استاد بورت جنتيل مصدر رعب للاعبي كأس الأمم الأفريقية (تقرير)

بالرغم من روعة تصميمه وتوافر كل الخدمات به إلا أن استاد «بورت جنتيل» الذي تحتضنه المدينة الجابونية التي تحمل نفس الاسم، أثار استياء العديد من المنتخبات المشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2017 التي تستضيفها الجابون حتى يوم 5 فبراير المقبل.
استاد بورت جنتيل تم إنشاؤه خصيصًا لاستضافة مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية 2017، ووضع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب برشلونة الإسباني، حجر أساس الاستاد في شهر يوليو لعام 2015، وأكملت شركة «شنجهاي جنرال» الصينية تشييده بتكلفة 70 مليون دولار، وتم افتتاحه يوم 2 أكتوبر لعام 2016، حيث يسع حوالي 20 ألف متفرج، ومملوك لحكومة الجابون.
وإذا نظرنا إلى شكل الاستاد وتصميمه الهندسي، والخدمات التي يتمتع بها، سنجد أنه من أفضل الملاعب في القارة الأفريقية، حيث يضم 20 غرفة فندقية ومضمارًا أوليمبيًا تقام عليه منافسات ألعاب القوى، وملعبين لكرة السلة، وملعبًا لكرة اليد، فضلا عن وجود 20 مقعدًا لكبار الزوار وقاعة خاصة للرئاسة الجابوني، ولكن ما عكر صفو كل ذلك أرضية الملعب الصلبة.
وكانت اللجنة المنطمة لبطولة الأمم الأفريقية 2017، تضع آمالًا كبيرة على استاد بورت جنتيل، كونه أحد أبرز الملاعب في القارة السمراء، ولكن أرضية الملعب السيئة حولت الاستاد من الأبرز في البطولة إلى ملعب تتمنى كل المنتخبات المشاركة ألا تزوره.
وقدمت المنتخبات الأربعة التي تتواجد في المجموعة الرابعة لبطولة أفريقيا «مصر وغانا ومالي وأوغندا»، شكوى للاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف»، بسبب أرضية ملعب بورت جنتيل، التي أثرت بشكل كبير على أداء الفرق الأربعة، وكانت سببا أيضا في إصابة عدد من اللاعبين في المسابقة القارية.
واستضاف استاد بورت جنتيل مباريات المجموعة الرابعة للمسابقة الأفريقية، بالإضافة إلى استضافته لمباراة الدور ربع النهائي بين منتخبي مصر والمغرب والمقرر إقامتها، اليوم الأحد، بجانب مباراة تحديد صاحبي المركزين الثالث والرابع.
وبالرغم من مطالب منتخبات المجموعة الرابعة بتغيير استاد بورت جنتيل، إلا أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، لم يبد اهتماما بهذه الشكاوى، وقرر استكمال المنافسات على أرضية الملعب الذي يطل على المحيط الأطلنطي، حيث أصدر الكاف قرارًا بمنع المنتخبات من خوض فترة الإحماء قبل انطلاق المباريات على أرضية الملعب، حتى لا تتهالك وتتعرض لأضرار.
من جهتها، حاولت اللجنة المنظمة للبطولة ومسؤولو الاستاد إصلاح أرضية الملعب قبل استضافة المباريات، من خلال عمليات «ترقيع» لأرضية الملعب، بوضع كميات النجيل الطبيعي بشكل يدوي على الأماكن الصلبة، ولكن كل ذلك لم يجد نفعًا.
وبعد انتهاء مباريات الدور الأول من بطولة أفريقيا، سنجد أن استاد «بورت جنتيل» تسبب في إصابة عدد كبير من اللاعبين، مما جعله مصدرًا للرعب لكل لاعبي البطولة، وأبرز الإصابات التي وقعت في الاستاد.
1- أحمد الشناوي
أحمد الشناوي، حارس مرمى الزمالك ومنتخب مصر، تعرض للإصابة في مباراة الفراعنة الأولى في البطولة القارية أمام مالي، والتي أقيمت على استاد بورت جنتيل، فلم تمر سوى 20 دقيقة فقط، وتعرض اللاعب للإصابة في العضلة الخلفية، ولم يستطع إكمال اللقاء، وشارك بدلًا منه الحارس المخضرم عصام الحضري.
وأجرى الشناوي في اليوم التالي للمباراة أشعة واختبارات طبية لتحديد حجم إصابته، حيث تبين أن اللاعب يعاني من مزق في العضلة الخلفية، ليتأكد غيابه عن منافسات البطولة الأفريقية، وحاجته لأربعة أسابيع من أجل التعافي من الإصابة، ليغادر اللاعب الجابون، ويترك معسكر المنتخب الوطني متوجها إلى مصر، لإكمال برنامجه العلاجي.
2- بابا رحمن
تعرض بابا رحمن، الظهير الأيسر للمنتخب الغاني وفريق شالكه الألماني، لإصابة قوية في مباراة غانا الأولى في البطولة أمام أوغندا والتي لعبت على استاد بورت جنتيل، وغادر اللاعب الجابون سريعا متوجها إلى لندن لإجراء بعض الفحوصات الطبية التي أثبتت إصابة اللاعب بقطع في الرباط الصليبي للركبة، وقطع في الغضروف الداخلي والخارجي للركبة.
وبعد مغادرة لاعب تشيلسي الإنجليزي السابق لمعسكر المنتخب الغاني في الجابون، ألقى أفرام جرانت، المدير الفني للمنتخب الغاني، اللوم في إصابة اللاعب على أرضية الملعب السيئة.
3- محمد عبدالشافي
إصابات استاد بورت جنتيل استمرت، وهذه المرة جاء الدور على لاعب مصري آخر، وهو محمد عبدالشافي، ظهير أيسر الفراعنة وفريق أهلي جدة السعودي، الذي تعرض للإصابة في الملعب «الملعون» خلال مباراة مصر وأوغندا في الجولة الثانية من المجموعة الرابعة، والتي انتهت بفوز منتخب مصر بهدف نظيف.
تعرض محمد عبدالشافي للإصابة بالتواء في كاحل القدم اليسرى في الربع ساعة الأخير من اللقاء، وغاب اللاعب عن تدريبات منتخب مصر في الأيام الماضية، كما غاب عن لقاء الفراعنة الأخير أمام غانا في الجولة الأخيرة من الدور الأول والذي انتهى بفوز مصر بهدف نظيف أيضا.
وأكد الجهاز الطبي لمنتخب مصر بقيادة الدكتور محمد أبوالعلا، حينها أن السبب الرئيسي في إصابة محمد عبدالشافي هي أرضية ملعب بورت جنتيل السيئة، وحتى الآن لم يتعاف اللاعب بشكل كامل، وقد يغيب أيضا عن لقاء مصر أمام المغرب اليوم.
وفي المباراة ذاتها «مصر وأوغندا»، تعرض أحد لاعبي المنتخب الأوغندي لإصابة عضلية ايضا، ليفشل في إكمال المباراة، ويخرج محمولا من أرضية ملعب بورت جنتيل.
4- بابا تشاجوني
تسببت أرضية ملعب بورت جنتيل في إصابة حارس مرمى المنتخب التوجولي بابا تشاجوني خلال مباراة منتخب بلاده أمام الكونغو الديمقراطية في الجولة الثالثة من المجموعة الثالثة.
وتعرض الحارس للإصابة في الدقيقة التاسعة، بعدما سقط بشكل خاطئ على أرضية الملعب التي تسببت في إصابته بالتواء، ليخرج في الدقيقة 24 ويشارك بدلًا منه سيدريك مينساه، الحارس البديل لتوجو.
5- أسامواه جيان
واصل استاد بورت جنتيل «مقبرة» اللاعبين، قسوته على لاعبي بطولة كأس الأمم الأفريقية 2017، بسقوط لاعب غاني آخر في فخ الإصابة، وهو أسامواه جيان، قائد منتخب النجوم السوداء، ومهاجم فريق أهلي دبي الإماراتي.
وتعرض جيان للإصابة خلال مباراة غانا أمام مصر في الجولة الثالثة من المجموعة الرابعة للبطولة القارية، والتي انتهت بفوز الفراعنة بهدف نظيف، وأصيب اللاعب في الدقيقة 34، وفشل في إكمال اللقاء، وشارك بدلًا منه جوردان أيو في الدقيقة 41.
وتحوم الشكوك حول قدرة أسامواه جيان على اللحاق بمباراة غانا المرتقبة أمام منتخب الكونغو الديمقراطية والمقرر إقامتها، الأحد، في مدينة «أوييم»، في إطار منافسات الدور ربع النهائي للمسابقة الأفريقية.