تحليل..اللياقة والنزعة الهجومية تحسم تفوق «البدري» على «انضباط» ميدو

حقق الأهلي فوزًا مستحقًا على وادي دجلة في إطار مباريات الأسبوع ال20 من عمر مسابقة الدوري العام المصري ليحقق الأهلي الفوز في ثلاث مباريات قبل التوقف لمباريات الكأس وأفريقيا ويحافظ الأهلي على صدارته لجدول الترتيب.
بدأ البدري، المباراة بالرسم التكتيكي المعتاد له 4-2-3-1 بتواجد نجيب وسعد في عمقي الدفاع وهاني ومعلول على الأطراف وغالي وفتحي في الوسط، نظرًا لغياب عاشور للإيقاف وأمامهم الثلاثي ميدو جابر على اليمين ومؤمن على اليسار وعاد عبدالله السعيد مرة أخرى في الوسط وأمامهم مهاجم وحيد أجاي.
بينما اعتمد ميدو، على خطة 4-3-3 التي تتحول دفاعيًا إلى 4-3-2-1 والتي تمتاز بغلق العمق.
ميدو أشرك حسام عرفات في جانب الظهير الأيمن بدلا من محمود متولي المنضم لمنتخب الشباب وعمقي الدفاع محمود علاء ومحمد أنور والظهير الأيمن سيد سالم وفي الوسط الثلاثي محمد هلال ومصطفى طلعت وأفوي وأمامهم الثنائي أوباما وأفوم وفي الهجوم عرفة السيد.
كعادة الأهلي مؤخرًا عندما يترك له الاستحواذ لا يجد الحلول.. وهو ما فعله ميدو، حيث ترك الاستحواذ للأهلي وسط دفاع منظم وقوي جدا ب9 لاعبين مع رقابة لصيقة خاصة للاجنحة.
ولكن ما تفوق فيه ميدو أيضًا هو قدرة لاعبي دجلة على الضغط العالي والتحول السريع من الدفاع للهجوم.. تدافع ب9 لاعبين وتستخلص الكرة ثم تهاجم ب8 لاعبين دفعة واحدة، ما شكل خطورة كبيرة على فريق الأهلي، خاصة في الشوط الأول الذي تفوق فيه ميدو تكتيكيا على البدري.
استحوذ الأهلي على الكرة في الشوط الأول بنسبة 62% مقابل 38% لدجلة ولعب الأهلي 22 كرة عرضية مقابل 8 فقط لدجلة، ولكن ماذا عن المحاولات النهائية؟ حاول الأهلي على المرمي مرة واحدة فقط! بينما دجلة له 3 محاولات على المرمي!.
في الشوط الأول واصل البدري، سيطرته واستحواذه الزائف على الكرة، تستحوذ على الكرة دون فاعلية أو حلول على المرمي مع الرقابة اللصيقة للخصم وهو ما حدث في كافة المباريات السابقة.
في الشوط الثاني هبطت اللياقة البدنية للاعبي دجلة، فلم يعد لديهم القدرة على الضغط العالي وتضييق المساحات على الأهلي، ما جعل الفريق الأحمر، يظهر بشكل أفضل.
أجري البدري، تغييرًا بدخول عمرو جمال بدلا من ميدو جابر في الدقيقة 52 وتحول الرسم التكتيكي للأهلي إلى 4-4-2 بوجود أجاي وعمرو جمال في الهجوم.
رد ميدو على التغيير وأخرج يوسف أوباما وأدخل كريم ممدوح في الناحية اليمني لدجلة اليسرى للأهلي لإيقاف جبهة على معلول ليتحول الرسم التكتيكي لدجلة إلى 4-5-1 ويتحول صامويل أفوم للناحية اليسري أمام محمد هاني ولزيادة التأمين الدفاعي في ظل الهبوط البدني للاعبي دجلة.
البدري، واصل الضغط على دجلة وأدخل عماد متعب بدلا من محمد هاني وهو تغيير ممتاز جدا ثم وليد سليمان بدلا من مؤمن زكريا، تغيير متعب هو التغيير الذي قتل آمال دجلة في الخروج بنقطة من الأهلي.. وهو أيضاً التغيير الذي فتح المتنفس لعمرو جمال للتسجيل.. لماذا؟
خط وسط الأهلي غالي، وفتحي لم يقدم أي مساندة هجومية..ومع تحول الخطة ل 4-4-2 ودخول السعيد، للطرف الأيسر فقد الأهلي وسط الملعب جزئيًا، ما جعل البدري، يخرج هاني ويحرك فتحي لليمين ويشارك السعيد وغالي في المنتصف وعاد جونيور أجاي للجناح الأيسر فأصبح هناك 5 لاعبين ذات نزعة هجومية كاملة للأهلي «الجناحين أجاي وسليمان» والمساندة في الوسط من السعيد والمهاجمين جمال ومتعب، بالإضافة إلى الظهيرين فتحي ومعلول.
تفوق البدري، على ميدو في النتيجة إجمالًا واستغل انخفاض الناحية البدنية للخصم في الشوط الثاني، بالإضافة إلى تغييره المحوري بنزول متعب والضغط أكثر على دجلة..
الأهلي فنيًا مع البدري، متميز جدًا في الناحية الدفاعية وميدو أيضًا لذا كانت المباراة تكتيكية من الدرجة الأولى، ولكن مباراة عن أخرى يتضح أن الأهلي ينبغي عليه تغيير 4-2-3-1 خاصة مع التمركز الدفاعي الجيد للخصم وعدم قوة أجنحة الأهلي لذا من الممكن تغيير النهج إلى 4-4-2 مع وجود السعيد بجوار عاشور أو فتحي أو غالي، خاصة أنك لن تحتاج الأدوار الدفاعية الكبيرة للسعيد.. أو أن تشرك مهاجما آخر أمام أجاي أو أن تعطي الفرصة لجناحي الأهلي (حمودي أو بركات) لإعطاء نشاط في هذا المركز الخامل منذ بداية الموسم.