان
* الفراعنة فى ستوكهولم
* ليمار
نعود إلى زيارة ميسى، والتى أعتقد أن لعنة الفراعنة كانت تصاحبها، فما حدث كان كالآتى: انهزم برشلونة ودخل مرماه أربعة أهداف مذلة؛ وفى نفس الوقت تعثرت وأنا أمشى مسرعاً فكسرت قدمى اليسرى وأجريت عملية جراحية والحمد لله، ثم كان خبر تأجيل الزيارة. وعندما حان موعد المقابلة أمام هرم الملك خوفو كنت أمشى بمساعدة مشاية وجاء ميسى ومعه مترجم إسبانى، لأنه- أى ميسى- لا يتحدث سوى الإسبانية؟ وكان على أن أتحدث معه عن طريق المترجم، فحدثته عن أسرار الهرم الأكبر وما حدث خلال رحلتى الإنسان الآلى داخل السراديب السرية للهرم. وفى المعتاد عندما أخبر أحدا من الزائرين بهذه المعلومات، ترتسم على وجهه علامات الدهشة والإعجاب؛ ويكون عنده عدد من الأسئلة، أما مع ميسى فلم ألاحظ أى تغيير على ملامح لاعب الكرة الشهير، وتيقنت أن السبب إما أن يكون بسبب الترجمة! وهذا مستبعد لبراعة المرشد الإسبانى؛ أو بسبب أن ميسى لا يهتم بأى شىء سوى كرة القدم فقط؛ فهى الشىء الوحيد الذى يعرفه فى هذه الحياة. أتمنى أن نستمر فى الدعاية الإيجابية لبلدنا، وأن ننوع ونبتكر فى أسلوب الدعاية وأن نتعلم من أخطائنا ولا نكررها.. عودة السياحة مهم، والأهم أن نكون مستعدين لكى ننجح ونستمر.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة